نمط الحياة في المنزل مع غادة كنش

تأخذنا المهندسة المعمارية والمصممة الداخلية والجامعة الكبيرة للتحف والمديرة الإبداعية لـThe Workshop Dubai، ، في جولة ملهمة داخل فيلتها المليئة بالفن والضوء.

 

هي إحدى أكبر جامعي الآلات الموسيقية الميكانيكية في المنطقة وعالمة آثار للمواقع التاريخية القديمة في الأردن. عاشت غادة حياة مليئة بجمال وبغنى التراث وشغف الفنون بجميع أشكالها. إنّ مهنتها كمهندسة معمارية، جعلتها تغمر كل مشروع تعلّقت به بحماس وتفان؛ من التصميم الداخلي إلى جمع التحف، ومن الترميم إلى افتتاح صالات العرض الخاصة بها، بما في ذلك The Workshop التي غيرت قواعد اللعبة، وهي مساحة متعددة المفاهيم تجمع تحت سقف واحد معرضًا فنيًا Fann À Porter، ومعرضا للتحف القديمة Vindemia، وخدمات التصميم الداخلي، جنبًا إلى جنب مع منتجات الشركات المصنعة والعلامات التجارية المختلفة المتخصصة بالأثاث، والإضاءة، والأكسسوارات المنزلية، ومقهى يصنع ويخبز جميع الأطعمة تقريبًا.

يستضيف المكان بانتظام ورش عمل وفعاليات لتشجيع اللقاءات البنّاءة بين الأشخاص المتشابهين في التفكير والعقليّات وفي مجالات الفن والموسيقى والشعر. لذلك، كانت ELLE العربية حريصة على رؤية كيف صممت غادة وزينت منزلها في جزر جميرا، وعلى معرفة المزيد عن علاقتها بالفنون.

 

تقول عن انتقالها إلى الحي وعن جيرتها: "لقد أحببنا هذا المشروع: المخطط العمراني العام لتجمعات الفيلات، والعديد منها يقع في طرقات غير نافذة، والتوزيع الطبيعي والعضوي للمنازل، والطرقات ذات التعرجات اللطيفة، والأهم من ذلك كله المناطق الواسعة المتبقية للمناظر الطبيعية والمساحات الخضراء ومناطق اللعب. يوفر لنا هذا المكان المشاعر المريحة والإيجابية التي تمتاز بها الحياة في الريف بينما نحن لا نزال على مقربة من شارع الشيخ زايد". الفيلا ذات الحجم المثالي - "ليست كبيرة جدًا وليست صغيرة جدًا، إنها مناسبة لنا نحن الأربعة" – قد تلقت لمسة غادة البارعة من الألوان والتصاميم. تقول: "لقد تمكنت من هدم العديد من الجدران ووضع مخطط أرضي مفتوح لأتمكن من التأثيث بسهولة". "الأهم من ذلك كلّه انني رفعت مستوى السقف من أجل لوحاتي!" في الواقع، إن العمل الفني المذهل بالإضافة إلى الإضاءة الناعمة التي تلفّ المكان، تجعل منزل غادة جذابًا ورائعًا. "الحديقة كبيرة جدًا وقمت بإعادة تصميم الواجهات لأبقي على التواصل البصري والمادي بين الهواء الطلق والداخل. ففي الصيف، عندما يتعذّر علينا التواجد في الهواء الطلق، ما زلنا نتلقى ضوء الشمس الطبيعي في جميع أوقات النّهار".

 

ماذا يقول منزلك عنك؟

آمل أن يشعر كل من يزور منزلي وأن يفهم أنني شخص قادر على الانتماء إلى والتواصل مع أي شيء جميل في أي مكان من العالم. في الوقت نفسه، أحافظ على ارتباط متين بالبلد الذي ولدت وترعرعت فيه: الأردن، وبمعنى أوسع، بالشرق ودول البحر الأبيض المتوسط. يوجد في مدخل بيتي خريطة فسيفساء لنهر الأردن تُظهر الضفّة الغربية وفلسطين وأجزاء من لبنان وشمال مصر. إنها نسخة عن أقدم خريطة فسيفساء بيزنطية لتلك المنطقة وموجودة في كنيسة أرثودكسية قديمة في مادابا في الأردن. تتميز جدران المدخل بأربعة أعمال Collage مستوحاة من التاريخ اليوناني والروماني للفنانة الإيطالية Simonetta Porazzo. يخبرك مدخل بيتي من أين أتيت بالضبط وخلفيّتي وما الذي أثّر على تطوري في الحياة.

التنقّل في مساحات الفيلا الرئيسية المنوّرة، وقراءة الأعمال الفنية على الجدران، وتزاوج قطع الأثاث مع بعضها، سواء كانت من تصميمي أو اشتريتها من مصممين أو حرفيين آخرين، ودراسة القطع الفنية والزخارف على الطاولات والألواح الجانبية، فاستناداً لهذه العناصر، باستطاعة أي كان أن يفهم أنني شخصية حرة وشفافة للغاية واضحة ومستقيمة. ويمكنك أن تري، وبكل معنى الكلمة، كامل البيت من أوّله إلى آخره، وذلك منذ المدخل وصولًا إلى الخارج من الجانب الآخر!

أحبّ الحياة وأعتزّ بها، وبكل الإنسانية، ومن هنا ذوقي الانتقائي. يمكنني الجمع بسهولة بين اشياء مختلفة من أنماط وأصول مختلفة؛ ستجدين على سبيل المثال قطع خزفية مصنوعة يدويًا من الهند ومصر وإيران وصقلية / إيطاليا وتركيا تجلس معًا بكلّ تناغم وفي زاوية واحدة. خزانة قديمة إنكليزية من طراز الآرت- ديكو مع منحوتة زجاجية معاصرة للفنان الفنلندي Soile Ain Mayre فوقها. كونسول أمريكي من الخشب الصلب ومنحوتة برونزية لفنان سويسري برونو بروني، ويعلوها لوحة معاصرة جميلة للفنان السوري حسام بلان.

أنا امراة تحب العائلة وتحب أن تكون محاطة بالأقارب والأصدقاء في جو مريح، لذلك عملت على أن تكون كل المساحات مفتوحة ويمكن للجميع استخدامها في أي وقت.

 

كيف تصفين روح التصميم لديك؟

الشكل يأتي بعد الوظيفة التي تاتي في المرتبة الأولى، ويجب أن تتكيّف الجماليات مع ذلك. يجب أن يكون كل شيء عمليًا وقابلًا للاستخدام مع الحد الأدنى من الخسارة وأفضل قيمة للشيء مقابل المال، سواء كانت المساحة في غرفة أو كانت منظراً خارجياً طبيعياً أو تصميم قطعة أثاث. أنا أؤمن بإعادة الاستخدام وإعادة التدوير لذلك يسعدني دائمًا العمل مع ما هو موجود بالفعل ومتاح. يعد فنّ الجدران عنصرًا مهمًا لا غنى عنه بالنسبة لي في تصميم أي مساحة ولأي وظيفة. الأسلوب يكون دائمًا وفق رغبة الزبون وذوقه. أمّا ذوقي الشخصي فانتقائي مع اللمسات المعاصرة خاصة في اختيارالأعمال الفنيّة، مع أنني أميل أكثر إلى الكلاسيكية.

 

كمصممة، هل تغيرين ديكورك باستمرار؟

بصفتي مصممة ومالكة لمساحة متعددة المفاهيم The Workshop، فإن تغيير الديكور حسب الوظيفة أمر أساسي وضروري، ويوفّر الكثير من الطاقة والمرح. أحب التحدي المتمثل في تغيير استخدام و"لوك" نفس المساحة بصورة دائمة. في المنزل، ليس من العملي تغيير الديكور باستمرار، ومع ذلك فأنا دائمًا ألتقط "الأشياء" التي أراها وأحبها أينما كنت، وأحب أن أرى كل تلك العناصر الجميلة من حولي. لذلك، فمن الطبيعي جدًا رؤية وسادة جديدة هنا، أو واقيات جديدة على طاولة هناك، أو لوحة جديدة على الحائط، أو أي زخرفة صغيرة تضيف لمسة جديدة.

سأعترف أنه في بعض الأحيان عندما أزور أحد زبائني - وجميعهم تقريبًا الآن أصدقائي - أميل إلى أخذ زخرفة صغيرة كهدية أعرف أنها تناسب المساحة التي صمّمتها وقد تضفي عليها إحساسًا جديدًا.

ماذا يمثّل الفن بالنسبة لك وكيف تختارين الأعمال التي تريدين أن تكون في منزلك، إذ أنّك بالتأكيد ترين الكثير من القطع الرائعة من خلال عملك.

إنّ لوحة فنّية معلقة على حائط هي نافذة مفتوحة على روح إنسان آخر وأفكاره وأحلامه وردوده على الظروف من حوله وعلى طريقته في توثيق التجارب اليومية. من هنا تأتي أهمّيّة إقتناء الأعمال الفنية، برأيي. هذا ما يجعلها مثيرة للاهتمام وجزءًا تمامًا من الإنسانية والتاريخ. عندما يمس عمل فني روحي، عندما أشعر أنه يخاطب عقلي، فعندها ألاحق العمل وأحاول الحصول عليه، إن كان ذلك باستطاعتي! بخلاف ذلك، يسعدني الاستمتاع بمشاهدته على حائط معرضي الخاص أو أي معرض آخر.

 

ما هي القطعة التي كانت مهمة بالنسبة لك وكنت تحبين اقتناءها؟

صدقاً، جميعها تقريبًا... على سبيل المثال خالد ـ زوجي ـ وأنا رأينا منحوتة برونزيّة لبرونو بروني في معرض في زيورخ تمثّل الفنان. كلانا أحبّها ولكن لم نتمكن من شرائها في ذلك الوقت. بعد ثلاث سنوات، ذهب إلى زيورخ مرة أخرى في رحلة عمل ومرّ بذلك المعرض، ورأى قطعة مماثلة لنفس الفنان بحجم أكبر، واشترى التمثال الذي يبلغ وزنه ١٠ كلغ، وحمله بنفسه، شخصياً طوال الطريق إلى دبي لتقديمه لي في ذكرى زواجنا.

 

ما العمل الذي ترغبين في إضافته إلى مجموعتك؟

أرغب في اقتناء لوحة لوليد عبيد. أنا أمثّل الفنان ولكن عمله ليس في متناولي. إنه يدلي بهذه التصريحات القوية والمثيرة للإعجاب في الموضوعات التي يختارها، ولديه موهبة رائعة وفريدة من نوعها من الناحية التقنيّة.

 

أغلى قطعة لديك؟

من الصعب الإجابة. أشعر أنني سأكون غير منصفة مع الفنانين أو المصممين الآخرين إذا اخترت واحدة منها فقط، أو لن أكون مخلصة للذاكرة، لأن كل قطعة مرتبطة بكونها هدية أو شيء اشتريته. أحب مجموعة تماثيل LIadro الخاصة بي، واحدة منها اشتريناها في شهر العسل قبل ٢٥ عامًا في مدريد بآخر نقود كانت لدينا، والأخرى عندما وُلد طفلنا الأول عون قبل ٢٣ عامًا، والآخيرة عندما ولدت ثريا منذ ٢٠ عاما، وأهداني أقرب أصدقائي أحداها عندما ولدت ابنتي، وأهداني خالد قطعة أخرى في عيد ميلادي الأربعين.

ثم هناك لوحة ضخمة لفنّاني المفضل مجد كردية تظهر تلك الشخصيات الشفافة الصادقة، التي يطلق عليها اسم "فساعين"، في تفاعل تام، وتواصل، وانغماس مع قلوب الآخرين ونفوسهم ومع الطبيعة. لقد كانت هدية منه في عيدنا الخامس والعشرين. كلّ هذه لا تمثّل سوى القليل جدًا من أغلى ممتلكاتي.

 

هل لديك منطقة مفضلة؟

كل مكان أجلس فيه في منزلي أردته أن يكشف لي عن منظر معيّن ومختلف عن الآخرين. الزاوية المفضلة لدي في الصباح حيث أتناول قهوتي هي Living Divani، وهي أريكة ناعمة وعميقة، حيث أدير ظهري للتلفاز وأجلس أمام الواجهة الفرنسية الكبيرة إلى الشرق، وأطل على الحديقة، وإلى يساري مجموعة من أوائل أعمال الفنان مجد كردية.

في فترة ما بعد الظهر في عطلة نهاية الأسبوع، أحب الجلوس على أريكة Boffi الكلاسيكية المعاصرة لقراءة كتاب والاستماع إلى الموسيقى، ومرة ​​أخرى في مواجهة الواجهة المفتوحة التي تطل على الحديقة مستمتعًة على يمناي بلوحة جميلة لفنان آخر مفضل حسام بلاّن وإلى يساري عمل للفنانين عمر النجار ومهند عرابي.

عند غروب الشمس، أحب أن أتناول شيئا من "فاتح للشهية" Aperitivo مع خالد في بارنا الصغير في الصيف وفي الحديقة في الشتاء. نملك هذا البار منذ ١٤ عامًا تقريبًا. أعدت طلاءه ليتناسب مع الخزانة المخصصة التي صممتها تماشياً مع المساحة الموجودة أسفل الدرج، وأضفت سطحًا زجاجيًا كبيرًا لصنع طاولة بار كاملة مع مقاعدها.

 

كيف بدأت مسيرتك في الفن والتصميم؟

تخرجت من كلية الهندسة المعمارية في الجامعة الأردنية في عام ١٩٩١ وبدأت على الفور العمل مع المهندس المعماري عمّار خمّاش في ترميم المواقع التاريخية في الأردن وعدد قليل من المنازل الخاصة ذات الطراز التقليدي العام. بعد زواجي، انتقلت إلى الإمارات العربية المتحدة وعملت لبضع سنوات في التصميم الداخلي في أبو ظبي وانتقلت لاحقًا إلى دبي للعمل في SD Concept في جبل علي كمصممة أثاث ومديرة معرض النماذج الأولية لبضع سنوات. عندما أنجبت طفلي الثاني، توقفت عن العمل سنوات قليلة لرعاية أطفالي. لقد كنت دائمًا من محبّي الفن والتحف، ولطالما جمعت ما أحببت وما استطعت اقتناءه. في عام ٢٠٠٦، افتتحت معرض Vindemia الخاص بي في جميرا بيتش ريزيدنس، حيث عرضت مجموعتي وبدأت بالسفر لجمع القطع من أجل صالة العرض وبحثاً عن طلبات زبائني. أعدت تأثيث بعض منازلهم لتتلائم مع القطع الأثرية التي اشتريتها لهم وعملت أيضاً على تنسيق الجدران بطريقة فنية. كان لا بدّ من فصل معرض الفن المعاصر عن صالة عرض القطع القديمة فأنشات معرض Vindemia.art، والذي انتقلت إليه في النهاية في فندق Kempinski Hotel - MOE وغيرت اسمه إلى Fann À Porter.

 

أخبرينا عن قرارك بفتح The Workshop

في عام ٢٠١٦ قررت أن أجمع كل أنشطتي تحت سقف واحد يكون وجهة محبّبة ذات أجواء دافئة، منزلية وودّية يسهل على الجميع الوصول إليها. تم افتتاح The Workshop حيث يقع معرض Fann À Porter للفن المعاصر الآن. تحتوي المساحة أيضًا على مقهى هادئ يقدم قهوة رائعة ووجبات منزلية، وحديقة وارفة الظلال تنمو فيها الأشجار الكبيرة التي أعتني بها شخصيًا. تستقبل هذه المساحة ورش عمل للفنون والحرف، وليالي موسيقية مفتوحة وسهرات شعرية، وجلسات اليوغا الصباحية وغيرها من الأحداث الفنّية. أقدّم أيضًا خدمات التصميم الداخلي، وأبيع التحف من مجموعتنا الحالية في المعرض وفي مستودعاتنا، وأيضا الأثاث عند الطلب. نحن نمثل العديد من العلامات التجارية الإيطالية للأقمشة والأثاث وحجر اللافا المطبوع يدويًا للأرضيات والجدران. أقدم مكتبتي الخاصة لضيوفنا لاستخدامها أثناء الاستمتاع بقهوتهم، ونفخر أيضًا بخزانة كتب صغيرة تقع عند المدخل الخارجي مخصصة للمجتمع حيث يمكنهم أخذ الكتب لقراءتها وإعادتها أو تبادلها. نحن نشجع الفنانين الناشئين وكذلك المصممين الناشئين. نبيع هدايا مصممة بدقّة وتأنّ وتكون في غالب الأحيان مستدامة أو تدعم المشاريع الاجتماعية المستدامة.

 

هل واجهت أي مفاهيم خاطئة عن الفن؟

ما زال مجتمعنا شاباً فيما يتعلق بالفن وبحسن تقديره، رغم أنه ينمو بشكل جيد. لا يزال هناك الكثير ممن يعتقدون أنه يجب أن يكون المرء متذوقًا فنيًا، أو غنيّاً جدّاً، لزيارة معرض ناهيك عن شراء عمل فني، بينما يدعي الكثيرون ببساطة أن الفن لا يهمّهم. جعلتها مهمّتي أن أتجوّل في المعرض مع هؤلاء الأشخاص وأشرح لهم بصبر عن الفنان والأعمال الفنية المعروضة. فبمجرد أن يفهموا، يغيرون رأيهم بالفعل ويمكنني عندها أن أرى من تعابيرهم أنهم يستمتعون باللوحات. هذا هو النجاح بالنسبة لي.

 

أقول وأصر على أن الفن للجميع. يجب أن يكون للجميع، وإلا فكيف يمكننا الحفاظ على الفنانين وصالات العرض؟ لتعزيز هذه الفكرة، بدأنا في سبتمبر ٢٠١٩ مبادرة سميناها Art For All Collective ،AFA، حيث قدمنا ​​أقساط شهرية سهلة بدون فوائد للراغبين في مساعدتهم على اكتساب الفن. قدّمنا ​​أعمالًا فنية جيدة وبأسعار معقولة ولدينا معارض أخرى بارزة تشارك معنا وتدعم الفكرة. كانت النتائج مذهلة، لقد قمنا ببيع المزيد من الأعمال الفنية لهواة الجمع العاديين لدينا وفي الواقع كان لدينا عشاق الفن الجدد الذين أرادوا البدء في جمع الأعمال الفنية ولم تكن لديهم الميزانية، وقد شجعنا المبادرة، التي كانت هدفنا الرئيسي.

 

من كان أكبر مشجع لك؟

لطالما كان خالد عبد الحميد أقرب أصدقائي وحبيبي وزوجي. لقد كان إلى جانبي طوال الوقت يشجعني ويدعم كل جهودي، ويساعدني بلا توقف على إخراج أفضل ما عندي. يجب أن أذكر أيضًا الدكتور زكي نسيبة، وهو صديق كبير للعائلة وشخص داعم دائمًا. يقدّم لي أفضل النصائح، منذ أن بدأت معرض التحف الخاص بي. لقد كان القوة الرئيسية والمساندة لي عندما قمت بتنظيم المزاد الفني الخيري "فنان لأطفال سوريا" في عام ٢٠١١. لقد كان حدثًا صعبًا للغاية في ذلك الوقت ولم يكن ليحدث لولا دعمه.

 

كيف ترين تطوّرالمشهد الفني في الشرق الأوسط؟

باختصار، كان للوضع السّياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط تأثيره على المشهد الفنّي وعلى الفنّانين. لقد أثّر التغيير في التّركيبة السكانية بشكل إيجابي من ناحية وسلبية من ناحية أخرى. حقيقة أن الحروب والصراعات أجبرت العديد من الفنّانين على الخروج من بلدانهم وأعطتهم في الواقع فرصة لعرض أوسع وأغنت تجربتهم وأنتجوا فنًا مختلفًا، وثّق الحقبة التاريخية التي نعيشها، وأظهر الطرق الجديدة التي يقدّر فيها الفنانون الحياة بتطلعات وآمال مختلفة. ومع ذلك، في العديد من الحالات الأخرى، لم يتمكن الفنّانون من بيع أعمالهم ووقعوا في حاجة مالية واضطروا إلى التوقّف عن إنتاج الأعمال الفنية أو البيع بأسعار منخفضة جدًا ممّا أدى إلى تدمير قيمة أعمالهم الفنية. سعى الكثيرون إلى وظائف أخرى لإعالة أنفسهم وعائلاتهم وتخلّوا عن الفن تمامًا، وهي خسارة كبيرة للإنسانية، ويصحّ الجدال في الأمر نفسه بالنسبة لهواة جمع الأعمال الفنية وحتى بالنسبة لصالات العرض.

 

ما هي النصيحة التي تقدمينها للفنانين الناشئين؟ ولرجال الأعمال الناشئين؟

يجب على المرء دائمًا أن يتبع قلبه ويلاحق أحلامه. كنّ عمليًا مع أهدافك، وامش خطوة خطوة في كل مرّة. ما لا يمكن تحقيقه اليوم قد يتحقق غدًا. المرونة والقدرة على التكيّف مع الظروف أمر مهم. يجب على المرء أن يبذل قصارى جهده دائمًا وأن يكون مقتنعًا بأن "الهراء يحدث" وأن بعض المشكلات تتجاوز قدراتنا. خلال هذه الأوقات، كن مستعدًا لتعديل الخطط والأهداف ولكن لا تستسلم أبدًا. استمتع بكل لحظة في الحياة واعتزّ بها وخذ منها الأفضل، بغض النظر عمّا إذا كانت هذه اللحظات جيّدة أو سيّئة، فهناك دائمًا أوقات أفضل وأوقات أسوأ.

ماذا بعد...

مشروع مثير في صقلية لن أفصح عنه الآن... أللوم على Covid-19 :)

 

ما هي المشاريع الجديدة التي يمكن أن نتطلع إليها في The Workshop هذا الموسم؟

قريباً جداً، سوف نفتتح مستودعاتنا كصالة عرض للتحف والأثاث القديم. أنا متحمّسة جدًا وآمل أن أكون جاهزًة بحلول نهاية أكتوبر ٢٠٢٠ لإعطاء فرصة للمتسوّقين في عيد الميلاد لإيجاد هديّتهم الخاصة أو قطعة جديدة لمنازلهم. سنعرض أثاثًا جميلًا وإكسسوارات منزليّة بأسعار معقولة جدًا. سوف نستقبل الضيوف على شكل مجموعات صغيرة وبمواعيد. هذا مشروع سيدعم مبادرة "التّصميم للجميع" حيث نقدم التصميم الداخلي والتأثيث للشقق الأصغر والميزانيات الأصغر.

 

المزيد
back to top button