الإعلامية دلال معوّض: صوت من لا صوت لهم!

الإعلامية اللبنانية صاحبة مسيرة مهنية حافلة رغم صغر سنها. فقد إكتشفت موهبتها منذ طفولتها حينما كانت تدون يومياتها ومشاعرها البريئة، مما دفعها للإنتقال الى نيويورك للحصول على ماجيستير في الصحافة المرئية، لتبدأ عملها الإحترافي كمراسلة حرة، ثم إنضمت الى محطة ال Lbc، بعدها إنتقلت الى فريق الإعلام في مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة. أما اليوم فهي تعمل كمنتجة ومراسلة للمفوضية المذكورة.

 

كان ل Elle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء الشيق معها.

 

Elle Arabia: حدثينا عن بدايتك، كيف ولماذا إخترت هذا المجال؟

لطالما أردت أن أكون صحافية منذ صغري. وكنت أعشق الكتابة كوسيلة للتعبير عن مشاعري، وتدوين يومياتي ومغامراتي كطفلة.

كتبت أول مقال لي في الحادية عشرة من عمري، نشر في مجلة المدرسة، وكان حول زيارة قمنا بها لاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. منذ البداية أردت أن أكون صوت الذين لا صوت لهم، الفئات المهمشة والمستضعفة. وكان اهتمامي بالمواضيع المتعلقة بحقوق الانسان والحريات والبيئة، وهي مواضيع منسية في الاعلام العربي.

 

مسيرتي في الاعلام بدأت في نيويورك بعد حصولي على شهادة ماجيستير في الصحافة المرئية من جامعة كولومبيا، واختير المقال الذي كتبته عندها للحصول على الماجيستير من بين نهائيات جائزة سمير قصير لحرية الصحافة.

 

بعدها عملت كمراسلة حرة لفترة وجيزة مع صحيفة New York Times في تغطية الحرب في سوريا. ومن ثم انضممت الى اسرة الاخبار في قناة الجزيرة الانجليزية في الدوحة لمدة سنة، ومن ثم عدت الى لبنان وعملت كمراسلة لقناة ال LBCI، حيث قمت بتغطية مواضيع تتعلق بحقوق المرأة واللاجئين والاقليات، قبل أن انتقل الى فريق الاعلام في الامم المتحدة، تحديداً في مفوضية اللاجئين. وأنا اليوم أعمل كمنتجة ومراسلة لهم، اعد أفلام وتقارير حول وضع اللاجئين والنازحين في الشرق الاوسط.

 

 

Elle Arabia: ما رأيك بالصحافة اليوم؟ وبتأثير مواقع التواصل الإجتماعي في هذا المجال؟

الصحافة تمر بأزمة هي أزمة انتقالية، لكنها قد تؤدي الى نهاية العديد من الوسائل الاعلامية التقليدية التي نعرفها، اذا لم تستطع تخطي الازمة والتكيّف مع واقع الاعلام الجديد. الازمة مادية وأخلاقية، ولكل منهما تأثيرها على الأخرى. فمع ولادة مواقع الاعلام الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، لم تعد وسائل الاعلام التقليدية تحتكر الوصول الى المتابع ونشر الاخبار، بل باتت أمام نوع جديد من المنافسة. ناهيك عن أن الازمة المالية التي ترافقت مع ذلك، وبالتالي أثرت على تمويل الاعلام وعلى المضمون والاستقلالية.

 

وقد خسرت بعض وسائل الاعلام المستقلة اليوم، الكثير من الجودة بغية التنافس على عدد القراء وال clicks. لكن أنا لا أؤمن ان وسائل التواصل الاجتماعي وحدها هي السبب في أزمة الاعلام. قد تكون المقاييس والاداة قد تغيرت، ولكن لو تكيفت وسائل الاعلام مع هذا الواقع الجديد، لكانت وصلت إلى النجاح.

 

الاخبار تتناقل بشكل سريع جداً، حيث بامكان الصحافي او الوسيلة الاعلامية نشر الاخبار فوراً، وهذا أمر جيد ومفيد. كما انها اداة قد يلجأ إليها الصحافي للوصول الى مصادر جديدة. ولكن الخطر هو الانجراف وراء الاخبار المزيفة وغير الدقيقة، وهي كثيرة في زمن وسائل التواصل الاجتماعية. لذلك، يجب الحذر والالتزام بمعايير الصحافة التي نعرفها في التدقيق ونشر الاخبار.

من حسنات السوشيل ميديا ايضاً، امكانية التواصل والتفاعل مع المتابعين، ونشر العمل الصحافي لاكبر عدد منهم.

 

 

Elle Arabia: البعض يعتبر أن مصير الصحافة الورقية مهدد. ما تعليقك؟

كما ذكرت سابقاً، نحن نعيش مرحلة انتقالية يتغير خلالها شكل وواقع الاعلام. الصحافة الورقية المطبوعة انتهت، فالاعلام بات رقمياً digital. ولكن هذا لا يعني ان الصحافة المكتوبة انتهت، بل هي تأخذ شكلاً جديداً. وعلى وسائل الاعلام التقليدية، التكيف مع الواقع الجديد، للتأقلم والاستمرار بالنجاح.

 

 

Elle Arabia: ما الذي يميزك عن غيرك من الصحفيين؟

لكل صحافي ميزاته وأنا لا أستطيع أن أتكلم عن ميزاتي. هذا يعود الى المتابعين لعملي، ولكن كما سبق وذكرت، فانا من الصحافيين الذين يهتمون بالفئات المنسية في مجتمعنا، بمواضيع العدالة الاجتماعية وغيرها من المواضيع المنسية. فلا تجذبني السياسة، ولا أريد ان اكون صوت السياسيين، بل صوت الناس.

 

 

Elle Arabia: من خلال مهنتك ما هي الرسالة التي تحبين أن توجهيها للمرأة العربية وللعالم أجمع؟

أنا أؤمن ان علينا كنساء عربيات كسر الصورة النمطية التي فرضها علينا المجتمع.

أنا زوجة وأم لطفلة عمرها سنتان، ولكن ذلك لم يمنعني يوماً من العمل وتحقيق طموحي، والبحث عن دور فعال في المجتمع. دورنا كنساء لا يقتصر على ان نكون زوجة او اماً. علينا أن نؤمن أولاً بأننا أكثر من ذلك بكثير، وأننا كالرجال قادرات على الانتاج والوصول الى أعلى المناصب، والمساهمة في الاقتصاد والمجتمع. عندها بامكاننا ان نغيّر فعلاً هذه الصورة النمطية، فأنا اثق بقدراتنا وجدارتنا.

 

 

Elle Arabia: ما رأيك بالمرأة العربية اليوم، وما الذي يميزها عن المرأة الغربية؟

لا احب التعميم ولا المقارنة. أنا معجبة بالعديد من النساء العربيات اللواتي حققن تغييراً فعلياً في مجتمعهن، لكنني أدعو المرأة العربية الى المزيد من التحرر والاستقلالية، الى كسر الحواجز الذكورية، والى الاهتمام بالدور الذي تلعبه في المجتمع. عليها أن تتخطى الاهتمام بالمظهر الخارجي والموضة والعائلة والمنزل.

 

 

Elle Arabia: ما هو سر نجاح وإستمرارية دلال؟ وما هو مفتاح النجاح بالمطلق؟

المثابرة هي المفتاح. من دونها لا نجاح ولا استمرارية. الثقة بالنفس مهمة ايضا في مجتمعاتنا الذكورية.

 

 

Elle Arabia: مشاريعك المستقبلية؟

أحاول ان اخوض مجال الافلام الوثائقية الطويلة.

 

 

Elle Arabia: هل أنت راضية عن ما حققته، وما هو سقف طموحك؟

طبعاً لا. اعتبر انني ما زلت أواصل مسيرتي المهنية، ولا سقف لطموحي.

 

 

Elle Arabia: حكمة أو مقولة تمثلك؟

لا يرى المرء رؤية صحيحة إلا بقلبه، فإن العيون لا تدرك جوهر الأشياء‎ - من كتابي المفضل "الأمير الصغير" - "The Little Prince". 

 

 

Elle Arabia: كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia

ثق بنفسك وارفع صوتك!

 

 

حاورتها فدى رمضان

المزيد
back to top button