لطالما عُرفت دار كارتييه العريقة ببحثها الدائم عن الجمال حيثما وجد منذ تأسيسها على يد الأخوة كارتييه الذين كانوا شغوفين بمراقبة العالم من حولهم ليستقوا إلهامهم مما يرون، فيقدّمون إبداعات مذهلة تحمل بصمتهم الفريدة وتشهد على براعتهم الفذّة، وهي سمات ما زالت الدار تحملها حتى الآن إذ تواصل طرح أجمل القطع والتشكيلات مع إثرائها بلمسات كارتييه المميّزة.

 

إن بحث كارتييه عن الجمال أينما كان، في أي زمان ومكان، لا يقف عند حد، من اللمسات المستوحاة من الطيور وريشها، وحتى النقوش المستوحاة من الثقافة اليابانية- تنبض كافة مجوهرات كارتييه بروح عنوانها الرقي والإتقان والذوق الرفيع.

 

بدأت حكاية كارتييه مع اللونين الأخضر والأزرق مع لويس كارتييه الذي كان مولعًا بالفنون الإسلامية وغناها اللافت بهذين اللونين على اختلاف تدرجاتهما، لدرجة أن شغفه هذا جعلهما جزءًا أصيلًا من المفردات اللونية للدار مع ابتكاره نقش "الطاووس" الذي سرعان ما بات علامة فارقة لكارتييه. وتحتفي قلادة أوسيل من تشكيلة بوتيه دو موند بهذا الطير وجماله الأخاذ، إذ تترصع بحجري أوبال (بوزن 16.59 و6.19 قيراط على التوالي) وحجر من الزمرد الزامبي بوزن 21.18 قيراط.

 

ولا يقتصر الأمر على محاكاة الألوان فحسب، بل تتزيّن القلادة أيضًا بالنقش المميّز لريش الطاووس الذي يبدو كما لو أنه أعين تنظر إلى من ينظر إليها، وتغدو هذه الزخارف، المزركشة بالعقيق، أصغر حجمًا في الجزء العلوي فيما تكبر حجمًا ويزداد عددها في الجزء السفلي لتتراتب فوق بعضها بعضًا بكل انسيابية فتضفي طابعًا لافتًا على هذا التصميم الرائع الذي يشهد على براعة كارتييه وحرفييها الذين تتجلى مهاراتهم في قصّ الأوبال والزمرّد المثبتين فوق أسطوانات مخفية بإتقان، علمًا بأن حجر الأوبال العلوي قابل للنزع كي يتم ارتداؤه كبروش.

المزيد
back to top button