منطلقين من شغفهم اللامحدود بالجمال أينما كان وانفتاحهم على مختلف الأفكار ومصادر الإلهام، لطالما اتسم حرفيو ومصمّمو بمنهجيتهم وزخمهم المميّز في التعامل مع الإبداع وتقديمه. أما حافزهم الكامن وراء كل قطعة وكل تشكيلة، فيكمن في معرفتهم الواسعة المدفوعة بالفضول والتوق لما هو أجمل وأزهى، والتي تحملهم لبدايات جديدة مرّة بعد مرّة في زخم لا متناهٍ يجعلهم يتعاملون مع كافة إبداعات كارتييه كما لو أنهم يصوغونها للمرّة الأولى.

 

مجوهرات عالمية

لطالما كانت كارتييه شغوفة بمختلف الثقافات والحضارات من مشارق الأرض ومغاربها، مدفوعة بفضولها وشغفها الدائمين اللذين لطالما كانا حاضرين في مسيرتها الغنية، وما زالا يجسّدان جانبًا هامًّا من شخصيتها العصرية اليوم أكثر من أي وقت مضى.

 

المحطة الأولى... دوهارا

تمتاز هذه القلادة بتصميمها القابل للارتداء على الوجهين، وتتراقص فيها أشكال وألوان مختلفة لتحتفي بتقاليد صناعة المجوهرات العريقة لدى السلالة المغولية؛ حيث يتلألأ الضوء على أحد وجهيها فوق الماسات والذهب الأبيض والكريستال الصخري المنحوت بإتقان، بينما تتألق على الوجه الآخر دفقات من الورنيش الأحمر والأخضر والأزرق في لفتة مستوحاة من المفردات اللونية المعهودة لكارتييه. يزهو مركز القلادة بثلاث ماسات بيضاوية مقصوصة بقطع بريليانت، ويمكن رؤيتها على كلا وجهي القلادة؛ حيث تتربع كل ماسة وسط قطعة كريستال صخرية شفّافة تضفي تناغمًا جميلًا على الأحجام دون حجب الماسة التي تحملها. ويتكرر هذا النمط الجمالي المتقن على قطرات الكريستال الصخري المتناثرة حول حواف القلادة، والتي تذكّر تصاميمها بنقش زهرة البوته في لمسة نابعة من صميم التقاليد الهندية. أمّا الوجه الخلفي لكل ماسة، فهو مطلي بالورنيش الأحمر والأخضر أو الأزرق لينسدل بشكل مرهف فوق البشرة بغض النظر عن الإطلالة التي تختارها صاحبة القلادة. تأتي هذه القلادة كثمرة للتعاون مع حرفيين من ستة مجالات مختلفة تتعلق بصياغة المجوهرات الفاخرة، وقد استغرقت العملية الإبداعية أكثر من عام كامل.

 

المحطة الثانية... باي لونغ

مدفوعين بشغفنا للتطلّع إلى ما هو بعيد وخارج عن المألوف، قررّنا التحليق إلى أقاصي القارة الآسيوية وأساطير حضاراتها الأخاذة، والتي ترجمها حرفيو كارتييه إلى هذه القطعة المهيبة من الرأس والحراشف وحتى الأطراف الانسيابية، حيث تأخذ هذه التحفة شكل تنيّن، وهو الكائن الذي لطالما كان حاضرًا في إبداعات كارتييه كرمز للقوة والرعاية، لتنبض بطاقة آسرة تزيدها واقعية التصميم تألقًا وروعة. ويتزيّن بحجر تورمالين ثماني الأضلاع من عيار 30.11 قيراط بينما يحمل بين مخالبه ماسة صفراء، فيما تتقد عيناه شررًا من الماس الأصفر المقصوص بقطع الكمثرى. حرفية وإتقان رفيعي المستوى يحققان التوازن بين القسم العلوي بخطوطه المستدير والمنحنية، والقسم السفلي الذي يتسم بنقوشه الهندسية من الماس.

 

المحطة الثالثة... بينياس

تترك هذه التحفة الناظر في حيرة من أمره؛ هل تراها مخروط صنوبر أم نبتة ويستيريا؟ بالنسبة لكارتييه، لطالما كان عالم النبات منبع إلهام لا حدود له، وهو ما يتجلى في هذه القطعة التي تأخذ طابعًا تجريديًا ولكنه ينبض بالحيوية بتفاصيله العضوية ومرونته المذهلة وباقته اللونية التي تفيض حيوية. تتزيّن هذه القلادة بحليتين غير متناظرتين إلى حد ما، مع ترصيعها بحراشف من الذهب الوردي تتخللها تفاصيل باللونين المرجاني أو الزمردي في مشهد مستوحى من بنية مخاريط الصنوبر؛ حيث تتداخل هذه اللمسات مع بعضها بعضًا بانسجام لتشكل ما يشبه شلالًا من الأحجار الكريمة المقصوص كل منها على حدة. ويتألق كل جانب من القلادة بخرزه متعدد الأوجه المصمّم بأسلوب مختلف مع ماستين صفراوين مقصوصتين بقطع بريوليت بوزن إجمالي قدره 14.59 قيراط، وحجري زمرد كولمبي سداسي الشكل بوزن 25.84 قيراط. تكتسب هذه القطعة طابعًا أكثر رهافة بفضل التباين بين الألوان والمواد، بدءًا من الأحجار الكريمة وأسلوب قصها وانتهاءً بتوزيع الحراشف عبر خطين منفصلين تشكّل خرزة زمردية صلة الوصل بينهما، وتتدلى من أسفلهما حليتان زمرديتان قابلتان للنزع والارتداء كأقراط للأذن، في لفتة جديدة تشكل استمرارية لأسلوب كارتييه المعهود في تقديم إبداعات قابلة للارتداء بأكثر من شكل وطريقة.

 

المحطة الرابعة... ميراجيو

نقطة البداية: تتمحور هذه القطعة حول خط من الياقوت السريلانكي الذي تدور في فلكه كافة مكوناتها الأخرى، إذ يتألق كل من جانبيها بزخارف من الياقوت والزمرّد تنسج شبكة متناظرة تتخللها تفاصيل جرافيكية من العقيق تصوغ مشهدًا يوحي بالحركة، لتكشف هذه الهيكلية عن تنظيم متقن معماري الطابع، فتصوغ هذه العناصر مع بعضها نمط ريش الطاووس الملوّن الذي ابتكره لويس كارتييه، ولطالما كان علامة فارقة للدار. تستند هذه التحفة، التي تجمع بين الطابع الهندسي والتأثيرات البصرية وتباينات الأحجام، إلى العمل الإبداعي لاثنين من خبراء الدار، ولكن قبل وضع التصورات والتصميم في مشاغل كارتييه، بدأت الحكاية مع مجموعة من خبراء الأحجار الكريمة لدى الدار، والذين عثروا على أحجار ياقوت زرقاء أسرتهم بتناغمها وشكلها ولونها، ليصار بعدها إلى قص 18 حجر ياقوت و36 زمردة على شكل مثلثات من قبل خبراء كارتييه، ومن ثم رصفها معًا وفق أنماط محدّدة على عدة مستويات في لفتة تهدف إلى إبراز جماليات القلادة التي تنساب بكل رهافة ونعومة فوق البشرة.

 

المحطة الخامسة... إكسيميس

اختارت كارتييه ماسة من طراز فانسي يتراوح لونها بين الأصفر والبني بوزن 4.15 قيراط لتكون القلب النابض لهذا الخاتم، إذ تضفي رونقًا حجميًا لافتًا على تصميمه الهندسي في مشهد يشعّ بالجمال ليؤكد أصالة وتميّز وريادة كارتييه المعهودة. يكتسي الخاتم بماسات بيضاء مثلثية الشكل تصوغ مع بعضها بنية متكاملة تبدو كما لو أنها مرايا متناثرة بفضل طلاء معدنها بلون برّاق عاكس، ليضيف عمقًا آخر على هذا التصميم وتأثيرًا يجعل الماسة المركزية تبدو وكأنها عائمة فوق فضاء شفّاف. وبأوجهها المتعددة، فإن هذه الماسات الأصغر حجمًا تصوغ خطوطًا واضحة المعالم ليتكسر الضوء على سطوحها ويتناثر بأسلوب يُثري الطابع المتألق لهذه التحفة والماسة الرئيسية التي تلعب دور البطولة فيها.

 
المزيد
back to top button