مقابلة مع المصممة آنا موليناري مؤسسة دار بلومارين

إبتكارات عصرية مبدعة بأتامل مصممة الأزياء الإيطالية المتميزة آنا موليناري، مؤسسسة العلامة المعروفة Blumarine، كان لElle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء معها.

 

ما الذي دفعكِ لاختيار تصميم الأزياء كمهنة لكِ؟

ولدتُ في مدينة كاربي التي تعتبر واحدة من أبرز المناطق الإيطالية المختصة بتصنيع الملابس المحبوكة، وقد حالفني الحظ بأن أخوض تجربة التصميم وأسير على خطى والداي الذين كانا يديران شركة لتصنيع قطع الأزياء لنخبة العلامات التجارية. لطالما كنت شغوفة بتاريخ الفنون والموضة، وقد ساعدني هذا الحب على رؤية الجانب الجمالي في كل ما حولي من أشياء. وعندما أسست دار ’بلومارين‘ في عام 1977 بمساعدة زوجي جيانباولو، قررت ومن دون تردد اختيار مجال التصميم كمهنة مستقبلية، إذ تمثل هدفي وحلمي في ابتكار تصاميم تعكس ذوقي الفني وإحساسي الحقيقي.

 

ما الذي يستهويكِ في هذه المهنة؟

أحمل شغفاً كبيراً بالموضة وأعتقد أن أفضل الأشياء في كوني مصممة أزياء تتلخص في حماسي وسعيي كل يوم إلى إبداع تشكيلات مميزة من التصاميم، وفهم احتياجات السيدات ومعرفة تفضيلاتهن في اختيار الأزياء، ورغبتهنّ في الشعور بمزيدٍ من الثقة والجاذبية والأنوثة. ما زلت أحبُ القيام ببحث معمّق حول الأقمشة والخيوط وتقنية التصاميم المبتكرة، ولم أتوقف ابداً عن رسم التصاميم الأولية، فعملي يتيح لي فرصة تجسيد كلّ ما لديّ من إبداع.

 

ما هو مصدر إلهامكِ الأبرز؟

يجب على المصمم أن يتحلّى بحس جمالي خاص، وبالنسبة لي، أنا أستقي الإلهام من كل شيء حولي؛ من صورة، فيلم سينمائي، رحلة، شعور ما... كما أعتمد مع فريق الدار من المصممين الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر إلهام مهم يثبت يوماً بعد يوم تأثيره القوي في عالم الموضة، حيث نستفيد من العديد من النصائح والآراء فيما يتعلق باتجاهات الموضة والمصممين ومجموعات الأزياء. عندما أقوم بتصميم إبداع ما، أهتم قبل كل شيء بفكرة الأناقة بحدّ ذاتها، والتي من الممكن حسب رؤيتي الخاصة أن تُترجم إلى تناغم بين القياسات والألوان والإكسسوارات، وأنوثة وجاذبية يجسدها انسجام جميع هذه العناصر. ويتمثل الشيء الأهم دائماً في التفكير المنفتح والاهتمام بالوسط المحيط ومواكبة التغيرات الحاصلة في المجتمع والحركات الثقافية الجديدة والرائجة.

 

من يعجبك من الأسماء البارزة في قطاع الموضة؟

يعجبني أسلوب المصممين الإيطاليين والتر ألبيني وفرانكو موسكينو الذين علّماني أسرار الموضة في بداية مشواري عندما كانت خبرتي محصورةً بالمفاهيم التقنية للملابس المحبوكة فقط. تأثرتُ بموهبة والتر ألبيني الاستثنائية في ابتكار الفساتين المخصصة، بينما علّمني فرانكو موسكينو حس الدعابة والمرح. وقد أحدث كلاهما فارقاً في نمط تفكيري تجاه الموضة، وأسلوبي الأنثوي والمرهف، واهتمامي بشخصية وذوق كل سيدة في عالم الأزياء. وأودّ أيضاً إضافة إيف سان لوران إلى القائمة، لما لفساتينه الأنثوية الراقية وإحساسه الفني من تأثيرٍ على أسلوبي.

 

انطلاقاً من كونك مصممة أزياء ناجحة؛ ما هي المفاهيم الأخلاقية التي تتبعينها خلال عملك في قطاع الموضة؟

عادةً ما أقضي كل وقتي برفقة مصممي الدار، فأنا أؤمن بالعمل الجماعي وتبادل الأفكار الإبداعية ومحفّزات الإلهام. ومن خلال الأبحاث المستمرة والنقاشات مع أعضاء الفريق، وطرح الكثير من الاقتراحات والأفكار، نعمل على تطوير مجموعاتنا من القطع، وأعتقد أن النتائج الجيدة تبرز عند وجود رؤية مشتركة حول الأسلوب والموضة. أحاول تجسيد أفكاري على شكل قطع أزياء حقيقية؛ بدءاً من خيارات الأقمشة والألوان ثم أناقش قياسات وقصّات كل تصميم. أعتقد في هذه الأيام أن الالتزام بهوية العلامة، والتصنيع الإيطالي الأصيل ذي النهج التطوري والاستثمارات المجزية يحمل أهمية كبيرة في استعادة الثقة وتحقيق النمو في سوق الموضة.

 

ما الذي تعرفينه عن جمهورك المستهدف وكيف يمكنكِ التواصل معه؟

تخوض السيدات في يومنا هذا تجربة التسوق بوعي أكبر، لذا أطمح أكثر من ذي قبل لأن أكون واقعية، وألبي احتياجات السيدات اللواتي يعشن حياة اجتماعية كثيرة الانشغال ومليئة بالسفر، ويحرصن على التألق بإطلالات أنثوية وجذابة تجمع بشكل معقول لمسات مرهفة يحلو تنسيقها مع مختلف القطع. تتبع الموضة اليوم نهجاً عالمياً، لكنها وفي الوقت نفسه تحمل طابعاً مخصصاً، لا سيما في الأسواق الراقية، إلا أن الجمهور المستهدف هو الجمهور الذي ينشد طابعاً فريداً يمتاز ببصمته الاستثنائية. أؤمن بتحديد ملامح الأسلوب الذي يعتبر طريقة حياة أيضاً. كما من المهم جداً الحفاظ على تماسك هوية العلامة التجارية وصورتها من أجل إيصال فلسفتها على نحو فعال.

 

بماذا تختلف تصاميمك الخاصة بالمرأة الخليجية عن تلك التي تطلقيها لسيدات المجتمع الأوروبي؟

تعبّر ’بلومارين‘ عن مفهوم الأنوثة العالمي الذي ورغم أنه يحمل دائماً طابعاً رومانسياً يخاطب الحواس، إلا أنه يتميز بروح عصرية تبرز مع القصات المخصصة والتطريزات والمواد الغنية. وتجمع العلامة في الواقع بين الروح الحديثة والأناقة العريقة، وتخاطب جميع السيدات اللواتي يتميزن بهذا النمط الفريد. ومن خلال التخطيط لعمليات تصميم تشكيلاتنا، نولي اهتماماً خاصاً بتفضيلات سيدات المجتمع العربي المتمثلة في الفساتين الرومانسية والأنيقة وقطع الملابس المحبوكة مع اللمسات الراقية والتطريزات والطبعات التي تعكس العناصر الشخصية. تحب السيدات العربيات الأسلوب الأنيق والقطع المصممة حسب تفضيلاتهم والمزدانة بالتفاصيل الفاخرة، فضلاً عن الأزياء الإيطالية الأصيلة.

 

ما هي التوجهات الجديدة السائدة حالياً، وكيف تبقين على تواصل دائم مع أحدث التوجهات الفنية في القطاع، خاصةً مع السرعة الكبيرة التي تتغير فيها في عصرنا الراهن؟

يفرض واقعنا اليوم تصميم تشكيلات مميزة بهدف تلبية احتياجات القاعدة المتزايدة من المستهلكين، فمع الأنماط المعيشية المختلفة وتغيرات الأجيال والأعمال والأساليب الترفيهية المتنوعة، يمتلك المجتمع تأثيراً عميقاً وسريعاً على الموضة. ستبرز مفاهيم الإبداع والعملية وأقصى درجات التخصيص ودورة الإنتاج السريعة كمفاتيح جديدة في عالم الموضة، ومن المهم مواكبة التغيرات في الوقت المناسب لأن السيدات اليوم يلعبن دوراً ريادياً مهماً، وباتت خياراتهن الجمالية استجابةً طبيعيةً لأنماط حياتهن الديناميكية. تستوجب سوق الأزياء الراقية دائماً الحفاظ على التميّز النوعي عند طرح المجموعات. وحتى في عالم اليوم الذي يتحول إلى افتراضي بشكل متزايد، حيث تلعب الصورة الخارجية الدور المطلق، ما زلت أؤمن بالفستان المصمم جيداً والذي يحمل تفاصيل دقيقة ومميزة وقيمة كبيرة للسيدة التي ترتديه.

 

أين تجدين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟

أتمنى وضع خطط لإطلاق مشاريع مميزة جديدة وتحقيق المزيد من النجاحات، وعيش حياة مليئة بالحب تجاه عائلتي وعملي كما الزهرة الملونة التي تبقى متفتحة وجميلة على الدوام. كما آمل أن تحافظ ’بلومارين‘ على مسيرتها المميزة وهويتها الاستثنائية، وأن تعزز من مكانتها المهمة كعلامة مرادفة للأناقة والتميز.

 

أخيراً وليس آخراً، ماذا تقولين لمتابعي Elle Arabia؟

يشرفني أن أشارك في افتتاح أسبوع الموضة العربي بصفتي الضيف الخاص لدى مجلس الأزياء العربي مع عرض التشكيلة الجديدة لموسم خريف وشتاء 2019 / 2020. شخصياً، لقد لمست حباً كبيراً للجمال والموضة الإيطالية. اشكركم على متابعة أعمالي بهذه الحماسة والشغف.

المزيد
back to top button