من خلال عيون امرأة

تتحدث عائشة راشد ديماس لمجلة ELLE Arabia عن أهمية الفنّانات العربيات وكيف يُمثّلن جزءاً لا يتجزّأ من الحوار الثقافي، إذ يُسهمن في تعزيز إرث، وتاريخ، وتراث المنطقة، ويُلهمن الأجيال القادمة.

 

تقول عائشة راشد ديماس، المديرة العامة لهيئة الشارقة للمتاحف: "أشارك بنشاط في قطاع الثقافة والمتاحف منذ ما يقارب ٢٠ عاماً". وشغفها بالفنّ والتراث في المنطقة، يدفعها إلى مشاركة قصصها مع مختلف الأعمار. وتضيف: "لا تزال أولوياتي هي الاستدامة، والحفاظ على التراث، والمشاركة المجتمعية. للمتاحف دور حيوي في حماية تراثنا، مع تعزيز الروابط الاجتماعية الهادفة".

 

على مدى العقدين الماضيين، ساهمت عائشة في تخطيط وإدارة جميع المتاحف الستة عشر التابعة لهيئة الشارقة للمتاحف، والتي تغطّي مجالات الآثار، والتراث، والعلوم، والحياة البحرية، والفنون الإسلامية، وتاريخ المنطقة. يشمل عملها تنظيم المعارض وإنشاء مساحات شاملة ترحّب بالزوار من جميع الخلفيات. ولا تزال عائشة تركّز على تعزيز التعاون الوطني والدولي والارتقاء بالفنّانات العربيات. وتقول: "لقد لعبت مساهمات وإنجازات الفنّانات العربيات دوراً محورياً في تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة. فمن خلال أعمالهنّ المبتكرة، تناولن مواضيع اجتماعية وسياسية وثقافية، مقدّمات وجهات نظر دقيقة ومعزّزات فهماً أعمق لتعقيدات العالم العربي".

 

من خلال تأمّلها في أعمال فنّانات مثل نجاة مكي، وكريمة الشوملي، وسامية حلبي، وتمام الأكحل، وباية محي الدين، وثريا البقصميم، اللواتي شاركن في سلسلة "انطباعات خالدة"، يتضح جلياً التزام عائشة بالتراث العربي المشترك. تُسلّط الفنّانتان الإماراتيتان مكي والشوملي الضوء على مواضيع التراث، والأزياء التقليدية، والحلي. تستكشف كلّ فنّانة الذاكرة، والتقاليد، وأدوار المرأة وهويتها في المجتمع. تُجسّد أعمال سامية حلبي التاريخ الفلسطيني من خلال السرد البصري، بينما تعكس أعمال تمام الأكحل نزوح الشعب الفلسطيني وصراعاته على الهوية. تُسلّط ثريا البقصمي وباية محي الدين الضوء على أدوار المرأة في المجتمع، حيث تمزجان الفنّ بالنشاط لاستكشاف الهوية، والأنوثة، والتعبير عن الذات.

 

تُشير عائشة إلى أنّ "هؤلاء الفنّانات تحدَّيْنَ الصور النمطية، وشجّعن الحوار، وألهمن أجيال المستقبل". ويمتدّ تأثيرهنّ إلى ما هو أبعد من الفنّ، ليشمل التعليم، والنشاط الثقافي، والسياسات الثقافية. فمن خلال التجارب الفنّية والشمولية، يضمنَّ بقاء سردياتهنّ محورية في الهوية المتطوّرة للعالم العربي". ومع المزيد من المعارض والبرامج المُقبلة، ستواصل متاحف الشارقة ربط الناس بالتاريخ، مُعزّزةً بذلك أصوات النساء على المنصات الإقليمية والدولية.

المزيد
back to top button