مقابلة مع مبدعي علامة صبري معروف

علامة التي تأسست في مصر سنة ٢.١٢، ثم إستقرت في لندن إعتباراً من العام ٢.١٦، يقوم إنتاج تصاميمها على التناغم والإنسجام والتكامل ما بين السرد التاريخي لأحمد صبري وخبرة داكي معروف في فن العمارة.

 

وكسب المصممان خبرة كبيرة وعميقة من خلال عملهما على مدى سنتين مع حرفيي المشغولات المعدنية والحدادين في "خان الخليلي"، المشهود لهم بالإبداع والإتقان والحرفية.

 

ودشنت العلامة في العام ٢.١٨ أول مجموعة حقائب لها بعنوان "Amarna"، التي صنعت بين مصر وايطاليا وإسبانيا، والتي عكست تصاميها معالم وروحية مصر القديمة بأسلوب شديد الحداثة والعصرنة.

 

وبعد مشاركة "العلامة في عدد من المعارض وأسابيع الأزياء العالمية، سوف تتم العودة إلى البدايات الأولى للمؤسس صبري معروف، من خلال إعادة طرح مجموعة من المجوهرات الراقية، إضافة إلى عرض يتضمن قطعاً حسب الطلب.

 

كان لElle Arabia فرصة إجراء هذه المقابلة الشيقة معهم.. فكان هذا اللقاء!

 

 

حدثانا أكثر عن بداياتكما في هذا المجال ... ولماذا اخترتما هذا المجال بالتحديد؟

لطالما كانت أصولنا وتراثنا وتاريخنا المصري مصدر شغفٍ بالغ واهتمامٍ كبير بالنسبة لنا، وذلك لأننا ننتمي إلى عائلات فهمت واستوعبت أساليبنا الفنية في السنين السابقة. عندما وحدنا مجهوداتنا سويًا في عام 2011، اتضح لنا وجود فجوة في السوق العالمية الفاخرة المرتكزة حول حضارة مصر القديمة.

 

كلانا ننظر بتقدير وإعجاب إلى الفنون الإنسانية الدقيقة بجميع أنواعها وأشكالها، بدءًا من الحرف اليدوية التاريخية القديمة وانتهاءً بالتكنولوجيا المتطورة.

 

لقد وجدنا في العمل عن قرب مع المجتمعات الفنية والحرفية فرصةً سانحة بالنسبة لنا لاكتشاف أنفسنا والتعبير عنها. بالنسبة لنا كان هذا بمثابة رحلة لإعادة اكتشاف تراثنا والتعرف على أسرار ماضينا، وهو ما يعني أيضًا فهمًا أعمق لحاضرنا واستيعابًا أكبر لتوقعاتنا المستقبلية.

 

ما هو مفتاح النجاح في رأيكما؟

أن تتحلى دومًا بالتفاؤل والشغف! يجب أن يكون لديك هدف واضح ورسالة واضحة. ابحث عن الأفراد الذين يفهمون ويقدرون رسالتك وعملك، وافهم أنت كذلك احتياجاتهم وتوقعاتهم، ثم حاول دائمًا تجاوز هذه التوقعات وفاجئهم. التفاؤل والإيجابية والتعلم من التجارب هي أمور لا غنى عنها. دائمًا كن متفانيا وتحلى بعقل متفتح كي تصل إلى الإبداع.

 

كيف تودان أن تشعر النساء عندما يرتدين التصاميم الخاصة بكما؟

نود أن يشعرن بالإيجابية والرضا، ليس فقط بسبب ارتداء منتجاتنا في ذاتها، بل أيضًا لأن أعمالنا الفنية تحمل بداخلها شيئًا من هذه الصفات بطريقة ما! نرغب في أن تبعث أعمالنا دومًا على الإحساس بالدهشة والتوازن والرضا، سواء كان ذلك في الرسائل التي نستخدمها أو الأشياء التي نضعها فيها وكذلك ما تمثله وتعبر به.

 

تبنى أجدادنا فلسفة إبداعية مشابهة واعتبروها مقدسة وأخذوها على محمل الجد. فلسفة مستوحاة من الأفكار السماوية، بينما تحاول في الوقت ذاته أن ترتقي بالحالة الدنيوية للإنسان عبر القطع الجميلة والعمليات ذات المغزى. بالطبع هو شعور نبيل ومميز من الإبداع الفائق والتصميم المبتكر، وهو بالضبط ما نطمح إليه ونعتنقه اقتداءً بأجدادنا.

 

ما الذي يجعل علامتكما التجارية مختلفة عن العلامات التجارية الأخرى؟

حسنًا، من المتوقع أن تتميز كل ماركة في عالم التصميم عن غيرها، كأن يكون لها وجهة نظر فريدة وطريقة تعبير خاصة بها! ما شعرنا به هو شيء نؤمن بوجوده ونرى أنه لا يتم التعبير عنه بشكل كافٍ في عالم المنتجات الفاخرة. لذلك تمثلت ماركتنا في علامة تجارية مصرية خالصة مبنية تمامًا على حضارتنا وثقافتنا القديمة وفي نفس الوقت تتحدث من وجهة نظر حديثة، وذلك باستخدام المعرفة والتكنولوجيا والأنظمة الأساسية للتواصل مع الجمهور على نطاق عالمي.

 

ما الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الاجتماعية في مجال الموضة والأزياء هذه الأيام؟

تعدّ شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة رائعة لإيصال روح العلامة التجارية وما ترمز إليه إلى الجمهور. تعتبر هذه الشبكات أداة عظيمة لرواية القصص ولدينا أفكار وخطط كبيرة للاستفادة منها.

 

من الواضح أن هذه التكنولوجيا تتكشف أكثر بينما نستخدمها، بحيث تبدو وكأنها تجربة من التغير المستمر الذي لا يتوقف، ويتراءى لنا أن المنحنيات والأسهم تتحرك باستمرار صعودًا وهبوطًا في مجالات وصناعات مختلفة. أصبحت الطرق التي يعتمدها الأفراد والشركات في ترويج وبيع المنتجات تتغير بلا توقف. حتى البرامج والتطبيقات نفسها دائما ما يتم التعديل عليها شكلاً وكيفًا استجابة للشعور بــ "الاحتياج" الذي يراودنا دومًا كبشر.

 

هذه الأدوات (السوشال ميديا) هي أدوات قوية للغاية، وُلدت من رحم الشغف وتتغذى على الشعور بالرغبة. تتيح شبكات التواصل الاجتماعي الفرصة للجميع للتعبير عن أنفسهم بحرية. إننا نشهد بشكل عام تحولاً صريحاً بارزاً، يحتاج إلى أن يقترب أكثر من الشفافية وأن يبتعد عن استخدام الرسائل المبعثرة والمبهمة.

 

دعونا نكون صادقين مع أنفسنا، في وقتٍ من الأوقات كانت وسائل الإعلام الاجتماعية بمثابة مكان "للاستعراض" و"الرياء" بشكلٍ أو بآخر، ولكن أصبح هذا أقل في الآونة الأخيرة لأن فكرة "الاستعراض" لم تعد مقبولة الآن كما كانت من قبل، وأيضًا لأن فكرة "مشاركة" التجارب المفيدة والشعور بالسعادة حلّت محل فكرة "الاستعراض".

 

إذا قابلتما مصمماً شاباً؟ ما هي النصيحة التي ستقدمانها له حيال مشواره المهني؟

تحلى بوجهة نظر خاصة بك في شيءٍ ما تود حقًا أن توصله للناس. اجعل من أولوياتك دومًا أن تخطط لأعمالك، وأن تفهم ما تقوم به، وأن تفهم كذلك أولئك الذين تود أن تقدم لهم تصاميمك، ثم اعثر على طريقة للوصول إليهم وإيصال وجهة نظر واضحة لهم.

 

 

يمكننا أن نرى أن هناك لمسة مصرية واضحة في التصميم الخاصة بكما، حدثانا عن ذلك؟

السبب في ذلك هو ارتباطنا بهذه الحضارة وبتراثها الغني جداً والذي كان مصدر إلهامٍ كبيرٍ بالنسبة لنا. نحن نحاول أن نرتبط بأجدادنا في كثير من الأحيان ولا نقطع أنفسنا عن تجاربهم، لقد مر أجدادنا بتجربة إنسانية مماثلة، ومن المثير بالنسبة لنا أن نكتشف أشياء جديدة عن تجربتهم. دائمًا ما نسعى إلى كشف وفهم ماضينا وتراثنا ووطننا.

 

ما هي خططكما المستقبلية؟

سنقوم بإصدار مجموعة حقائب الربيع/الصيف، والتي ستكون متاحة للحجز المسبق على موقعنا قريبًا بعد ذلك سيتم عرضها في متاجر محددة على المستوى الدولي، إن شاء الله. نحن نخطط أيضًا لبعض المشاريع المشوقة بين لندن ومصر والتي بدأنا العمل عليها بالفعل منذ مدة.

 

ما رأيكما في المرأة العربية هذه الأيام؟

لقد كبرنا وتربينا وتعلمنا على أيدي المرأة العربية، لذلك فنحن مرتبطين بالمرأة العربية بشكلٍ خاص. المرأة العربية تجدها دائما فريدة وملهمة ومؤثرة، حتى برغم المصاعب والمشاكل الثقافية أو الاجتماعية، تجدها دومًا قوية وتمثل الأساس الذي تنبني عليه العائلة العربية. نحن محظوظون لأننا نشهد تواجد نساء عربيات رائدات في مجتمعنا الحديث في مختلف القطاعات والمجالات. نجدهن يتركن بصماتهن ويستخدمن قدراتهن وتأثيرهن بهدف الوصول إلى غدٍ أفضل للجميع. نخطط للإعلان عن شيء خاص بالنساء في مصر والعالم العربي قريبا.

 

 

ما هو مصدر إلهامكما؟

الأشياء التي تثير عاطفتنا هي الأشياء التي تلهمنا حقًا. هذه الأشياء قد تتمثل في مبدأٍ معين أو شكلٍ ما أو شخصيةٍ مميزة أو حَرف أو حتى قصة، ثم نبدأ في تخيل وترتيب العناصر التي ترتبط بتلك الفكرة الأولية التي ألهمتنا ونبدأ في العمل على التصاميم. جميع تصاميم مجموعة حقائب اليد "العمارنة Amarna" تم استلهامها بشكلٍ أساسي من قصة مدينة "أخناتون"، بعد استلهامنا للقصة، بدأنا في العمل على تفاصيل "التصميم" الفني والأشكال لكل نمط وطراز في وقت لاحق، ولكن في البداية بدأت الفكرة باستجابةٍ عاطفة نحو قصة مدينة العمارنة وشخصياتها، ومن ثم تصميم معين مرتبط باستجابتنا للقصة.

 

ما هو أفضل شيءٍ تحبانه في عملكما بمجال التصميم؟

التصميم! بالرغم من أن هذا المجال قد يكون به الكثير من الصعوبات، إلا أن التصميم يغمرنا دومًا بالإثارة والدهشة والخيال. خاصةً حين نحاول حل مشاكل التصاميم التي نشعر بأننا مرتبطين بها وبالفكرة التي توحيها والقصة وراء كل تصميم.

 

يمنحنا هذا شعورًا مجزي جدًا، فحين ننتهي من القطعة التي نصممها نجدها قد اصطبغت بالفكرة والقصة التي ألهمتنا، وتصبح كل قطعة علامة فارقة لنا كمصممين ومفكرين، وأداة تعلم وإنجاز. حين يلهمنا شيءٌ ما نحاول أن نكون أصليين وأن نصوّر فكرتنا الخاصة، ثم نغامر في رحلة معقدة وصعبة جدًا لإنشاء شيء يختبر قدراتنا وقدرات الفريق الذي نعمل معه. في مجال التصميم تتاح لنا الفرصة أن نشارك في صنع أشياءٍ جميلة تساعدنا على تعلم الكثير عن العالم وعن الناس وعن أنفسنا ... وتستمر الرحلة! هذه الأشياء الجميلة التي نصنعها تمثل أداة للتواصل مع أولئك الذين يعجبون بها ويرون جمالها ويدعمون رحلتنا.

 

ما رأيكما في عالم الأزياء بمصر وكذلك مصممي الأزياء المصريين الذين يقومون بتوسيع أعمالهم الآن؟

من المدهش كيف تتطور الأمور في مصر بسرعة كبيرة. عندما بدأنا في القاهرة في عام 2011 كان المجال لا يزال في بداياته، ولكن المشهد الآن أصبح مختلفًا تمامًا، فحاليًا أصبح هناك الكثير من المواهب التي أثبتت وجودها على مستوى العالم. يومًا بعد يوم يتطور عالم الأزياء في مصر أكثر وأكثر. نحن نعتقد أن المستقبل واعد جدا لمصر في هذا القطاع، ومتحمسين جدا لإنشاء "مجلس الأزياء المصرية Egyptian Fashion Council". نحن نريد أن نكون جزءا من هذا النظام الواعد الذي نخطط لتقديم أشياء مثيرة حياله ونأمل أن نتمكن من ذلك في المستقبل القريب.

 

ما الفرق بين مجالي التصميم المحلي والتصميم العالمي؟

البيئة المحيطة تؤثر على حالتك بشكلٍ عام، بما في ذلك تصاميمك. بالطبع لكل مجالٍ منهما مزاياه وعيوبه. محليا لديك تكاليف تشغيل وإنتاج منخفضة للغاية. لكن التصميم على النطاق العالمي يعني أنك أصبحت جزءًا من نظام إيكولوجي تم تأسيسه لعقود من الزمن. الأمر يتعلق أيضًا بمسألة الموارد والموردين. فعلى النطاق المحلي ستجد أن مواردك محدودة للغاية ولا يسهل استيراد المواد والعمالة الفنية. لذلك كل منهما له إيجابيات وسلبيات.

 

ما هو شعاركما في الحياة؟

التعلم والسعي نحو الأفضل، فهي من أعظم الأشياء على الإطلاق. وكلانا نحاول أن نقتدي بها! يعجبنا مثل مصري قديم يقول "إذا بحثت عن قوانين الوئام، فستجد المعرفة".

 

إذا كان بإمكانكما التعاون مع مصمم / علامة تجارية مصرية أو دولية – فمن تختارا وما السبب؟

هذا يعتمد فعلاً على الظروف وسبب التعاون. نريد التعاون مع المصممين المصريين والدوليين في مرحلةٍ ما. هناك الكثير من المواهب في مصر والتي تمتلك أفكارًا جديدة، ورسالتنا ورسالتهم واحدة في نهاية المطاف وهي أن نعبر عن وطننا وتأثير الوطن علينا كشركات ومصممين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشراكة الناجحة مع علامة تجارية دولية من شأنها أن تزيد من فرصنا في الانتشار عالميًا، وهو أمر ضروري لرسالتنا ورؤيتنا لكي يتم التعرف عليهما من ِقبَلِ جمهورٍ أكبر.

 

أخبرانا المزيد عن مجموعة SS'19 الخاصة بكما، ما هي الفكرة ورائها، وما هو مصدر إلهام هذه المجموعة؟

المجموعة بعنوان "Iwen"، وهي كلمة باللغة المصرية القديمة تعني "لون"، وكانت تستخدم كذلك للتعبير عن التباهي بالمظهر أو الشخصية أو الطبيعة. هذه المجموعة تمثل السعي المستمر لعلامتنا التجارية لإعادة صياغة الأشكال الإبداعية من العالم القديم.

 

في ضوء مقاييس الجمال العصرية والتكنولوجيا المتقدمة والتقنيات الحرفية، استوحينا فكرة مجموعة الربيع/الصيف 19 SS'19 من مشاهد الحياة الزاهية بالألوان على ضفاف وادي النيل المصري. ألوان خضراء من الحقول التي لا نهاية لها تتأرجح مع نسيم الوادي الدافئ والألوان الزرقاء المتلألئة من نهر النيل المتدفق وأشعة الشمس الذهبية التي تخترق ألوان السماء الزرقاء والبرتقالية ... مشهد عاطفي ينبض بالحيوية ويمنح شعورًا بالصفاء والراحة.

 

لقد أدركنا كيف أن نقاء اللون كان شيئًا مهمًا جدًا بالنسبة لأجدادنا، الذين من المعروف عنهم أنهم أول من اخترع الصبغات والألوان الصناعية في التاريخ، وقاموا بذلك بمهارة من خلال دمج عناصر الطبيعة المتوفرة بسهولة في الأعمال الفنية الملونة المعبرة. والأمر المثير للدهشة هو كيف تمت ترجمة كل عنصر من هذه العناصر المادية إلى المعتقدات الميتافيزيقية للثقافة. فعلى سبيل المثال نجد أن كثيرًا من الأشياء المختلفة تمامًا عن بعضها تتشابه في صفاتٍ عديدة إذا كان لها نفس اللون.

هذا التداخل بين الرمزية والعلم يبدو بارزًا في مفهوم Iwen – هناك شيء أعمق يمكن تعلمه وإيصاله للجمهور حول كيفية إدراكنا للأشياء التي تحمل نفس اللون وبالتالي نفس الخصائص المميزة.

 

 

ما هي الكلمة التي تودان توجيهها إلى قراء Elle Arabia؟

نأمل أن تكونوا قد استمتعتم بهذه المحاورة وأن نكون قد أسعدناكم بطريقة ما :)

 

حوار: فدى رمضان

المزيد
back to top button