B من أجل بيروت

أطلقت علامة "بولغري" مبادرة لجمع التبرعات للمساعدة في الحفاظ على استمرارية برنامج التعليم التابع لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، حيث ترك الانفجار المدمر الذي ضرب بيروت في الرابع من أغسطس/آب آثاراً دراماتيكية اجتماعية واقتصادية على العديد من العائلات اللبنانية، بالإضافة إلى أزمة انتشار وباء كورونا.

 

لذلك، تعاونت علامة "بولغري" ومنظمة "أنقذوا الأطفال" في حملة "B لأجل بيروت" لجمع التبرعات وتوفير فرص التعليم والتعلم الاجتماعي-العاطفي للأطفال والشباب الأكثر ضعفاً في لبنان.

 

انطلقت المبادرة في منتجع بولغري دبي في الرابع من تشرين الثاني، حيث الاحتفال نحو 80 وسيلة إعلام دولية، وعدد من قادة الرأي الكبار وأصدقاء علامة بولغري التجارية، خلال حفل عشاء خاص أعدّه الشيف الإيطالي الحائز على ثلاث نجوم ميشلن، نيكو روميتو في مطعم "إل ريستورانتي – نيكو روميتو" الذي يحمل اسمه، وسوف تخصص جميع عائدات المطعم خلال الأسبوعين التاليين للحفل لحملة "B لأجل بيروت".

 

 

علاوة على ذلك، ولدعم مبادرة جمع التبرعات، سيتم إطلاق فيديو على قنوات بولغري الرقمية الرسمية يشارك فيه أكثر من 20 من أصدقاء بولغري، الذين تبنوا المبادرة وانضموا إلى بولغري و"أنقذوا الأطفال" في دعوتهم للعمل من أجل استدامة مشروع مبادرة "B لأجل بيروت".

 

وفي هذه المناسبة، أجرينا هذا اللقاء الحصري مع مدير الإعلامي في منظمة "إنقاذ الإطفال" Save the Children أحمد بيرم ليحدّثنا بالتفصيل عن برنامج الاستجابة الطارئة لمنظمة "أنقذوا الأطفال" الذي تموّله "بولغري" والذي يهدف إلى تقديم تعليم غير رسمي لـ600 من الأطفال غير المنتظمين في مدارس، و380 طفلاً مهددين بالخروج من المدارس الحكومية، من خلال دروس إغنائية تملأ الفجوة التعليمية عند هؤلاء الأطفال.

 

ELLE Arabia: حدّثنا عن بدايتك وكيف اخترت هذا المجال؟

أحمد بيرم: بدأت عملي في منظمة "إنقاذ الطفل" منذ عام 2016 واليوم أنا مدير الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط. خبرتي أولاً كانت في لبنان في العمل الانساني في مجالان مختلفة، ولكن معظمها كان يتعلّق بالاستجابات الخاصة بالحلات الانسانية الصعبة، مثل أوضاع اللاجئين. طبعاً تغير الوضع بعد الأزمات المتعدّدة التي مرّ بها لبنان في السنوات الأخيرة وفي السنة الأخيرة على وجه التحديد، منذ بدأ انهيار الوضع الاقتصادي، حيث ازداد التركيز على الاطفال اللبنانيين.حالياّ، أنا مسؤول على أكثر من دولة وليس فقط لبنان، حيث أغطي الاحتياجات الانساية المختلفة ل 15 دولة في الشرق الأوسط وشرق أوروبا، لتوصيل صوت الاطفال للعالم.

 

ELLE Arabia: أخبرنا أكثر عن البرنامج التعليمي المدعوم من علامة "بولغري"

أحمد بيرم: المشكلة التعليمية في لبنان قديمة جداً، فلدينا حوالي 500 ألف طفل لا يتلقون دراستهم لأسباب إقتصادية، حيث يرسل الأهل أطفالهم إلى العمل في الحقول الزراعية بدلاً من المدارس خاصةً في القرى اللبنانية. وزاد هذا التغيّب مع ازدياد حدّة الحالة الاقتصادية وعدم قدرة الأهل على دفع الأقساط المدرسية أو حتى تأمين الزي المدرسي لأطفالهم. وبالتالي، تمّ تحويل الطلاب من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية. بعد انفجار المرفأ، تأثري أيضاً العديد من المدارس، مما حوّل الأزمة من أزمة اقتصادية إلى أزمة بنية تحتية، وزادت عليها أزمة فيروس كورونا، مما أدّى إلى إزدياد عدد تغيّب الأطفال عن المدارس وعدم تلقي التعليم.

من ناحية أخرى، وبما أن نظام التعليم اليوم أصبح عن بعد، فيحتاج اليوم الأطفال إلى أجهزة كومبيوتر أو حتى مجرد هواتف لمتابعة دراستهم، الأمر الذي أضاف ضغوطات أخرى على الاهل وثغرة كبيرة في التعليم، بالأخص عند الفتيات، لأن الأولوية تعود دائماً للذكور في مجتمعاتنا، مما قد يؤدّي إلى حالات أخرى، مثل الزواج المبكر وعمل الأطفال. 

فمن خلال هذا البرنامج الذي تدعمه علامة "بولغري" سنتمكّّن من توفير فرصة التعليم غير الرسمي ل 600 طفل خارج المدارس، وتغطية احتياجاتهم التعليمية، يتضمّن منهاج تعليم أساسي يوفّر لهم الفرص التعليمية وتجهيزهم للدخول إلى المدرسة في السنة القادمة. كما نقدّم المساعدة للاطفال الذين تراجعة دراستهم، الأمر الذي يضعهم في خطر الخروج من المدارس بسبب التأخّر التعليمي.  

 

ELLE Arabia: كيف تمّ التعاون مع علامة "بولغري"

أحمد بيرم: تعاوننا مع علامة "بولغاري" و "Save the Children" بدأ منذ عام 2009، حيث نؤمن بالتعليم كهدف أساسي وهو السلاح الوحيد في الحياة. يركّز هذا التعليم على تأمين الفرص التعليمية، واليوم، ومع ازدياد الحاجات التعليمية في لبنان، لأنه التعليم هو الخلاص الوحيد من هذا الواقع المرير. لذلك، فهدفنا إعطاء الأولوية للتعليم للأطفال والفتيات.

 

ELLE Arabia: على أي أساس يتم اختيار الأطفال؟

أحمد بيرم: يتم انتقاء الأطفال من خلال البرامج التعليمية الجارية والمدمجة في منطقة بيروت وجبل لبنان، بمعنى أنه أننا نعمل مع عائليات فردية. وبعد انفجار المرفأ، تهجّرت العديد من العائلات، والتي تتبعتها منظمة "Save the Children" بالإضافة إلى اللوائح التي تصلنا من منظمات أخرى، حيث يتم عادةً تقسيم الأدوار بين المنظمات.

 

ELLE Arabia: ما هي البرامج التي تقدّمها المنظمة؟

أحمد بيرم: تنقسم برامجنا التعليمية إلى ثلاثة أقسام:

  1. البرامج التأسيسية، مثل البرنامج المدعوم من علامة "بولغري"، الذي يهدف إلى تأسيس الأطفال بين عمر 5-7 سنوات لدخول المدارس.
  2. برنامج الالتحاق، والذي يركّز على ضمان بقاء الأطفال في المدارس ومساعدتهم من خلال برامج الفروض المدرسية حيث يتم تدريب ممعلمين ومعلمات مؤهلين لمساعدتهم في فروضهم المنزلية ومنهج الدراسة.
  3. البرنامج التحضيري للأطفال ما قبل عمر الدراسة (4-6 سنوات) ، أي الحضانة، حيث لا يسمح نظام التعليمي في لبنان بالالتحاق في المدرارس في الصف الأول الابتدائي قبل اتمام السنتين التحضيريتين الأوليتين.  

جميع هذه البرامج تعتمد على نظام التعليم من بعد، الأمر الذي يمثّل تحدياً في حد ذاته في لبنان، حيث لا يوجد نظام التعليم المنزلي. لذلك، يتمّ تدريب الاساتذة والمعلمات وتهيئة الظروف وتأهيل الأهل أيضاً.

 

ELLE Arabia: ما هي الصعوبات التي تواجهونها في لبنان بالتحديد؟

أحمد بيرم: الصعوبات كثيرة ويتعلّق معظمها بالبنية التحتية والتكنولوجيا. لذلك، نبدأ دائماً بتحضير الأهل نفسياً ومعنوياً وتمكينهم من توفير المتطلبات الأساسية للتعليم عن بعد، مثل اجهزة الكمبيوتر وحتى بطاقات تشريج الانترنيت. يواجه الأهل أيضاً الكثير من الصعوبات، مثل توفير الأجواء اللازمة للدراسة في منازل صغيرة حيث نزحت العديد من العائلات من منازلها، واليوم يعيش أكثر من عائلة في بيت واحد. يزيد هذا الضغط الاجتماعي والاقتصادي مشكلة التعليم في لبنان حيث لم يعد من الأولويات. لذلك، نركّز نحن اليوم مع علامة "بولغري" على توعية الأهل على أن التعليم هو مصدر قوة وأساس الاقتصاد والحياة الاجتماعية، لذلك، من الضروري توفير هذه الفرص للأطفال في لبنان في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى. 

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد
back to top button