ماريا تاش من علم الجيولوجيا إلى مجوهرات الأجسام

تعتبر مصمّمة المجوهرات ماريا تاش كل جزء من الأذن فرصة للتزينها بثقب وقطعة من الحلى، وقد افتتحت أول متجر لها في عام 1993. وبما أن ماريا دقيقة الملاحظة وتسعى دائماً إلى الكمال بالإضافة إلى كونها غير راضية عن مجوهرات الأجسام المتوفرة في الأسواق، بدأت بمزج وتطابق المعادن لخلق القطع الأكثر روعة للتزين الأذن. وتصرّح :"لقد بدأ الأمر على هذا النحو، بتعديل المجوهرات، والتفكير بكيفة تحسينها"


واليوم، تضم علامة ماريا تاش العالمية مجموعة كاملة من المجوهرات والحلى والتي تشمل الخواتم إلى الأساور، بالإضافة إلى الأقراط. إنه أسلوب ماريا تاش الفريد من نوعه الذي يميزها عن غيرها من علامات المجوهرات. في الواقع، تعتني ماريا تاش بجميع التفاصيل وليس فقط بالأفراط نفسها وتأخذ كل شيء في الاعتبار: الزاوية، الثقب الموجود، الأسلوب الشخصي.

 

وخلال زيارتها الأخيرة إلى دبي، أجريت هذا اللقاء الشيّق معها للتعرّف عن قرب إلى شغفها الحقيقي بمجوهرات الجسم وكيف ابتدت مسيرتها في عالم تصميم المجوهرات.

 

Elle Arabia: أخبرينا قليلاً عن نفسك لأننا نعرف أنك درست علم الفلك وكيف اصبحت مصمّة مجوهرات اليوم؟

Maria Tash: أظن أن هذا الأمر يتناسب مع جانبي العلمي، كما أنني أحب علم الكونيات والأشياء الغير عادية مثل موجات الجاذبية. لا ألاحظ بدقة مخططات النجوم، لكني أحب الجوانب الأكثر غرابة في علم الفلك. تكوّن علم الكونيات بعد الانفجار الكبير وهي دراسات عن أشياء بعيدة وصعبة. لذا، ففي وقت مبكر من حياتي، اعتقدت أني سأكون طبيبة ، وكانت والدتي تريد مني دائمًا أن أكون معلمة لأنهم سيحصلون على راتب لائق وهو خيار حياة جيّد. أحببت علم الفلك لأنني أحببت العلم. في فترة ما من حياتي اعتقدت أني سأكون طبيبة وذلك لقدرتي على الحفظ بسهولة إلى حد ما أو أن أتعلّم الجراحة التجميلية، ولكني لا أرغب في إجراء عمليات زراعة تجعل الجميع يشبهون باربي (تضحك)...

لطالما أحببت المجوهرات، ولم أكن من عائلة ثرية للغاية، لقد نشأنا ضمن الطبقة الوسطى ، لذا لم تكن قدرتنا شراء الماس، وكنت ألعب بصندوق مجوهرات والدتي ومن هنا أظن بدات قكرة تصميم المجوهرات. وبالرغم أنني لم أكن أعتقد مطلقًا أن تصميم المجوهرات سيكون خطوة في مسيرتي المهنية!

 

E.A: أخبرينا عن الأيام الخطوات الأولى في حياتك المهنية؟

م.ت: ذهبت إلى الجهة الشرقية من مدينة نيويورك وكان مركزًا إبداعيًا رائعًا حيث كنت أذهب إلى النوادي في مانهاتن. في تلك الفترة، كانت موضة البانك سائدة وبالطبع كانت مادونا أكبر نجوم البوب ​​في ذلك الوقت والمؤثّرة الأولى على نمط أزياء الرجال والنساء مثل ثقوب الاذن العلوية وغيرها من الأماكن في الوجه والجسم. ذات مرة، رأيت نادلة مع حلق معلّق به أيقونة صغيرة واعجبني كثيراً. ومن ثم، ذهبت إلى لندن في سن السادسة عشرة وكنت أعشق أنواع مختلفة من الموسيقى وأسلوب البانك وما إلى ذلك، وأتذكر أني وضعت سلسلة بين أذني بشكل يشبه قلادة ولديه حلقة ومسمار وسلسلة ربطها حول ظهري. ومن هنا بدات اخترع تصاميم غريبة كما أحب كثيراً شكل المطرقة.

 

E.A: ديك كيف اتّخذت قرار تأسيس علامتك التجارية؟

م.ت: أردت المزج بين العلم البيولوجي وعلم الفلك والجرأة والليبرالية. لذلك، دعنا نقول إني أضع قطعة من المجوهرات في أجزاء غريبة من الجسم لم ترونها من قبل. وكما تعرفين، يعتمد العديد على تقنيّة الثقب بالفر. انها تقنيّة خاطئة ويجب ثقب الأذن بالأبرة وشريط من الذهب الأبيض بدون نيكل وذلك للتمكّن من حصول على الانحناء الصحيح ومساعدة الأذن أو أي جزء آخر من أجزاء الجسم على الشفاء بالطريقة السليمة. وهنا، من الضروري معرفة الجزء العلمي للعملية، كيف يلتئم الجرح؟ ما هو الانحناء؟ ما هي سماكة الأنسجة؟ وكم يجب أن يكون معدل انحناء القطعة المعدنية في هذا الغضروف؟ فإذا جعلته متعرجاً للغاية سوف تحصلين على مطبات، لذلك يجب تحديد الطول وغيره من العوامل. كانت تعتبر مجوهرات الجسد مثل حلقات الذاكرة وغيرها في البداية أنعا سيئة وغير مناسبة ولن يشتريها أصحاب الذوق الرفيع. اليوم، لكل شخص خرّية الاختيار ويمكن القيام بأي ثقب ترغبين به في أي مكان من جسدك بأسلوب رفيع وأنيق...

 

E.A: وهكذا أصبح الأمر أكثر وأكثر دقة؟

م.ت: نعم، بدأت تصنيع مجموهراتي في مدينة نيويورك وكانت التكلفة مرتفعة جداً. فعملية مراقبة الجودة والإعدادات باهظة الثمن لتنفيذ التصميمات في نيويورك. لذلك ذهبت إلى هونغ كونغ حيث وجدت من يستطيع تنفيذ تصاميمي بالدقّة والحرفية التي اسعى اليها مع أفضل الاتفاقيات. منذ صغري، كنت أحب زيارة الأماكن الجميلة مع أمي وأنظر إلى الأشياء واتعرّف على أفضل المجوهرات الراقية في العالم. كلما أرى شيئًا يعجبني، أسأل نفسي كيف يمكنني تحسينه. لذا، أركّز الكثير في عملي على كمال هذه الاتفاقيات.

 

E.A: نلاحظ أن حتّى أصغر القطع لديها الكثير من التفاصيل، كيف يمكنك إدراج كل ذلك في قطعة صغيرة؟

م.ت: أعتقد أن المجوهرات يشبه قطعة من الملابس، يجب أن الاهتمام بالبطانة أو خياطة القماش. كل هذه الأشياء متشابهة. التفاصيل الصغيرة على الجوانب، كيف ستلتصق بالجلد، هل ستكون ثقيلة للغاية على الأذن، تحتاج إلى توازن مضاد. نعم، نحن قلقون بشأن كل هذه الأشياء، لذا بالنسبة لي، فإن القطع الموجودة لدينا هنا يجب أن تكون مشرقة ومصقولة كاملةً بأسلوب دقيق وجميلة من جميع الجوانب كيفما نظرت لها. من ناحية أخرى، يجب إيجاد السبائك الصحيحة، لا تهتم أمريكا كثيراً بالمعادن عاى عكس أوروبا، لذلك علينا أن إيجاد شركات تعتمد على الذهب الأبيض الحجري. تقنيّأت هامة لايجب التغاضي عنها. 

 

E.A: هل تعتبرين نفسك شخص يسعى للكمال؟

م.ت: نعم، أعتقد أنني كذلك! أستطيع رؤية أصغر التفاصيل واستغرب لماذا لا يمكن للآخرين رؤيتها، ولكن، في النهاية، لكل شخص مهاراته المختلفة. أحب لعبة اكتشاف الفوارق في صورتين متشابهتين لأنني أستطيع رؤية التفاصيل. أعلم أيضًا أنه في مرحلة ما، ليس مع المجوهرات، ولكن مع الرسوم البيانية، أشعر بالضيق عندما لا أحصل على اللون المناسب. ولكني اليوم، درّبت نفسي على تقبّل العمل المتقارب للكمال.

 

E.A: هل نتوقّع قريباً أن تضمّي الخواتم لمجموعة مريا تاش أو غيرها من المجوهرات؟

م.ت: نعم، من السهل جدًا أن نتخيل نمطًا مختلفًا من المجوهرات غير حلقات الأذن. اتخيّل معد يذوب على اليد والأصابع، يمكنني أن أذوبه على الجانبين قليلاً وأجعله يبدو خاتماً ساحرًا أو سلسلة على الجسد. هذه هي الأشياء التي لم تتح لي الفرصة للقيام بها بسبب عملّي المكثّف ولكن قريبًا إن شاء الله.

 

E.A: هل تعلمين أنك جعلت حياة جميع الأمهات أسهل مع علامتك التجارية لأن المراهقات كانت تقوم بهذه الأمور سراً أمّا اليوم فالأم تحضر أبنتها للقيام بمختلف الثقوب وبطرقة آمنة؟

م.ت: أنا سعيدة جدًا لسماع ذلك! نعم، نحن بالتأكيد نشجّع ترابط الأم وابنتها. عندما قمت بثقب أذني، كان عمري 14 عامًا وكنت خائفة حتى الموت، لكن انظري إلي الآن! (تضحك).

 

E.A: أي امرأة برأيك تمثّل علامتك التجارية وتصميماتك؟

م.ت: المرأة السعيدة والقادرة على التسوّق لنفسها والمستقلّة. لم تكن النساء تستطيع تسوق المجوهرات وحدها، ولكن في الوقت الحاضر وربما في السنوات الخمس الأخيرة فقط، اصبحت النساء تقوم باعمال هائلة. لقد أبقينا السعر معتدلاً لكي تتمكّ، كل امرأة من الحصول على مجوهراتنا.

 

E.A: هل حقّقت حلمك؟

م.ت: كان لديّ نوع من الإيمان الأعمى بنفسي، وأعتقد أن هناك شيئًا جيدًا بشأن البدء في مانهاتن أيضًا لأن الحقوق مضمونة، وكان دائماً لدي هذا الدافع الذي ينبؤني بأن شيئاً ما سيحصل. أنا شخص إيجابي. في البداية، كنت أقوم بجميع الأمور بنفسي حتى الأمور المالية، لذلك أشكر خلفيةي العلمية التي ساعدتني في ذلك.لكنني في الواقع لم أتخيل أن أكون هنا عندما بدأت لأول مرة. كبرت شيئا فشيئاً واليوم أصبحت علامة ماريا تاش عالمية وما زلت مندهشة ومتحمسة لما لم يأت بعد. أتمنى لو كانت أمي لا تزال على قيد الحياة لرؤية كل هذا.

 

E.A: ما النصيحة التي تقدمينها للشابات اللواتي تدرسن مثلك؟

م،ت: لقد درست علم الفلك وأعمل الآن بشيء مختلف تمامًا! العمل غيّرني كثيرًا. لكن الوجود في مانهاتن يشدك. أود أن أقول أن الناس أن قدرتنا أكبر بعشرة أضعاف مما نعتقد، وأحيانًا قد يشكّكنا الآخرين بقدراتنا، لذلك لا تسمحي لأحد بالقيام بذلك. إذا كنت طموحًة، استمري في العمل لتحقيق طمزحاتك!

 

E.A: أنت مثال جيد للجيل الأصغر سناً، فقد دراست شيء مختلف عمّا تمارسين اليوم، وانت اليوم سيّدة تعيش في أماكن مختلفة، أخبرينا المزيد عن تجربتك.

م.ت: شكرا لك، أشعر بثقة كبيرة الآن لأنني مررت في الكثير من التغييرات لكنني متحمسة دائمًا للمستقبل ولا أشعر بأن هناك حواجز تمنعني من الأستمرار في التقدّم مثل العمر أو كوني امرأة أو غيرها من العوامل.

 

E.A: لو استطعنا الرجوع بالزمن إلى الوراء، هل تدرسين علم الفلك مرة أخرى؟

م.ت: لست نادمة على ذلك اليوم. يجد كل شخص مساره الخاص في الحياة ويصل في النهاية إلى مراده. اليوم، لدي علامتي الخاصة واستطيع أن استعين بأي شخص لدية ماجستير إدارة الأعمال أو أي تخصّص آخر. أعتقد أنه على كل منّا العمل على تحقيق شغفه. فيما مضى، ظننت فيه أنني سأكون ممثلة لأنني كنت مهتمة جدًا بالتلفزيون وكاميرات الفيديو، وهو ما زلت أفكر بذلك حتى الآن! 

 

E.A: كم عدد متاجرك الآن؟

م.ت: 6 في e-com ، كما بدأت عملي في عام 1993، مباشرة خارج الكلية. افتتحنا متجرً في لندن منذ عامين ونصف. قدمت لنا ليبرتي أرضاً مساحتها 1500 قدم مربع، وهو أول متجر لي خارج نيويورك.

 

حاورتها ندى قبّاني

المزيد
back to top button