المهندس سالم حميد المري: سنكتشف المريخ ﺑﺤﻠﻮﻝ العام 2021

قبل 50 عاماً أصدر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، صورة لطابع بريدي لتكريم وتقدير رجال وعلماء الفضاء، ومن هنا كانت بداية الحلم لينضم شعب الإمارات إلى مسيرة التفوق والتقدم في مجال علوم الفضاء وصولاً إلى المريخ.

حول انجازات الإمارات في المجال الفضائي وخطتها نحو المريخ، حاورت Elle Arabia المهندس سالم حميد المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في "مركز محمد بن راشد للفضاء".

 

Elle Arabia: بدايةً، بماذا تقيم حجم النجاح الذي وصلت له دولة الإمارات في مجال الفضاء؟

سالم حميد المري: وصلت دولة الإمارات لمرحلة متقدمة وناجحة في مجال الفضاء، إذ استطاعت خلال عشر سنوات إلى تأسيس قاعدة ومنصة متكاملة لصناعة الفضاء، وخلال السنوات الأخيره عملنا على إطلاق مشاريع طموحة، وأصبح لدينا أكثر من 120 مهندس ومتخصص، وتم تأسيس مختبرات تقنيات الفضاء التي تحتضن المشاريع الفضائية.

 

 

Elle Arabia:ماذا عن تأهيل الكوادر الوطنية وتشجيعهم على دخول في هذا المجال؟

سالم حميد المري: في البداية أثرنا إعتماد استراتيجية نقل المعرفة مع شريك "مركز محمد بن راشد للفضاء" الإستراتيجي – "ساتؤيك إنيشيتف" في كوريا الجنوبية، إذ سافر عدد من المهندسيين الإماراتيين إلى كوريا لتعلم وإكتساب مهارات تصنيع الأقمار الصناعية وتقنياتها. وفي أول مشروع قمر صناعي "دبي سات-1" كانت نسبة مشاركة المهندسين 30%، فيما "دبي سات-2" كانت نسبة المشاركة 50% واليوم وصلنا إلى مرحلة تصنيع قمر صناعي إماراتي بخبرات وكفاءات إماراتية خالصة وعلى أرض الدولة، بالإضافة إلى قيادة أول مشروع عربي واسلامي لإستكشاف كوكب آخر، "مشروع الإمارات لإستكشاف المريخ" – "مسبار الأمل".

 

ونحن نحث ونشجع الشباب الإماراتي على الدخول في عالم صناعة الفضاء، لأنه مجال واسع وغير محدود تدخل فيه إختصاصات عديدة، يمكّن الشباب والفتيات من إبراز قدراتهم وتفوقهم في قطاع متخصص والتطور على المستوى الشخصي، بالإضافة الى خدمة الدولة ومشاريعها التنموية وإثراء المعرفة البشرية.

 

 

Elle Arabia:حدثنا عن حجم إقبال أبناء الإمارات على هذا المجال؟

سالم حميد المري: في السنوات الأخيرة لمسنا إقبالاً ملحوظاً من أبناء دولة الإمارات ويظهر ذلك جلياً من خلال زيادة عدد من المهندسين في المركز، عدا عن شغفهم من خلال التواصل مع الطلاب والشباب، كل ذلك يبشر بالمستقبل الكبير بإذن الله.

 

 

Elle Arabia: ما هي أبرز إنجازات الإمارات في مجال الفضاء؟

سالم حميد المري: حققت دولة الإمارات إنجازات جمة، وأطلقت الإمارات إلى الفضاء الخارجي قمرين صناعيين للإستشعار عن بُعد، هما "دبي سات-1" في العام 2009 و"دبي سات-2" في العام 2013، كما أطلقت مشروع ثالث وهو قمر صناعي للإستشعار عن بُعد "خليفة سات"، ليكون أول قمر صناعي إماراتي يصنّع على أرض الدولة بخبرات وكفاءات إماراتية. وأود ان أشير إلى أن "خليفة سات" يعتبر من الأقمار الصناعية المتطورة لما يحتوي من تقنيات وتحسينات في انظمته ومكوناته.

 

ومن بين أبرز المشاريع الفضائية، إطلاق مشروع "الإمارات لإستكشاف المريخ" – "مسبار الأمل"، الذي سيصل ﺇﻟﻰ اﻟﻜﻮﻛﺐ اﻷﺣﻤﺮ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ 2021، ﺗﺰاﻣﻨﺎً ﻣﻊ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﺮﻭﺭ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻡ اﺗﺤﺎﺩ ﺩﻭﻟﺔ اﻹﻣﺎﺭاﺕ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤﺪﺓ. وكذلك مشروع أول مهمة "كيوب سات" – مشروع "نايف -1"، الذي عمل على بناءه وتطويره طلاب جامعات إمارتيون بإشراف من فريق عمل المركز، والهدف من هذه المبادرة التعليمية هو تدريب الشباب الإماراتي على جميع مراحل تطوير القمر الصناعي بدءاً بالتصميم ووصولاً إلى التصنيع والإطلاق.

 

كذلك، صاحب هذه المشاريع تطوير تقنيات لإجراء دراسات وتقارير بإستخدام الصور الفضائية للقمرين "دبي سات-1" و"دبي سات -2" ترصد التطورات والتغيرات الحاصلة في البنية التحتية مثل المباني وشبكة الطرق والغطائين المائي والنباتي وغيرها التي تفيد المؤسسات الحكومية والمشاريع التنموية في الدولة ...

 

أما من حيث البنية التحتية، تم إنشاء المرحلة الأولى من "مختبرات تقنيات الفضاء" المخصصة لتصنيع الأقمار الصناعية وتتضمن الغرفة النظيفة ومختبر ميكانكي وإلكتروني. ولعّل من بين أبرز الإنجازات، الرأسمال البشري المواطن المتخصص والذي نعتبره مصدر فخر للمركز والإمارات.

 

 

Elle Arabia:ماذا عن مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ؟

سالم حميد المري: يهدف مشروع "مسبار الأمل" إلى استكشاف كوكب المريخ من خلال فهم أعمق وأوسع للغلاف الجوي للكوكب، إذ سيجيب عن أسئلة علمية لم تتمكن المهمات السابقة من الإجابة عنها. وستتشارك المعلومات والبيانات التي سيرسلها المسبار مع المجتمع العلمي المهتم بالكوكب وإثراء المعرفة البشرية حول العالم. يقود مشروع "مسبار الأمل" فريق عمل إماراتي يزيد على 100 مهندس ومتخصص وباحث.

 

 

Elle Arabia: كيف يتم تأهيل وتدريب الموظفين والعاملين في مركز الفضاء.

سالم حميد المري: إن برامج التدريب والتأهيل والمشاركات في المؤتمرات الدولية يحصلون بصورة مستمرة ومتواصلة للقطاعين الهندسي والإداري. ونحن نعيش في عالم يتطور بصورة متسارعة وعلى المؤسسات أن توفر لموظفيها وفريق عملها كل ما يلزم لتمكينهم من تحقيق إنتاجية أكثر وإنجازات أكبر.

 

 

حوار رنا إبراهيم

 

المزيد
back to top button