فواز غريوزي: "الاجتهاد والثقة بالنفس هما مفتاح النجاح"

اشتهر ، رئيس ومؤسس دار مجوهرات ، بجرأته وابداعه في تصميم مجوهرات فريدة مرصّعة بالأحجار الكريمة السوداء. يعتبر فواز اليوم من أكبر مصمّمي المجوهرات والساعات في العالم ومن أهم خبراء الأحجار الكريمة والألماس.

 

ولد ونشأ فوّاز في لبنان، من أب لبناني وأم إيطالية ولكنه في الثامنة من عمره وبعد وفاة والده، غادر فوّاز لبنان مع والدته إلى ايطاليا حيث تعلّم واتقن اللغة الايطالية ولكن نسي العربية.


اثبت فواز عن قدراته بعد أن اعتبره الكثيرين مغامر مجنون. وخلال زيارته إلى دبي لعرض أكبر ماسة في العالم التي تتميّز بلونها ونقائها، أجرت معه هذا اللقاء الحصري...

 

 

تعرّفي أكثر معنا إلى فواز غريوزي ورحلته في عالم المجوهرات.

 

Elle Arabia: كيف تبدأ عملية الأبتكار؟ هل هي في البحث عن الحجر أولاً ومن ثم التصميم أم العكس؟ 

Fawaz Gruosi: طبعاً، الحجر هو العنصر الأساسي، ولكن في معظم الأوقات يكون لدي فكرة معينة أريد أن اترجمها وأدمجها مع الحجر الذي بين يدي لأبتكر قطعة مميزة.

معظم مصممي المجوهرات يستلهمون تصاميمهم من الحجر أمّا أنا فأبدأ من العكس، لا أحب العمل بالطريقة التقليدية وهذا ما يميّز قطعي ويجعلها فريدة.

 

 

E.A: ماذا عن إختيار الأحجار، بحكم أنك تبتكر ثم تضيف الحجر، هل من السهل إيجاد الأحجار التي تسعى إليها؟

F.G: هذا الأمر ليس سهلاً، ففيبعض الأحيان أجد الأحجار ولكن لا تتناسق مع فكرتي الموجودة، فأضطر لخسارة الكثير من وزن القطعة بسبب الحفر والنحت والعمل بها للوصول الى النتيجة المطلوبة، ولكني أحب التميّز بما أقّدمه، لذا لا أترك للحجر فرصة التحكّم بي، وهذا ما يجعل قطعي ثمينة، طبعاً، الزبون على يقين أن ما نقوم به هو مختلف ونادر لذلك لا يمانع بالدفع لأنه يقدّر المجهود. 

 

E.A: ماذا عن القطعة الأولى "Creation 1" الخالية من الشوائب؟

F.G: القطعة الأولى أو الرقم واحد "Creation 1" هي من ضمن سلسلة مجوهرات The Art of De GRISOGONO. أنا محظوظ لأحظى بهذه القطعة! المهم هو الخطوة المستقبلية... من الرائع العمل مع أحجار إستثنائية وبنظري ستكون هذه القطعة الأكثر تميّزاً في السنين المقبلة. 

عندما زرت مدينة نيويورك من أجل تقييم الحجر، أعلن المعهد الأميريكي للأحجار الكريمة (GIA) أن هذا الحجر نادر، لا مثيل له وتمّ تصنيفه بلون (D) ووزن 163،41 قيراط وبذلك صنّف كأكبر حجر ألماس خالي من الشوائب من هذه النوعية في العالم، لم يروا في مسيرتهم المهنية مثل هذا القطعة الإستثنائية من ناحية اللون والنوع والخصائص الأخرى.

 

 

E.A: كم من الوقت احتجت لأبتكار هذا العقد؟

F.G: تختلف المدّة التي احتاجها لابتكار أي قطعة مجوهرات فخمة وفريدة، عادةً تتراوح بين أسابيع أو أشهر. ولكن بالنسبة ل "Creation 1" ، كان التحدّي أكبر... يمكنني القول أن العملية اخذت سنة ونصف منذ اكتشاف الحجر إلى اليوم.

اخترت هذا التصميم من بعد 50 تصميم آخر وأحببت أن أدمجه مع احجار الزمرّد لأن اللون الأخضر يضفي تبايناً صارخاً وبالتأكيد لأني أميل إلى هذين اللونين كوني إيطالي. احتجت إلى أشهر طويلة للوصول إلى هذه التحفة المذهلة بتصميم متوازن ومتناسق. أستطيع القول انها تحفة فنية بحد ذاتها...

 

 

E.A: ماذا عن حجر الكونستلايشون؟ هل تمّ اختيار التصميم الذي يناسبه؟

F.G: انه بالتأكيد تحدّ جديد. نعم، بدات العمل على هذا الحجر الميّز ولكن لا استطيع الأعلان عنه إلا بعد اتمامه... عليكم الأنتظار لسنة ونصف أخرى لمعرفة النتيجة...

 

E.A: كيف بدأت مسيرتك؟ وهل توقّعت يوماّ انك سوف تكتشف وتصمّم أكبر ماسة في العالم؟

F.G: بكل تواضع، اعتبر نفسي اليوم من أهم مصمّمي المجوهرات والساعات في العالم. طبعاً، أشعر بالفخر، ويعود الفضل بذلك للحظ والعمل والثقة بالنفس. لم ادرس تصميم المجوهرات ولكن شغفي وعشقي لهذا العالم جعلني أسعى للتميّز.

دخلت صدفةً في عالم المجوهرات، فقد توقّفت عن الدراسة في عمر 18 سنة، وبالرغم من اعتراض والدتي، بدأت العمل في فلورنسا في متجر المجوهرات العالمية الأميركية هاري وينستون، وبعد 7 سنوات طلب مني صاحب المعرض الإشراف على افتتاح متجره في لندن ومن ثم المملكة العربية السعودية، حيث أصبحت ممثّل هاري وينستون وكنت آنذاك في سن الثلاثين. ومن ثم، وبعد ثلاثة أعوام، عدت إلى أوروبا للعمل مع علامة"بلغاري". في عام 1993، قمت بتأسيس متجري الخاص "دي غريسونو" في جنيف - سويسرا. عندما قدّمت المجوهرات المرصّعة بالألماس الأسود سخروا منّي!!! ولكن خلال ثلاث سنوات من إطلاقها اصبحت هذه الأحجار الأكثر شعبية في كافة التصاميم والمجوهرات. في عام 2000 اطلقت مجموعة ساعاتي الخاصة التي حرصت على تميّزها عن باقي الساعات في العالم.

 

E.A:  ما هي الصعوبات التي تواجهها في عملك؟

F.G: من الطبيعي مواجهة الصعوبات في كل مهنة، ولكن أصعب ما في الامر الأستمرارية والعمل للمزيد والأفضل، لذلك أنني دائماً في حالة تحدٍ مع نفسي. الصعوبة كانت في البداية حين تمكنّت من تحقيق ما وصلت إليه اليوم مع 16000 فرنك سويسري فقط، نعم كان الطريق صعباً جدّاً ولكّني تخطّيته. أحب عملي لدرجة أني لا أشعر بأني أعمل. فالصعوبات موجودة دائماً.

 

E.A:  هل يختلف ذوق المرأة الشرقية عن المرأة الغربية في اختيار المجوهرات أو تصميمها؟

F.G: في الحقيقة، كنت أجد في السابق فرقاً في الأذواق، ولكني اليوم لا اجد أي فرق على الأقل بالنسبة لتصاميمي لأن مجوهراتي فريدة ومتنوّعة. من ناحية أخرى، اختلف ذوق الجيل الجديد في كل انحاء العالم واصبح متقارباً وذلك بفضل مواقع التواصل الأجتماعية.

 

E.A: ما هي النصيحة التي تحب أن تقدّمها لكل من يرغب في دخول عالم تصميم المجوهرات؟

F.G: الثقة بالنفس... من الضروري أن يؤمن الشخص بنفسه وبقدراته. في مسيرتي، قابلت العديد من مصمّمي المجوهرات الجدد، ولكن عدم ايمانهم بأنفسهم وخوفهم جعلهم يعملون لدى العلامات الأخرى. من الضروري أن نؤمن بما نفعله، والاّ نستمع لكل من يقف ضد ناجحنا. فالاجتهاد والثقة بالنفس هما مفتاح النجاح. 

 

حاورته ندى قباني

المزيد
back to top button