الدكتور حسن كلداري: "أحب طب الجلد وأهوى الطب التجميلي"

حاز على شهادته من جامعة بوسطن / تافتس في الولايات المتحدة الأمريكية ونال منحة جراحية للأمراض الجلدية والليزر في جامعة كاليفورنيا - سان فرانسيسكو ، وهو حاليًا زميل الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية وعضو في العديد من اللجان من المجتمعات الدولية، بما في ذلك الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، وأمين الصندوق العام للجمعية الدولية للأمراض الجلدية، وكذلك عضو مجلس إدارة الرابطة الدولية لجمعيات الأمراض الجلدية ، وهي هيئة تمثل 100000 من أطباء الأمراض الجلدية في جميع أنحاء العالم.

 

Elle Arabia: ممكن أن تخبرنا عن إختيارك لهذا المجال؟ وهل كان هذا الإختيار تأثراً بالوالد لتكملة خطاه، أم أنه إختيار شخصي؟

الدكتور حسن كلداري: يعتقد الكثير من الشخاص أن السبب هو الوالد، لكن الوالد أعطاني فرصة لأتعرّف على هذا المجال منذ صغري ولكنه لم يكن أبداً السبب الأساسي. فمندذ صغري، كنت أطمح لأكون طبيباً. ولما دخلت كلّية الطب في أميركا، نصحني الوالد أن أتعرّف عن قرب على هذا الاختصاص وحين فعلت ذلك، وجدت نفشي أعشق هذا المجال. 

 

Elle Arabia: هل إعجبك العلاج التجميلي أكثر، أم العلاج الطبي؟

الدكتور حسن كلداري: حينما كنت طالباً، أعجبني المجال الطبي أكثر وبالأخص تفاعل المريض مع الطبيب لأن المريض يشتكي من شيء يمكنه أن يراه، وبالتالي يمكننا مراقبة تطوّر العلاج ومشاهدة كيف أن هذا العلاج يتفاعل مع المرض، على خلاف باقي الإختصاصات مثل أمراض القلب التي تحتاج إلى العديد من التحاليل قبل التشخيص وبعده للتأكّد من تجاوب المريض للعلاج. لكن في الأمراض الجلدية، يمكننا أن نرى عن قرب تجاوب المريض للعلاج. فعلى سبيل المثال، نصف للحساسية أو الصدفية مرهم أو دواء معين يمكن للطبيب والمريض مشاهدة نسبة الشفاء وتطور العلاج. وهذا أمر يريح كل من الطبيب والمريض.

 

Elle Arabia: تتشابه أعراض الأمراض الجلدية، هل يمكن للطبيب تشخيص المرض من خلال الفحص السريري فقط أو يحتاج إلى التحاليل؟

الدكتور حسن كلداري: ٩٠٪؜ من الأمراض يمكن التعرف عليها من خلال تاريخ المرض، حيث نستمع إلى المريض ونفحص العوارض الظاهرة الأمر الذي يسمح لنا بتشخيص المرض من خلال الفحص السريري. ولكن قد نحتاج في بعض الحالات إلى اللجوء إلى بعض التحليلات أو أخذ خذعة أي عينة من الجلد لمراقبتها عبر المجهر وللتمكّن من تشخيص المرض.

 

Elle Arabia: لقد أصبح طبيب الأمراض الجلدية متخصصاً بالتجميل، لكن لكل إنسان تفضيلاته المهنيه،. النسبة لك، هل تستمتع أكثر يتطور الطب التجميلي السريع أم بالعلاج الطبي التقليدي في مجال الأمراض الجلدية؟

الدكتور حسن كلداري: منذ صغري، وإضافةً إلى شغفي للطب، كنت أحب الفن وخصوصاً الرسومات، لذلك أعتبر التجميل من الأمور المحبّبة إلى قلبي وتحديداً التجميل الطبيعي. اليوم، يتشابه العديد من الأشخاص الذين قاموا ببعض العمليات أو العلاجات التجميلية لأن التجميل بات أشبه بطبعة واحدة تطبّق على الجميع. للأسف، يقرأ بعض الأطباء كتاباً معيناً أو يشارك في ورشة عمل معينة ويطبق ما إكتشفه على جمبع المرضى. لكن من المفروض على الطبيب أن يقوم بالتعديلات التي تناسب المريض نفسه. وجواباً على سؤالك، أجد نفسي أميل أكثر إلى الطب التجميلي من الطب التقليلدي لأنني أحسست أن هذا المجال يناسبني ويعجبني أكثر.

 

Elle Arabia: لدى النساء الجرأة في تجربة العلاجات التجميلة ومعظمها في الوجه ولكن تحدث أحياناً مضاعفات، فبرأيك، ما هو السبب في ذلك؟ هل هي المستحضرات المستخدمة أم خطأ من الطبيب أم عدم القدرة على التحكّم بتفاعل المادة بعد الحقن؟

الدكتور حسن كلداري: تحصل المضاعفات لعدة أسباب:

  1. المادة المستخدمة.
  2. طريقة الحقن.
  3. التقنية المستخدمة.

ولكن، ٨٠٪؜ من المشاكل التي تحصل يكون سببها الطبيب نفسه. مشكلتنا اليوم أن هناك بعض الأطباء الذين بفضلون تطبيق بعض التقنيات قبل التأكّد من قدرتهم على القيام بذلك وبمجرد أنها صيحة جديدة في عالم الطب التجميلي. على الطبيب أن يرفض القيام بأي إجراء في حال عدم قناعته بحاجة المريص إليه أو عدم تمكًنه من القيام به بطريقة حرفية، علماً أنه ينبغي علينا كأطباء أن نعرف متى نقول "لا" . فعلى سبيل المثال، يوجد أطباء لا يجيدون إستخدام تقنية الخيوط، ورغم ذلك يعمدون إلى إستخدامها لأنها صارت رائجة،ولأنهم لا يدركون خلفية إستخدامها، سوف تؤدّي إلى مضاعفات لحالة المريض من الضروري إصلاحها.

 

Elle Arabia: ماذا تعني هنا بالخلفية؟ أي أنه لم يتعلموا التقنية الصحيحة؟

الدكتور حسن كلداري: بالضبط. المفروض على الأطباء عدم تطبيق أي تقنية على المريض لا يجيدون إستخدامها. لكن، بما أن العيادات قد زادت وزادت معها عدد الأطباء، فيحاول كل طبيب أن يكون أكثر كفاءة من غيره وأن يؤمّن للمرضى خدمات طبية غير متوفرة عند الآخرين وقد يستخدم تقنيات لا يجيد إستخدامها. وهذا خطأ، لأنه يجب عبه أن يقول "لا" عندما لا يكون متخصصاً في إستخدام تقنيّة معينة. أنا شخصياً عنما يطلب مني المرضى إجراءً معيناً بعيداً عن إختصاصي، فأرفض ذلك وأطلب منهم التوجّه إلى طبيب متخصّ. 

لذلك المطلوب من كل طبيب أن يحدّد قدراته وأن يلمّ بكيفية استخدام الآلات الطبية المتوفرة لديه ومعرفة مؤهلاته، وتحويل المرضى الذين لا يستطيع علاجهم إلى أطباء متخصين.

 

Elle Arabia: هل تكفي ورشة عمل لتطبيق ما تعلمه الطبيب على المريض؟

الدكتور حسن كلداري: بالطبع لا. المشكلة هي أن بعندما يتخرّج الطبيب عليه السعي باستمرار لمعرفة التطوّرات الحديثة في عالم الطب. يشارك بعض الطباء في ورشة عمل واحدة ويعتقدون أنها كافية لتمكينهم من الحصول الخبرة. أي تخصّص يحتاج على الأقل سنة كاملة من الدراسة، الإضافة إلى العمل للعديد من السنوات، على الأقل خمسة، لبناء خبرة جيّدة. فورشة عمل واحدة لن تساعد الا في حال كان يتمتع الطبيب بالخبرة والخلفية لتساعده على إكتساب مهارات جديدة لإستخدامها لاحقاً، لكن الأساس هو الدراسة.

 

Elle Arabia: تحدث أخطاء كثيرة يتم اصلاحها بأخطاء أكبر. هل هناك رقابة على هؤلاء الأطبّاء؟ 

الدكتور حسن كلداري: الرقابة موجودة، لكن أصبحت أعداد الأطباء كبيرة وازداد حجمها حتى صار أكبر من الهيئات الرقابية التي تتدخل فقط عندما تتلقى الشكاوى.

 

Elle Arabia: كيف يمكن للمريض أن يعرف أن الخطأ بسبب به الطبيب أم مجرّد تفاعل طبّي؟

الدكتور حسن كلداري: ضمنياً، يعرف الطبيب الحقيقة ولكن من الصعب أن يعترف بخطئه. وهذا أمر مرفوض من الناحية الأخلاقية والمهنية. ينبغي على الطبيب الاعتراف بالخطأ والاعتذار من المريض، وبالتالي شرح كيفية معالجة الخطأ والخيارات المتاحة للمعالجة،و التي يمكن أن تنقسم إلى عدّة مراحل.

 

Elle Arabia: تتواجد اليوم العديد من الآلات الخاصة بشد الوجه ومعالجة الترهّل والتي تعد المرضىباستعادة الشباب في جلسة واحدة، فما رأيك بذلك؟

الدكتور حسن كلداري: على الطبيب تمعرفة رغبة المريض واختيار أفضل التقنبات للحصول على النتيجة المرغوبة سواءً عن طريق إستخدام الآلات أو تحويله إلى جرّاح متخصّص وبالطبع يعتمد ذلك على حجم الترهل في الوجه وحجم الشد المطلوب تحقيقه. علينا في جميع الأحوال توعية المريض وتحديد سبل المعالجة بأمانة وصدق. إذا كان هناك ضرورة للجراحة يجب أن نصارح المريض بأن الجراحة هي التي ستعطيه النتيجة التي يرغب بها وعدم تضييع وقته وماله على الجلسات لأنها غير مفيدة في حالته.

 

Elle Arabia: هل هناك مقاييس معيّنة لوجه الإنسان تحدّد سبل المعالجة؟

الدكتور حسن كلداري: هناك مدارس مختلفة لمقاييس الجمال، فالبعض يعتبر أنها هناك معيير ومقاييس معيّنة تحدّد الجمال وبالمقابل هناك مدرسة ثانية ثقول يجب أن لكل فرد مقايس خاصة ومعيّنة لجماله. في الواقع المدرستان صحيحتان. الإعتمادفقط على المقاييس يؤدّي إلى شكل مصطنع أقرب إلى دمية "باربي". من الطبيعي أن يكون هناك إختلاف ما بين طرف الشمال وطرف اليمين من الوجه، فاذا جعلنا الطرفين متساويين يصبح شكل الإنسان مثل شكل "السيارة" أو "الثلاجة" أو أي شيء جامد، لكن من الطبيعي وجود القليل من الإختلافات الطفيفة عند البشر. 
إذن، من الضروري الالتزام بالمقاييس بشكل عام ومن لكن يجب التسليم بأنه يوجد إختلافات طبيعية في التفاصيل التي يجب الحفاظ عليها للمحفاظة على الهوية الفردية، وعلى الطبيب شرح هذه المسألة بوضوح للمريض. فإذا عمدنا إلى جعل طرفي الوجه متماثلين، فنحن نبتعد كل البعد مفهوم الجمال الطبيعي.

 

Elle Arabia: هل تلغي مواد الحقن الجديدة المستحضرات القديمة؟ وهل هذا يعني أن المواد القديمة كانت خطرة؟

الدكتور حسن كلداري: ​​​​​​​المستحضرات الجديدة هي تكملة نسخة متطوّرة للمواد القديمة والتي لم تكن خطيرة على الإطلاق، بل إن التطور جعل مدتها تدوم أطول، كما سمحت لنا المستحضرات الجديدة بحقنها في اماكن مختلفة، فعلى سبيل المثال، نحقن المواد الخفيفة تحت العين، فيما نحقن المواد الأسمك في الخد. في الماضي، تخيّلي أننا نرسم لوحة باستخدام لون واحد واليوم أصبح لدينا العديد من الألوان، كذلك بالنسبةللمواد الحديثة. 

 

Elle Arabia: ما هي النصيحة التي تعطيها للمرأة قبل أن تبدي موافقتها للطبيب على عملية الحقن؟

الدكتور حسن كلداري: ​​​​​​​أولاً يجب أن عليها إدراك التوقعات المرجوّة من العلاج، ويجب أن تعلم أن الطبيب ليس ساحراً. ثانياً، عليها التأكّد من مؤهلات الطبيب قبل زيارته، والأمر الثالث والأخير يجب أن لا تنجرف بما تشاهده على وسائل التواصل الإجتماعي، لأنها قد لا تحتاج إلى التقنية التي تأثرت بها من خلال السوشل ميديا، خصوصاً أنه يتم الترويج لتقنيات معينة تصبح بمثابة موضة رائجة.

 

Elle Arabia: نلاحظ اليوم العديد من الأطباء الذي ينصحوا بإستخدام الحقن في مناطق عديدة من الجسم بدلاً من العمليات الجراحية. هل تنصح بذلك؟ أم أنه حل مؤقت؟

الدكتور حسن كلداري: ​​​​​​​يعود ذلك إلى توقّعات المريض نفسه. على الطبيب فهم تماماً توقعات المريض. يحاول بعض الأشخاص تفادي إجراء عملية جراحية،لأن العملية بحاجة إلى فترة نقاهة، حيث أن عملية الأنف تحتاج إلى فترة حوالي ستة أسابيع من النقاهة، لكن الورم يحتاج إلى حوالي سنة كي يزول نهائياً. فإذا كانت المريضة لا ترغب بإجراء عملية جراحية، على الطبيب تقديم الخيار الثاني وهو الحقن، مع إعطائها شرحاً كاملاً عن هذه التقنية لا سيما أنها تدوم لفترة معينة وبالتالي ستحتاج بعد هذه المدة لإجرائها مرة ثانية. وفي حال ارتاح المريض أكثر لعملية الحقن وتقبلّها نباشر بالحقن. أما إذا كان للمريض توقعات أخرى وغير واقعية مثل تصغير الأنف، ففي هذه الحالة على الطبيب عدم إدخال المريض في هذه المتاهات لأنها مجرد مضيعة للمال والوقت.

 

Elle Arabia: ما هي المستحضرات التي يمكن استخدمها لتأخير علامات الشيخوخة والحماية من أضرار الشمس وكل ما هو مضر بالبشرة؟

الدكتور حسن كلداري: ​​​​​​​أنا من النوع الذي يحاول تبسيط الموضوع، فالمرأة تدخل إلى الصيدلية وأمامها أعداد كبيرة من المستحضرات الطبية الخاصة بالبشرة، وهي لا تدرك ما يناسب بشرتها، لذلك يجب عليها أن تعرف نوعية بشرتها. فإذا كانت البشرة جافة على سبيل المثال فإن ثمة علاج يستخدم في الصباح وفي المساء، وفي فترة النهار، كما انها تحتاج الى كريم واقي من الشمس، علماً أن ليس كل واق مثل الآخر، وبالتالي كل نوع بشرة يحتاج إلى نوع محدّد من الواقي الشمسي. ومن الضرورة أن تغسل المرأة وجهه صباحاً ومساءً، وا في الليل تطبيق كريم يحتوي على مادة الريتينول الذي يساعد على تقشير البشرة بشكل خفيف جداً. وهناك أيضاً مستحضرات يمكن زيادتها مثل الفيتامين س مع الواقي الشمسي، مما يساعد أكثر على الوقاية من تأثيرات الشمس على الوجه.

 

Elle Arabia: هل تنصح بال Prp والسكارلت؟ وكم مرة يمكن العمل بهما؟ وما مدى فائدتهما للبشرة؟

الدكتور حسن كلداري: ​​​​​​​استخدم اطباء العظام تقنية ال Prp في الماضي و‘لى اليوم كعلاج لأمراض جسدية وغير جلدية مثل داء المفاصل. ولكن، وأكّ>ت الدراسات التي أجريت على مدى تأثيرها على نضارة ورونق الجلد أنها أكثر فعالية لدى النساء من الرجال وانها مفيدة لصحّ’ الشعر أكثر من البشرة. ولذلك يجب على الطبيب أن يصارح مريضه بذلك. وتختلف الاستفادة من شخص إلى آخر باختلاف تركيبته البيولوجية، لذلك من الصعب ضمان نفس الاستفادة للجميع. وأنا شخصياً لا انصح باستخدامها للنساء في سن العشرين لأنها ليست بحاجة اليها، ولكنّها فعّألة جدّاً للمرأة فوق سن الأربعين. يجب توعية المريض وتوضيح الإيجابيات والسلبيات من جراء إستخدام تلك التقنية، وترك الخيار له. وفي حال حصول أية مضاعفات أو مشاكل يجب أن يكون الطبيب هو المسؤول وأن يتولى المعالجة، شرط أن يكون مستعداً لتحمّل المسؤولية.

 

Elle Arabia: كلمة أخيرة تود توجيهها

الدكتور حسن كلداري: ​​​​​​​من الأشياء المهمة أن لا ينجرف الناس في كل ما هو رائج، حيث أن المرضى يصرّون على الأطباء في إجراء حقن معيّنة أو علاج معين. في هذه الحالة على الطبيب عدم الانصياع لذلك، بل يجب عليه توعيتهم لما يجب اعتماده وما يجب الابتعاد عنه. ويجب على الإنسان في نهاية المطاف أن يتقبّل عمره. فمن المستحيل العودة بالشكل عشرين سنة إلى الوراء. علينا تقبّل شكلنا في جميع مراحل الحياة. لكل سن جماله والمبالغة في الحقن وفي عمليات التجميل يؤدّي إلى شكل غير طبيعي.

 

>>> ترقبوا المزيد من المعلومات والنصائح الطبّية والتجميلية الي سيقدّمها د. حسن كلداري حصرياً على ELLE Arabia كل أثنين وجمعة

 

حاورته ندى قبّاني

المزيد
back to top button