موت ليلى: حفل، رقص، رثاء، كيف؟

بعد مرور سنة على عرضه الأول "فاطمة"، يقدم علي شحرور عرضه الثاني بعنوان موت ليلى" من الخميس إلى السبت لغاية ٢٩ مارس/ آذار الحالي، على مسرح المدينة في الحمراء، بيروت. حضرنا العرض وكان لنا هذه المقابلة مع شحرور، للحديث عن الموت، الرقص، الرمزيات، الرثاء والمسرح. 

 

مرحبا علي، ما بين "فاطمة" و"موت ليلى"، عامٌ وموضوع مشترك. لماذا الرثاء والموت؟

صحيح. إن الموت والرثاء وما يدور حولهما من تقاليد موضوع بحثي الخاص، إذ أنه يتناول الجسد، والجسد في العالم العربي حقيقي جداً مع نفسه لا سيّما في إطار الموت والعزاء وطقوس الندب. هذا الموضوع عزيز على قلبي إذ أنني متآلف معه في بيئتي العائلية والمجتمعية. ثانياً، هو موضوع يسمح لي بالتفلّت من العام والرجوع إلى الحميم، إذ أن الناس، على اختلاف خلفيّاتهم الدينيّة، يتساوون في الموت. 

 

من هي ليلى؟ ولماذا اخترتها هي لتكون "بطلة" العرض؟

ع.ش.: ليلى (شحرور) هي قريبتي، إبنة عم أبي. وأردتها في المسرحية لأنها هي نفسها ندّابة، وقصّة حياتها محاطة بالموت. فقد توفّي أخوتها الأربعة، والدتها، أختها الكبيرة، والدها وزوجها. فلم يبقَ لديها سوى الندبيّة والعتابا رفيقتها في الوحدة وعزائها في حالات الشوق القصوى للغائبين عنها. في المسرحيّة، ليلى (التي حافظت على اسمها الفعلي في المسرحية) تخبر قصّتها للجمهور. وهي قصّتها فعليّاً. 

 

هي ليست المرة الأولى التي عملت فيها مع راقصين غير محترفين، ولكن هنا أنت تعمل مع شخص (ليلى) بعيد جدا عن المسرح وعن الرقص. كيف كان التحدي؟

كان العمل صعباً جداً، مما جعله مثيراً للإهتمام حقّاً. فليلى لديها إيقاعها الخاص ونمطها الذي تتبعه دون بالضرورة من أن يكون نمط البقية من المشاركين في العرض. أردت قدر المستطاع أن تبقي على عفويّتها وفي نفس الوقت ألا تخرج عن إيقاع المسرحية ككلّ.

 

بدأت في عرضك السابق بعمليّة البحث في الرقص المعاصر ذات الهوية العربية. هل تستكمل هذا البحث في "موت ليلى"؟

بالطبع. هذه إحدى ركائز البحث. وما وجدته هنا هي الحكة المبنية على العفوية وأصل انبعاثها ونوعها الخام. وهذا مكمّل لما وجدته في العرض الأول. وأكيد سيُستكمل البحث عنه وفيه في العرض الثالث.

 

العرض الثالث؟ إذاً أنت في صدد تقديم ثلاثية لعرض راقص في الموت وطقوس الرثاء؟

صحيح. "موت ليلى" هو الجزء الثاني من الثلاثية. والجزء الثالث سيكون بعد عام تقريباً من الآن. 

 
المزيد
back to top button