شهر رمضان الكريم الذي ينتظره الكثير من الأشخاص حول العالم ها قد وصل الآن. ومع حلوله، غالباً ما نبحث عن وسائل وطرق وأفكار لنجدد بها ديكور منازلنا وذلك لنعيش هذا الشهر بتفاؤل وإيجابية.
على الرغم من أنه من الطبيعي تغيير الديكور في العيد، إلا أنه يحتاج إلى الكثير من التخطيط والأفكار ليتم تجميعها وتنفيذها على أرض الواقع.
يبدأ التحضير لتغيير ديكور منازلنا بالتنظيف، فالنظافة شطر الإيمان وكما نتبع بعض الخطوات لنطهر بها روحنا وجسدنا، يجب أن نقوم بذلك لمنزلنا أيضاً. من المعروف أنه في هذا الشهر تكثر فيه الجمعات والعزومات وهذا يعني استقبال العديد من الأقارب والأصدقاء في منزلك، ولذلك يجب التحضير المسبق لكي تتسنى لك الفرصة للإجتماع مع الضيوف بهدوء.
ولأن الاجتماع حول مائدة الطعام في العيد هي الجزء الأساسي في رمضان، يجب أن نقدم عناية خاصة بها. يعد ترتيب طاولة الطعام نقطة البداية ويتبعها أدوات الطعام وملحقاتها. وكلما حسن اختيارك للتصاميم والزخارف المستخدمة كلما أبهرت ضيوفك بإبداعاتك.
والحصول على ذلك يتطلب خطوات بسيطة، مثل اختيار مفرش طاولة أنيق ومرتب. وبخصوص هذا الموضوع تنصحنا مهندسة الديكور الداخلي شارون جوتلا قائلة: "اختاروا لوناً أو طبعة معينة للمفرش وأبرزوا هذا اللون بتنسيقكم لمنديل صحون مناسب. اختاروا ألوان موحدة للخلفية وذلك لإبراز عنصر الأناقة والرقي".
كما أضافت شارون أيضاً: "لا تقل أهمية أدوات الطعام عن باقي قطع الديكور. إن حسن اختيار هذه الأدوات من الممكن أن ينقل طاولة الطعام إلى مستوى أجمل بكثير. يمكنكم اختيار الأدوات الملونة والمطبوعة إذا كنتم تريدون إطلالة كاجوال لمائدتكم، بينما تتناسب الأواني الخزفية المزينة بخطوط وطبعات ذهبية أو فضية مع الإطلالات الفاخرة والرسمية. من الأفضل تجنب الأواني المزخرفة والملونة في حال كان لديكم مفرش طاولة ملون ومزخرف أيضاً أو تغيير المفرش إلى آخر بلون واحد وأنيق.
تذكري دوماً أنه يجب أن تتناسق أدوات التقديم مع أدوات الطعام والأواني. تعد أدوات التقديم التي تكون بالأبيض السادة الخيار الأفضل كونها تتماشى مع مختلف الأفكار والتصميمات. أما إذا كنتم تفضلون شيئاً أكثر فخامة وتميزاً، جربوا الأدوات المعدنية مثل الذهبية والوردية أو الذهبية والفضية".
يكثر استخدام العصائر في العيد، ولأن أهمية تقديمها لا تقل عن أي شيء آخر، تجنبوا استخدام الأدوات اليومية وأضيفوا الكؤوس الزجاجية المزخرفة إلى مائدتكم ليستمتع الأقارب والأصدقاء في استخدامها. حيث تنعكس شفافيتها ولون العصير بداخلها على ديكور الطاولة العام ومع تعدد ألوان الزجاج واختلاف أشكاله، أصبحت الخيارات أمامكم مفتوحة لانتقاء ماتفضلونه. إن ترتيب الكؤوس الزجاجية مع مفرش الطاولة والمناديل وأدوات الطعام يغير جزءاً كبيراً من ديكور المنزل ويوحي بالرقي والفخامة.
غالباً ما يتضمن الإفطار في رمضان على بعض الأطباق الأساسية من الحلويات والتمور والفاكهة لذلك يجب أن نقدم لهذه الأطباق عناية خاصة كونها سترافقنا طيلة الشهر. يمكنكم وضع هذه الحلويات في أواني فخارية أو جرار مزخرفة تختلف عن باقي الأدوات والأواني بحيث تلفت النظر وتثير الإعجاب.
للشموع حالة خاصة على مائدة الطعام، فاختياركم للشموع الصغيرة وتوزيعها على الطاولة ينشر جواً حميمياً ودافئاً بين الضيوف. ونظراً لتعدد ألوان وأشكال الشموع، لا تنسوا تنسيقها بما يناسب ديكور مائدتكم، كما يمكنكم اللجوء إلى حامل شموع مميز ليمنحكم مزيداً من الأناقة. أو مارأيكم في اختيار شيء من وحي هذا الشهر؟ إنها الفوانيس الرمضانية، يمكنكم ببساطة استبدال الشموع بإحدى هذه الفوانيس التي تعد جزءاً لا يتجزء من شهر رمضان وتنشر أجواء أكثر روحانية. وبالحديث عن الفوانيس تخبرنا المهندسة شارون: "لا شك أن استخدام الفوانيس في رمضان يلعب دوراً هاماً، ولذلك يمكننا اعتماد الفوانيس الصغيرة لتوزيعها في المنزل سواء للإضاءة أو للزينة واختيار فانوس كبير نزين به باب المنزل كترحيب حار للأقارب والضيوف الوافدين".
تمتلك الألوان القدرة على إضافة لمسة من الأناقة والتجدد على المكان. تعد ألوان الأحجار الكريمة مثل الزمرد والياقوت والروبي من الألوان الرائجة والمناسبة لهذا الموسم من الاحتفالات. يمكنكم ببساطة تغيير ديكور غرفكم عن طريق إضافة بعض الأغطية والوسائد المزخرفة والمطبوعة بألوان فرحة إلى أرائك المنزل. كما أن إضافة بعض المصابيح الخافتة على الأرفف والممرات سيجعل الديكور أكثر حيوية. يصادف شهر رمضان هذه السنة فصل الصيف، فلما لا نستغل هذه الفرصة باستخدام بعض من الزهور والورود سواء لتزيين طاولة الطعام أو أماكن أخرى من المنزل. ومع تعدد أنواع وألوان الزهور، ستجدون حتماً ما يتناسق مع ديكوركم وتفضيلاتكم.
ولمزيد من الأجواء الرمضانية، مارأيك بتحويل زاوية من زوايا المنزل إلى جلسة عربية وذلك عبر استخدام خيمة عربية ووضع مجموعة من السجاد والوسائد المزينة بنقوش تراثية دون نسيان البخور الذي يخلق جواً من الهدوء والاسترخاء.
حضّري بعض الهدايا البسيطة كالفوانيس والتحف والمصنوعات اليدوية وضعيها في علب أنيقة مغلفة بإتقان واهديها عند حلول العيد. وبذلك تعيشين روح هذا الشهر الجميل وتعززين العلاقات والروابط بينك وبين أحبابك.
أياً كانت اختياراتك فإن التزيين والاحتفال كعائلة يساعد على تعميق التواصل بين أفراد الأسرة، ويخلق جواً احتفالياً يستمتع فيه جميع أفراد الأسرة. اطلبيمن الأطفال المشاركة بالتزيين أيضاً، حيث يمكنهم تزيين مناديلهم الخاصة بهم لاستخدامها على مائدة الإفطار. كما تستطيعين مساعدتهم على صنع زينتهم الخاصة بهم، مثل أكاليل الزهور والأعمال الفنية لتعليقها في أرجاء المنزل.
لنعمل معاً هذا الشهر الفضيل ولتكون هذه هي الفرصة المناسبة لتقوية روابطنا ولنتعلم منها المعنى الحقيقي للتسامح والعطاء ولنعيش بسلام داخلي واطمئنان.
رمضان كريم!