حديث خاص مع الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي

معالي الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال (SIFF) والشباب و FUNN ـ وهي مؤسسة فريدة من نوعها مكرّسة لرعاية أجيال المستقبل من الفنانين الموهوبين في مجال الإعلام والسينما، وهي مدرّسة سابقة للغة الإنكليزيّة، لديها شغف بالفنون واللغة والسينما. تحدّثت إلى ELLE Arabia حول رؤيتها للشباب في البلاد وإيجاد المواهب ورعايتها.

 

ELLE Arabia: بماذا هذه النسخة التاسعة من المهرجان هي فريدة من نوعها وماذا تحمل لمستقبل الشباب؟

من خلال الأفلام التي يتمّ عرضها في مهرجان الشارقة السينمائي الدولي، تتمثّل رؤيتنا في تحفيز الإبداع والتفكير النقدي لجيل المستقبل. نقوم بذلك من خلال إثراء مهاراتهم في الفنون الإعلامية، من خلال ورش العمل والندوات، لتحفيزهم على إنشاء محتوى فريد ومشاركة خبراتهم من خلال مجموعة من الوسائط الجديدة. من السمات البارزة في الإصدار التاسع حدث Green Carpet حيث سيتمّ عرض ستة أفلام مختارة، يليها إجراء مناقشات مع طاقم الفيلم والفريق العامل لتعميق فهم الجوانب الموضوعية والفنية للفيلم. SIFF هو أيضاً فريد من نوعه بسبب فئة أفلام الأطفال والشباب التي تعرض أفلاماً يخرجها الأطفال، ويتمّ التحكيم في مسابقة الجوائز من قبل لجنة تحكيم مكوّنة من أطفال.

 

ELLE Arabia: كيف ساعدتك خلفيتك التعليمية في رؤيتك لرعاية صانعي الأفلام الشباب؟

درست اللغة الإنكليزية وآدابها، وفتح هذا ذهني على قراءة التاريخ والتعرّف على ثقافات متنوّعة حول العالم. ويعكس مهرجان الأفلام أيضاً هذه الروح لأنّه من خلال الأفلام المعروضة هنا، يوسع فهم الثقافات والعادات والحياة عبر العديد من البلدان. كنت مدرّسة لما يقارب الـ ١٠ سنوات قبل أن انضممت إلى FUNN وأصبحت جزءًا من SIFF. لقد كنت دائماً منخرطة مع الأطفال، وأنا مفتونة دائماً بكيفية تشكيل عقول الشباب بالقيم الصحيحة للسلام والتسامح والتفاهم أثناء نموّهم ليصبحوا مواطنين في العالم. تعتبر الأفلام طريقة رائعة لتعزيز أهداف طويلة المدى وذات مغزى في حياة الأطفال. الأطفال هم مستقبلنا، ومن خلال تنمية فهم الثقافات الأخرى وواقع حياتهم وتجاربهم، تشجّع الأفلام الأطفال على التفكير في العالم من حولهم.

 

ELLE Arabia: لماذا تعتقدين أنّ الأفلام يمكن أن يكون لها تأثير على الأجيال القادمة؟

الفيلم وسيلة تصل إلى القلوب والأرواح في كل مكان، وتبقى حية في أذهاننا لفترة طويلة بعد مشاهدتها. وعندما يتمّ تصوير الرسالة الصحيحة بالطريقة الصحيحة، فإنّها تلامس الأوتار الصحيحة وتلهمنا جميعاً. تقدّم الروايات من مختلف الثقافات أيضاً مجموعة متنوّعة من وجهات النظر التي تشجّع الأطفال على رؤية الصورة الأكبر ومراقبة الاحتمالات المتعدّدة لموقفٍ معيّن. فالأفلام تعرّضهم لواقع معيّن مثل النزاعات والحروب والأزمات الإنسانية وغير ذلك، حيث يتردّد صداها بقوة لدى الجماهير عند رؤيتها من خلال عدسة الكاميرا. من المؤكّد أنّ الفيلم الجيّد لديه القدرة على تغيير القلوب والعقول وإحداث تحوّلات في السلوك أو يؤدي إلى تغييرات أوسع في المجتمع. نأمل أن يستلهم الأطفال من أولئك الذين يرونهم على الشاشة وأن يتعلّموا منهم ليصبحوا عوامل تغيير بأنفسهم. غالباً ما كانت الأفلام مصدر ألهام: الأفلام التي تستكشف الاهتمامات البيئية، والأفلام عن صناعة الوجبات السريعة، وعن الجهود البطولية للأفراد والمجتمعات، والقصص الحقيقية لرجال الأعمال والشخصيات... فالأفلام غالباً ما كانت مؤثرة لناحية التغيير في المشاهدين والمجتمع الأكبر.

 

ELLE Arabia: ما هي رسالتك للأطفال الصغار الذين يتطلّعون إلى مشاركة قصصهم مع العالم؟

وما هي بعض التحديات الأكثر شيوعاً التي يجب أن يتغلّبوا عليها لتحقيق النجاح؟ السينما وسيلة قوية تؤثر على جميع أفراد المجتمع، والأطفال ليسوا استثناء. من خلال جلب أفضل السينما العالمية إلى الشارقة، نهدف إلى إطلاق العنان لتجارب غنية وتسهيل مواهبهم المحتملة في صناعة الأفلام. ورش العمل والنقاشات التعليمية لدينا تعلّمهم مهارات قيمة وتوفّر متنفّساً إبداعياً للأطفال والشباب للتعبير عن أنفسهم. تمنح فئة أفلام الأطفال والشباب في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أيضاً الجيل القادم من صانعي الأفلام الفرصة لعرض مواهبهم على منصة أكبر. مع التقدّم التكنولوجي، أصبح من السهل جداً على الأطفال والشباب الذين لديهم شغف واهتمام بصناعة الأفلام نقل اهتماماتهم إلى المستوى التالي. أحد التحديات الرئيسية التي لاحظناها هو كيف يجد بعض صانعي الأفلام الشباب أنّ الشغف الأولي يتلاشى عندما يدركون أنّه ليس لديهم فكرة عن كيفية تشغيل الأدوات المعقدة. وضع ميزانيّة هو قضية رئيسية أخرى لصانعي الأفلام الشباب، مثل العثور على الممثلين المناسبين والتعرّف على الكاميرا، وبرامج التحرير، وما إلى ذلك. هذا هو المكان الذي تحدث فيه برامج FUNN في SIFF كل عام فرقاً كبيراً لأنّها تساعد في صقل مهاراتهم وجعلهم واثقين من أنفسهم وفي إعدادهم لمساعيهم الإبداعية.

 

ELLE Arabia: هل بإمكانك شرح بعض أفضل التجارب التي أحدثت فرقاً لهذا الجمهور الشاب؟

في FUNN، نؤمن بأنّ كل شخص لديه قدرات إبداعية وأنّه يجب رعايتها في سن مبكرة لمساعدة الأطفال على اكتشاف مساراتهم الإبداعية الخاصة لتحقيق النجاح. تشجّع ورش العمل وبرامج التوجيه التي تنظّمها FUNN على مدار العام الشباب على التعبير عن أنفسهم بحرية والشروع في رحلاتهم الإبداعية الفريدة. يلعب الوالدان دوراً محورياً في رعاية اهتمامات أطفالهم. من خلال التحوّل من النهج التقليدي للتعلّم إلى نهج عملي أكثر متعة، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على النمو ليصبحوا بالغين أصحاء يتمتّعون بمستويات عالية من الإبداع. إنّ اللعب التخيّلي الذي من شأنه أن يثير فضولهم، وتعزيز الإبداع من خلال الفن لتوسيع خيالهم، وغرس عقلية النمو في الشباب سيحقّق فوائد على المدى الطويل.

 

ELLE Arabia: ما هي فلسفتك في بناء المواهب وفي إيجاد ومتابعة المواهب والمهارات؟

أعتقد أنّ كل واحد منا لديه القدرة على تطوير وتعزيز مواهبنا الإبداعية الطبيعية. الإبداع وسيلة للتعبير عن الذات. إنّه شيء يمكننا جميعاً تعلّمه وهو مهارة وعملية في نفس الوقت. لذا، ابدأي منذ الصّغر! ابحثي عن شغفك وجديه، وارعيه بالصبر وابحثي عن الأدوات والموارد المناسبة لبناء هذه الموهبة. الموهبة موجودة في كل مكان ولكن الفرص ليست دائماً في متناول الجميع. من خلال تسهيل التفكير الإبداعي غير المألوف من خلال ورش عمل وأنشطة FUNN على مدار العام، نأمل في إطلاق أفكار جديدة للأطفال والشباب في الشارقة والإمارات العربية المتحدة، ومساعدة جيلنا المستقبلي على اكتشاف إمكاناته الكاملة.

 

ELLE Arabia: ما هو SIIF؟

SIFF هو عبارة عن منصة للأطفال والشباب وهدفنا هو تعريف جمهورنا المستهدف بمزيج متوازن من الأفلام التي تقدّم محتوىً ترفيهياً ومثرياً وتعرّفهم على أماكن وأشخاص وثقافات مختلفة عن ثقافاتهم. نأمل أن يستلهم الأطفال من أولئك الذين يرونهم على الشاشة وأن يتعلّموا منهم ليصبحوا عوامل تغيير بأنفسهم.

يلعب الوالدان دوراً محورياً في رعاية اهتمامات أطفالهم. من خلال التحوّل من النهج التقليدي للتعلّم إلى نهج عملي أكثر متعة، يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على النمو ليصبحوا بالغين أصحاء يتمتّعون بمستويات عالية من الإبداع".

"السينما وسيلة قوية تؤثر على جميع أفراد المجتمع، والأطفال ليسوا استثناء. من خلال جلب أفضل السينما العالمية إلى الشارقة، نهدف إلى إطلاق العنان لتجارب غنية وتسهيل مواهبهم المحتملة في صناعة الأفلام. ورش العمل التعليمية ونقاشاتنا تعلّمهم مهارات قيمة وتوفّر متنفّساً إبداعياً للأطفال والشباب للتعبير عن أنفسهم".

المزيد
back to top button