شيءٌ إسمه الحبّ

الحبّ، قوّة تخلق المصائر، يجد تجسيده في مجموعة Trinity من Cartier. بينما نحتفل بمرور قرن على ميلاد Trinity، تقدّم ELLE Arabia أربع رسائل حبّ مؤثّرة، تكشف عن قوّة الحبّ التغييرية في الروايات الحميمة.

 

حبّ. ما من كلمة في المفردات البشرية مكوّنة من حرفين فقط أثارت هذا القدر من المشاعر، أو استحوذت على هذا القدر من الاهتمام، أو ألهمت العديد من المساعي، أو شكّلت الأقدار بعمقٍ مثل الحبّ. إنّ تاريخها عبارة عن ملحمة من العاطفة، محاكة في نسيج الحضارة نفسها. من الأساطير القديمة التي يتردّد صداها عبر العصور إلى التعبيرات المعاصرة عن الالتزام، إنّ قصة الحبّ هي شهادة على قوّة الاتصال الدائمة والسعي الأبدي للعثور على معناها في هذه الرحلة التي تسمّى الحياة.

إنّها قصّة ارتبطت منذ فترة طويلة بدار كارتييه الفرنسية، جذورها عميقة في جوهرها، وأغصانها تمتدّ لتنتج مجموعاتٍ رائعة تجسّد الحبّ. وتأتي مجموعة Trinity: في عالم المجوهرات الفاخرة، حيث تلتقي الحرفية بالرمزية، تقف Trinity بمثابة شهادة مضيئة على قوّة الحبّ الدائمة. من حين ابتداعها منذ أكثر من قرن من الزمن، حاكت هذه المجموعة المميّزة لنفسها مكانةً لا تُضاهى في نسيج الرومانسية والصداقة والتفاني، لتصبح رمزاً محبّباً للمودّة والالتزام. بفضل أسلاكها المتشابكة من الذهب الأصفر، والذهب الأبيض، والذهب الوردي التي ترمز إلى الحبّ والإخلاص والصداقة، تتجاوز Cartier Trinity كونها مجرّد زينة لتجسّد الروابط العميقة التي تربط القلوب ببعضها البعض.

للاحتفال بمرور قرن على ولادة Trinity، قامت ELLE Arabia بتجميع أربع رسائل حبّ تتعمّق في الروايات الأولية غير المفلترة لأفراد تأثّرت حياتهم بقوّة الحبّ التغييرية. من حكايات لقاءات الصدفة إلى قصص القلوب المحطّمة، تقدّم كلّ واحدة منها لمحة عن التعقيدات العميقة والجمال اللامحدود لهذا الشيء الذي نسمّيه جميعاً الحبّ.

 

إلى: لانا ناظر، يوغي وصاحبة Karama Yoga  

مِن: د. دينا الطيب، طبيبة أسنان ولاعبة ترايثلون (بطولة العالم العربية الأولى للمرأة الحديدية كونا)

إلى جميلتي لولو،

بينما أجلس لكتابة هذه الرسالة، يفيض قلبي بالحبّ والفخر بالمرأة الرائعة التي أصبحت عليها. أنت شمسي، وفرحي، و Skipto خاصتي. منذ اللحظة التي أتيت فيها إلى هذا العالم، ملأتِ حياتي بالكثير من السعادة والضحك؛ روحك المرحة وضحكتك المعدية تضيء كلّ غرفة تدخلينها.

أنا فخورة جداً بالمرأة التي أصبحتِها. لقد كبرتِ وصرتِ شخصاً رائعاً، مفعماً باللطف، والعطف، والقوّة. إنّ مشاهدتك تتابعين شغفك باليوغا كانت متعةً حقيقية. رؤيتك تحتضنين شيئاً يجلب لك الكثير من السعادة والوفاء يملأ قلبي بالحبّ. إنّ تفانيك والتزامك بممارستك أمر ملهم، وأنا ممتنة جداً لأنّ لدي ابنة شغوفة بشيءٍ تحبّه ولا تخشى السعي وراءه.

لقد كانت لديك دائماً طريقة لإضفاء البهجة على يومي وجعلي أضحك، حتى من خلال بعض تحدّيات الحياة. روحك الفكاهية وقلبك الكريم لا يفشلان في رسم البسمة على وجهي. أعتزّ بالذكريات التي شاركناها، بدءاً من اللحظات السخيفة وصولاً إلى المحادثات القلبية. لديك روح جميلة ومشرقة، وأنا ممتنة جداً لكونك ابنتي.

مع استمرارك في النمو والإبحار في رحلتك الخاصة في الحياة، أمنيتي لك بسيطة: لا أريد شيئاً أكثر من أن تكوني سعيدة، وبصحة جيدة، ومحاطة بالطاقة الجيدة والأشخاص الذين يحبّونك. تذكّري يا Skipto أنّك منارة الحبّ والنور في هذا العالم. روحك الجميلة هي ما يجعلك مميّزة حقاً، وأتمنّى ألّا تنسي ذلك أبداً.

لا تفقدي أبداً الطفل الداخلي الجميل والمبهج الذي بداخلك. في الحياة مسارات صاعدة ومسارات هابطة، فاركبي الموجة وابقي ثابتة خلال فترات الهبوط. ابتسمي من قلبك، وتصرّفي بلطفٍ وكوني دائماً منسجمة مع قيمك.

أحبّك أكثر مما يمكن أن تقوله الكلمات، وأنا فخورة جداً بأن أكون والدتك. شكراً لكونك الشخص الرائع الذي أنتِ عليه، ولملء حياتي بالكثير من الحبّ والفرح. أنتِ هدية حقاً، وأنا ممتنة لكِ دائماً وفي كلّ يوم.

مع كل حبّي،

ماما

 

إلى: كمال كريم

مِن: رزان كريم، الابنة ومديرة العلاقات العامة في شركة Havas Pr

أبي العزيز،

بينما أجلس لكتابة هذه الرسالة، أشعر بفيضٍ من المشاعر، كلّ واحدة منها تشهد على امتناني لك. هناك الكثير من الأشياء التي أريد أن أقولها لك، والعديد من الكلمات التي ظلّت غير معلنة على مرّ السنين، ولكنّني آمل أن تسمع في هذه السطور ما في قلبي.

منذ البداية، كنت مرساةً ثابتة في بحار الحياة العاصفة. إنّ حبّك، حتى ولو كان غير معلنٍ، كان حضوراً دائماً، ومصدر قوّة في كلّ انتصار وكلّ تجربة. على الرغم من أنّني قد لا أعبّر عن ذلك دائماً، إلا أنّني آمل أن تعلم أنّ دعمك الثابت قد كوّنني بطرقٍ لا أستطيع التعبير عنها على نحوٍ كامل.

لقد علّمتني أكثر بكثيرٍ من مجرّد الإبحار في العالم؛ وأظهرت لي المعنى الحقيقي للقوّة والمرونة. وأرشدتني كلماتك الحكيمة في مسالك الحياة بليونةٍ وشجاعة. وعلى الرغم من أنّنا قد لا نتفق في بعض الأحيان، إلا أنّني ممتنة إلى ما لا نهاية للدروس التي لقّنتني إيّاها والقيم التي غرستها فيّ.

عندما أفكّر في علاقتنا، أدرك أنّنا غالباً ما نعتبر التضحيات التي يقدّمها آباؤنا لضمان سعادة أطفالهم أمراً مفروغاً منه. أتمنّى لك أن تعلم يا أبي أنّك كنت دائماً صخرتي وبطلي، وأنا ممتنة إلى ما لا نهاية لهبة وجودك في حياتي.

أرى لمحات منك في نفسي يا أبي، في الطريقة التي أواجه بها التحدّيات بإصرار، وفي الطريقة التي أسعى بها جاهدة لجعل الأشخاص الذين أحبّهم فخورين بي، وفي الطريقة التي أسعى فيها لأن أكون مصدر دعمٍ واستقرار. إنّ تأثيرك عميق، ولا يشكّل هويتي فحسب، بل ما أطمح أن أكون عليه. شكراً لكونك القوّة التوجيهية وراء كلّ ما أنا عليه اليوم. على الرغم من أنّ الكلمات قد تظلّ سرّاً لا يباح، إلا أنّني سأظلّ أشعر بحبّك.

مع كل حبّي،

رزان

 

إلى: ديما عبد الصمد قيس

مِن: ياسمينة قيس، أخصائية/استشارية في التعليم الشامل

أمّي العزيزة،

لا يزال صدى غيابك القاسي يتردّد بصمتٍ وبصخب. كنت أشعر بأمان أكبر في عالم كنت فيه معي. في الآونة الأخيرة، يبدو لي أنّ الكلمات لم تعد تطيعني كما كان من قبل. ما زال يذهلني أنّني أكتب بصيغة الماضي متخيّلةً الحياة التي كان من الممكن أن تعيشيها بعد، لكن لم يعد بإمكانك ذلك. لقد كنتُ محميّة بشعور البراءة. لم أعتقد أبداً أنّني سأعاني من وجع القلب في وقتٍ مبكر من حياتي إلى هذا الحدّ. شعرت بأنّني شابّة ولكن عجوز، ومرهقة ولكنّني لا أزال أرغب في العيش. ليست الأولويّات فقط هي التي تؤلمني؛ ففي أصغر التفاصيل أجد نفسي أفتقدك أكثر. أتوق إلى أحاديثنا التي لا تنتهي وإلى تواصلنا بلغة العيون التي تحمل مليون كلمة في لمحة بصرٍ واحدة. كنتِ صوتي وحروفي، والكلمات معك لم تكن ضرورية. كنت تعرفين ما أشعر به قبل أن أعرف ذلك بنفسي. الحقيقة يا أمّي، هي أنّ كلّ يوم يمرّ يبدو وكأنّه خطوة أقرب إلى ذراعيك ولكن بعيدة جداً عن المرّة الأخيرة التي كنّا فيها معاً.

أمرٌ لا يصدّق كم أشعر بثقل في جسدي كلّ ٤ أغسطس، يوم انفجار بيروت، وكل ٢٦ أكتوبر، يوم رحيلك. ولو كنت مخدّرة، فسأظلّ أشعر بكلّ بوصة من الحزن المحفور في عظامي. لن أنسى أبداً كيف قرصتك غير مصدّقة ما حصل وصراخي بشكلٍ هستيري، على آمل أن تستيقظي. لقد تمسّكتِ بالحياة لمدة ثلاثة أشهر حتى بعد أن أعطاك الأطباء أياماً فقط. لقد واصلت غرس قوّتك التي لا تتزعزع في داخلي حتى عندما كنتِ فاقدة لوعيك، وهي قوّة لم أكن أعلم بوجودها من قبل. غالباً ما يسود الصمت لأنّ هناك كلمات ليس من الضروري أن تُقال حتى نعرفها. شعرت بالضعف لأول مرّة، وصرت كمن تقطّعت أوصاله، ولم أعد أعرف نفسي بدونك. لقد أعماني فراغك، لكنّني كافحت واستعدت مرونتي بفضل الطريقة التي ربّيتِنا بها، ألا وهي عدم الإنكسار أمام الويلات. كان علي أن أتعلّم من جديد كيف أعيش، لكي أجد نفسي مرّة أخرى. أدركت أنّه لا بأس من افتقاد من فقدنا وما كان في السابق، وأنّني ما زلت أرغب في إكمال مسار حياتي والعيش من جديد.

كنتِ وما زلتِ لُحمة عائلتنا المُحِبَّة والسلك الذي يشدّنا إلى بعضنا، عائلة لا مثيل لها. أنت لا تزالين الشخص الأول في قائمة المكالمات المفضّلة لدي. مقعدك على الطاولة محفوظ. أنت لا تزالين هنا، بيننا، بطريقتك الخاصة. ينظر إليّ الناس برهبة معتقدين أنّني نجوت من رحيلك المؤلم، ولكن تحت واجهة الابتسامات، يعيش حزنٌ صامت، الحزن الذي أعماني ذات يوم. ببساطة، السعادة طعمها مختلف. لكنّني فخورة بنفسي لأنّني، بصراحة، تمكّنت من البقاء على قيد الحياة في حين لم أكن أصدّق أنّني أستطيع ذلك. حتى يومنا هذا، أعيش بقلبٍ مكسور، لكنّني أسير بفخرٍ لأنّ قوّتك مدمجة في داخلي. كافحت من أجل النهوض من جديد، لكنّني ذكّرت نفسي أنّني ابنتك، ابنة ديما، فنهضت ومسحت دموعي وحاربت من أجل البقاء. لقد فعلت ذلك ورأسي مرفوعاً كما علّمتِني دائماً رغم كلّ العقبات التي ألقتها الحياة في طريقي، متحدّيةً كلّ الصعاب. وتعلّمت أنّ في الإنسان أكثر بكثير مما تراه العين. وسط الدموع والألم، وجدت في نفسي الضحك وقوّة داخلية عظيمة.

أمّي، أشعر بدفئك وأمسك بيدك من بعيد، منذ الأزل، وإلى الأبد. حبّنا لا يعرف المسافة. جسدان، وروحٌ واحدة.

طفلتك إلى الأبد،

ياسمينة

 

إلى: مروان عبد المسيح، ممثّل

مِن: فابيان مقدسي، أخصائية التغذية الوظيفية ومؤسِّسة Keen Health

عزيزي مروان،

حلم كثير من الناس هو الإرتباط بأفضل صديقٍ لهم. هذه هي الشراكة المثالية، التي تجمع أفضل الأصدقاء في الزواج المقدّس. في ٧ سبتمبر ٢٠٢٢، تزوّجنا ولكن قصّة حبّنا تعود إلى زمنٍ بعيد. التقينا منذ ٨ سنوات من خلال صديقٍ مشترك. بدأ الأمر كصداقة، بحيث كنّا نساند ونواسي بعضنا البعض بينما كان كلّ منّا يخرج من علاقة موجعة وسامّة. كانت صداقتنا هي الأساس المتين الذي يجعلنا نصمد أمام اختبار الزمن، والتجارب، والانتصارات. إنّه رابط يتكوّن من الضحكات المتبادلة، والأحاديث التي لا تنتهي، والتفاهم الذي يأتي مع المعرفة الشخصية العميقة. عندما قرّرنا الزواج، كان ذلك بمثابة بداية فصلٍ جديد ـ فصل يحمل الوعد بقصّة حبّ فريدة ودائمة.

ولما اكتملت قصّة حبّنا بدون طفلتنا "كايا" التي ولدت في نفس يوم ميلاد والدها مروان في ٧ أبريل ٢٠٢٣.

أفضل شيءٍ في زواجنا هو أنّنا نعرف كيف نتواصل ونتحاور. فنحن قادران على التعبير عن أفكارنا، ومشاعرنا، واهتماماتنا بشكلٍ منفتح، مما يخلق مساحة آمنة لكلينا.

يوفّر زواجنا منصة للنمو والدعم المتبادل. حيث يشجّع كلّ منّا الآخر على تحقيق الأهداف والأحلام الفردية بينما نقف جنباً إلى جنب لمواجهة تحدّيات الحياة معاً. انتقلنا إلى دبي منذ عامين حيث افتتحت شركتي Keen Health، ولما كان ذلك ممكناً لولا تحفيزك وتشجيعك لي.

قرّرنا الغوص في هذه المغامرة الجميلة، حاملين معنا دروساً هي عصارة سنين من الصداقة، كي نضمن أن تتميّز هذه الرحلة بالتفاهم، والضحك، والشعور المشترك بالهدف.

مع الكثير من الحبّ،

فابيان

 

إلى: دلما

مِن: أروى

عزيزتي دلما،

منذ زمانكِ الأول، بزغتِ كنجمة ساطعة في سماء الحياة، روحك الجريئة المتألقة تشع في عالمها الخاص. كان لكِ شخصيتك المستقلة التي تنير دربك نحو الحلم الذي رسمتيه في خيالك، لم تعبأي بمرح الصبايا ولا لهو الطفولة المعتاد. لقد كنا نجوب الآفاق سوياً، من محفل إلى محفل، نهاية الأسبوع تتبعها أخرى.

ويا له من حلم عظيم تحقق في ربوع سنغافورة بألعاب الشباب الأولمبية لعام 2010، حيث لم تكتفِ بالمشاركة، بل توجتِ تلك المشاركة بميدالية كانت لكِ أولى خطواتك على سلم المجد، ميدالية رسمت فصلاً جديداً في تاريخ الرياضة، إذ سطرت بماء الذهب بداية دور المرأة السعودية الفاعل في الميادين الرياضية.

واليوم، وأنا أراكِ شامخة في عنفوان الفروسية، ما زلتِ تلهمين الفتيات بعزمك وشغفك الذي لا يعرف الكلل.

إن دعمي لكِ أبدي، ودعائي لكِ بالسعادة لا ينقطع.

استمري بقوة ودومي ملهمة للأجيال

مع حبي الخالد،

أروى

المزيد
back to top button