سحر الأفلام مع هلا الحيد

تعرّفي على هلا الحيد ، صانعة رسوم متحرّكة ومخرجة أفلام مقرّها الرياض، وإحدى الموهبتين النسائيتين اللتين تعرضان لأول مرة على Netflix MENA كجزء من "مجموعة أصوات سعودية جديدة". تكلّمت إلى ELLE Arabia عن أحدث أفلامها المتحرّكة The Palm Witch "أم السعف والليف"، المستوحى من حكايات وذكريات طفولتها في المملكة العربية السعودية.

 

لطالما حلمت بعوالم خيالية. كنت أؤمن بالأبطال الخارقين والأكوان الموازية، وما زلت" تقول ، المخرجة وصانعة الرسوم المتحرّكة للفيلم القصير الثلاثي الأبعاد "The Palm Witch".

 

في مقابلة صريحة حيث تروي وراء الكواليس تحديات وأحلام فيلمها الأخير الذي عُرض مؤخراً في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في المملكة العربية السعودية، لم تتراجع هالة عن أي شيء.

 

تقول: "أنا من أشدّ المعجبين بالإثارة والتشويق. خلال مرحلة البحث، عدت إلى ذكريات طفولتي الأولى ووجدت أنّ أبرز القصص التي شوّقتني كانت تلك التي شاركها كبار السن في العائلة حول الأساطير. هكذا بدأ هوسي بـ The Palm Witch". بالنسبة لهالة، كان هذا يعني الغوص في الأرض وأساطيرها وخرافاتها، ودراسة الميتولوجيّات المختلفة حول العالم، والبحث للعثور على مرجع مرئي أو تمثيل للساحرة. وتعترف: "لقد أدركت خلال رحلتي هذه أنّ الساحرة لم تكن يوماً نجمة العرض"، وهكذا تطوّرت الحبكة، بناءً على سياق الخوف وكيف يؤثّر على الناس، ويجذبهم بفضول كبير.

"كطريقة لتكريم The Palm Witch، قبلت في النهاية فكرة أنّها ليست حاضرة بالمعنى البصري، ومع ذلك فإنّ روحها ترشدنا من خلال قصة الفتاتين الصغيرتين".

 

وبالحديث عن شيء لم تشاركه من قبل، تكشف هالة عن معاناتها الصحيّة الشخصية عندما دخلت المستشفى لمدة شهرين بينما كان المشروع قيد التنفيذ. "خضعت لعملية تحوّل كبيرة في حياتي بالتعامل مع مرض مزمن بعيداً عن وطني. لقد كانت حالة شبه قاتلة حيث تمكّنت من النجاة ولم أتقرّب من نفسي إلا خلال عملية التعافي. لقد تمكّنت من خوض هذه التجربة المؤلمة واستخدامها كقوة محفزة لإنهاء فيلمي في الوقت المحدد، والذي يمكنني الآن أن أقول إنّني أنجزته بنجاح".

 

تدور أحداث الفيلم حول صديقتين، سارة ونورا، وهي مستوحاة من الحكايات القديمة التي يرويها كبار السن في العائلة لضمان عودة أطفالهم إلى المنزل باكراً.

 

بالحديث عن تصميم الشخصية، تتخطى هالة الجماليات والأناقة. بالنسبة لها، الشخصيات المتحرّكة قابلة للتواصل وحقيقية، فهي تتعامل مع قضايا ومسائل مشتركة بين جيل الشباب اليوم.

 

"Miles Morales 2018, Spider-Man: Into the Spider-Verse by Sony Animation و Coraline 2009, the American Stop-motion Animated Dark Fantasy Horror Film، من بين الشخصيات المفضّلة لدي في الرسوم المتحرّكة في الوقت الحالي، أساساً لأنّ لديهم الكثير من العمق، وكلاهما يتعامل مع ديناميكيات الأسرة بمثل هذا التأثير".

 

باستخدامها الرسوم المتحرّكة كوسيلة إختارتها، تجد هالة نفسها تفكّر في القصص التي لم يشاركها جيلها بعد. كان التعامل مع هويتها كعربية متأثّرة بالغرب شيئاً اعتقدت أنّها بحاجة إلى إخفائه أو الشعور بالخجل منه، وقد انتهى الصراع الداخلي عندما تحوّلت إلى تطوير شخصيات متحرّكة لها نفس المشاعر للتواصل مع جمهور أوسع.

"من خلال كتابة القصص التي تحمل مشاعر عالمية، أتذكّر باستمرار أنّنا كبشر نتشارك نفس اللغة العاطفية في جميع أنحاء العالم". وبذلك، ترسم هالة قصة جديدة، قصة مليئة بشخصيات الرسوم المتحرّكة التي تحيي كل ما هو قديم وجديد، مُعاشٌ ومُختبر، محسوس وغير معلن.

 

ماذا بعد؟

"أعمل حاليًا كمخرجة رسوم متحرّكة بملامح سعودية أثناء تطوير مشروع فيلم رسوم متحرّكة قصير خاص بي ككاتبة ومخرجة. أنا أركّز بشكلٍ أساسي على المشاركة في القصص السعودية التي أستطيع أن أرى نفسي فيها".

المزيد
back to top button