مقابلة مع المهندس المعماري العالمي جوزيف كرم

لقد تم تطوير أعمال على مدار السنين من خلال إلهامه المتنوع وأسلوبه المتطور بالتوازي مع سمعة ثابتة بين المهندسين المعماريين الداخليين، وهو مصمم مكرس للمطابقة. أكمل لبنان المولد جوزيف كرم دراسته في بلده الأم قبل أن يستقر في فرنسا.

 

أسس وكالته منذ أربعين عامًا، يمزج أسلوبه بين الأناقة الفرنسية المظللة بالدفء الشرقي والمشاريع الخالدة، منذ ذلك الحين بدأ في إبداعه تفاؤلاً مستقبلاً يهدف إلى رفاهية المستخدم.

 

الفريق، الذي يتمتع بمعرفة شاملة بعملاء عالميين يبحثون عن الأجواء الانتقائية، ففريقه لا يعمل إلا في الفيلات الخاصة الفنادق واليخوت. بدعم من مكتب التصميم الخاص به، تدير الوكالة جميع المشاريع - من الأعمال الإنشائية إلى توفير الأثاث وحتى العناية بالتفاصيل البسيطة لو مهما كانت صغيرة ودقيقة - قبل تقديم الفخامة الرائعة والإبداعات المريحة والجمالية بما يتماشى مع تفرد عملائه.

 

كان لـ Elle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء معه.

 

 

حدثنا عن بدايتك، لماذا إخترت هذا المجال؟

منذ صغري، قضيت الكثير من الوقت في رسم منزل أحلامي، في الصف كنت أرسم الرسوم الكاريكاتورية لأساتذتي، ومكتبةً لتصنيعها لغرفة نومي أراد أهلي تقديمها لي.

في اليوم الذي كان عليّ اختيار توجهي الأكاديمي، قصدت الجامعة اللبنانية، كلية الفنون الجميلة, قسم الهندسة الداخلية دون أيّ ترددّ.

 

ما الذي يميز أعمالك الهندسية عن الأعمال الأخرى الموجودة؟

يتميّز كلّ عمل هندسيّ بتفرده، فلا يشبه أيّ عمل الآخر, فكلّ مهندس لديه رؤيته و مخيلته، وكوني لبنانيّ الأصل فقد كسبت ثقافة شرقية دمجتها مع الأوروبية كوني عشت في أوروبا، فتشكّل هذا الخليط المميّز، أضف الى ذلك متعة البحث عن الراحة المتصلة بالجمال الممزوجة بالإبداع وأحيانًا بروح الفكاهة ...

 

من أين يأتي إلهامك؟

الإلهام لا حدود له، قد يكون من مشهد غروب، من شجرة، أو من حلم ... لا سيما مشاهد الحياة اليوميّة التي تسجّل تلقائيًا في المخيّلة، وتندفع في الوقت المناسب، لتتجسّد أفكاراً على ورقة بيضاء .

 

هل فكرت في إبتكار مجلتك الخاصة التي تتضمن أعمالك ومشاريعك؟

طباعة كتاب عن أجمل إنجازاتي هو أحد أهدافي الحالية لذلك أسعى لأيجاد الوقت المناسب لذلك.

 

برأيك، ما هي أفضل طريقة لعرض المشاريع الهندسية للزبائن؟

يفضل زبائننا حاليًا خلال العرض التقديمي، رؤية الصور الثلاثية الأبعاد... مئات الخرائط التفصيلية التي نقوم بها، والإلزامية لتحقيق النتائج المرجوّة للمشروع، لا تهمهم مطلقًا !!

شخصياً أفضّل الطرق القديمة واعتماد الرسم باليد وذلك لأعطاء الزبائن فرصة الخيال والحلم، وابقاء عنصر المفاجأة قائماً عند استلام مشروعهم النهائي، في الحقيقة نحن نعتمد كلتا الطريقتين للوصول الى أفضل النتائج.

 

ما هو أجمل مشروع وأكثر مشروع كان بمثابة تحدي لك؟ لماذا؟

من الصعب جداً الاختيار، ولكّنني أنتج الأفضل عندما يمنحني موكّلي حرية التصرف، فيصبح خيالي أكثر حريّة، والنتيجة أكثر نجاحًا بالنسبة لي وللموكّل.

بالطبع يلعب الموقع دوراً كبيراً، عندما نقوم بتصميم الدراسات الخارجية والداخلية في نفس الوقت لفيلا، على الريفيرا الفرنسية مع إطلالة جميلة على البحر الأبيض المتوسط ​​،هذه تكون المتعة بحدّ ذاتها.

 

كيف تقدم عملك منذ بداية مسيرتك لغاية اليوم؟

بدأت العمل في بيروت بنجاح كبير، بعد حصولي على شهادتي بامتياز وفوزي بأوّل مرتبة وقد نشرت النتائج في الصحف المحلية.

لكن لسوء الحظ، بعد ثلاث سنوات، اندلعت الحرب الأهلية وهدمت أول مشاريعي التي كنت فخوراً بها للغاية، ولم يبقى ايّ أثر لها مما أجبرني على السفرو البدء من جديد من استوديو باريس الخاص بي، وانتقلت بعدها الى مكتب في شارع Montaigne، وللتوسع لاحقاً، انتقلت إلى شارع Paris 16 Raymond Poincarré وأنشأت فرع في نيس ...

 

إذا قبلت مهندس يافع في بدء مسيرته، ما هي النصيحة التي يمكن أن تسديها له؟

نصحت دائمًا طلاب الهندسة المعمارية بتغيير مهنتهم ان لم تكن مصحوبةً بالغرام والعشق لهذه المهنة.

ولطالما قلت أنّ المهندسين المعماريين ومصممي الديكور الداخلي لديهم مهمّة تطوير هذا الفن وخاصة فن العيش مجتمعنا يتطوّر، ونحن نلعب دوراً كبيرا في هذا المجال.

 

ما رأيك بتطور الهندسة منذ القدم ليومنا هذا؟

السبب في بساطة الهندسة الحالية والحدّ الادنى يعود الى جانبها الممتع والمريح، ويعود أيضاً إلى نمط الحياة الحالي، وكميّة الوقت المحدو، غلاء المعيشة، قلة الموظفين والحرفيين، ولكنّ ذلك لا يمنعنا من الاستمرار في إنشاء فيلات بأحجام كبيرة ومنحوتات وأعمدة وما إلى ذلك...

 

من هو المهندس المعماري المفضل عندك؟ لماذا؟

FRANCK LOYD WRIGHT المهندس المعماري الذي، في عصره اخترع وابتكر ثورة واحترم الطبيعة، ناهيك عن Le Corbusier، الذي ترك أثراً كبيراً أيضًا في القرن العشرين، أطلق الحداثة في الديكور واستعرض طريقة جديدة للسكن. يجب أن أضيف أيضاً المصمّم الأكثر شهرة في الستينيات JOE COLOMBO، اللذيّ فرض أسلوبًا، رافقني خلال جميع دراستي في معهد الفنون الجميلة.

 

ما هي خطتك المستقبلة؟

خطتي المستقبلية هي تكوين مختبر أبحاث لفن معيشة أفضل.

 

مثلك الأعلى وقدوة تؤمن بها؟

"الصدق، الإخلاص، البساطة، التواضع، الكرم، قلة الغرور، القدرة على خدمة الآخرين - صفات في متناول جميع الأرواح - هي الأسس الحقيقية لحياتنا الروحية. " Nelson Mandella

 

كيف يمكن أن تصف لنا أسلوبك؟

أسلوب لا ينسى الماضي، يتكيّف مع الحاضر ويفكر في المستقبل.

 

هل هناك منفسة في هذا المجال- وكيف تتعامل معها؟

في مجالنا، يأتي الموكّل إليك، لأنك تشبهه وتتشابك أفكاركم.

بدون أن يتم بذل أي جهد، وكلّ من زملائنا يأخذ حصّته.

 

ما رأيك بالثقافة المعمارية في الشرق الأوسط وما الذي يجعلها مختلفة عن الغرب؟

لا شك أن الاختلاف في الثقافة له تأثير على طريقة الرؤية والخيال في الهندسة. التي تختلف أحيانًا بين الشرق والغرب، كذلك تلعب هويّة الفنان دورًا كبيرًا في رؤيته للحضارة تكون مستوحاة من بيئته. لكن التاريخ يعلمّنا أن الاحتلال والاستعمار غالباً ما جمعا هاتين الحضارتين ونجحا في المزج بين أنماط مختلفة وخلق مزيج مفيد في جميع المجالات وخاصة الفنية.

 

كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia؟

لا شيء أكثر لإضافته... فقد عبرّت بما يكفي - شكراً لهذه المقابلة المميزة!

المزيد
back to top button