أقامت دار الفنون القادمة من الكويت لقلب القاهرة معرضاً فنياً رائعاً. فبالتعاون المشترك بين دار الفنون وكريستيان عبد الله، رئيس مجموعة Marmonil، والشريك الإعلاني الرسمي El Beit Magazine قدمت دار الفنون لضيوفها ليلة من الأحلام التي تحتفل بالفن والتعبير عن الذات والإبداع.

 

فمنذ تأسيس دار الفنون في العام 1992 وهي تلعب دوراً كبيراً في الترويج للفنون المحلية والشرق أوسطية، هذه الفنون التي ستظل دوماً فعالة وساحرة ومطلوبة في دنيا الفن.

 

عنوان المعرض "Waking Up" تم استلهامه من فكرة الخروج عن المألوف في استخدام خامات وأدوات الرسم، وإنتاج الحركة في الأعمال الفنية باستخدام عناصر من بيئتنا الطبيعية التي نعيش فيها. أستضافت Marmonil المشهورة بتحويل صخور باطن الأرض إلى إبداعات فنية مذهلة، الحدث الفني في مصنعها الكائن في مدينة نصر. وقامت دار الفنون وفنانوها: "فادي يازجي"، و"أميرة بهبهاني"، و"وليد طاهر"، و"كايرو لومومبا" بتحويل جزء من المصنع إلى معرض فني جمعت فيه بين عالمي الأحلام والخيال وقدمت عرض غير من المنظور العام للفنون، وبث الروح في كل قطعة فنية عرضت فيه.

 

اتقن المخرج عيسى محمد استخدام عناصر مثل أشكال الخطوط، والألوان المختلفة، والمساحات، ليمنح اللوحات القدرة على الحركة. وقد أكد عيسى محمد في هذا العرض على الحركة كمبدأ أساسي من مبادئ الفن. فكثيراً ما يلجأ الفنانون إلى اضفاء اللمسات التي توحي بالحركة وتضيف رونق الحياة على أعمالهم الفنية. خاصة في أعمال الرسم على القماش.

 

كلفت دار الفنون فنانيها الأربعة بمهمة العمل في مساحة مربع أبعاده عشرة أمتار في عشرة أمتار مقسم إلى سبعة أجزاء، ليعبر كل منهم عن مشاعره وعلاقته مع القماش القطني المصري. وعندما تم تعليق لوحاتهم السبعة جنباً إلى جنب على سقف المصنع وبدأت اللوحات تتأرجح في الهواء دبت الحياة في اللوحات ومنحت مشاهديها إحساساً جديداً ومختلفاً عن الكيفية التي ننظر بها للفنون على وجه العموم.

 

"Waking Up"، العرض الأخاذ، تم التركيز فيه على كسر القواعد المتعارف عليها في مجال الرسم. عن طريق إضفاء الحركة على الأعمال الفنية باستخدام العناصر المتحركة بطبيعتها في البيئة التي نعيش فيها. وبما أن اللوحات بطبيعتها غير متحركة، على عكس بعض الأعمال الفنية الأخري، كالأفلام السينمائية مثلاً، كان على الفنانين المشاركين استخدام طاقتهم الإبداعية لأقصى حدودها ليمنحوا ضيوف المعرض الإحساس بالانغماس التام في سحر إبداعاتهم، وقد نجحت دار الفنون في هذا إلى أقصى الحدود.

 

ملأ المعرض ضيوفه بالإحساس بالتواجد داخل حلم، حيث اتخذ الضيوف طريقهم بين الستائر البيضاء الجميلة المعلقة حتى دخلوا إلى غرفة عرض القطع الفنية الراقصة، ومع استماعهم لجملة "من أجل أيام القطن" التي ترددت مع الموسيقى المصاحبة للعرض سافر الحاضرون إلى عالم آخر. كل هذه العناصر مجتمعة ومضافاً إليها تغير ألوان الإضاءة، أضفت البهجة على نفوس الحاضرين الذين تمتعوا بمشاهدة قطع فنية حية تتنفس وتتحرك على نحو لا يمكن أن يحدث إلا في مملكة الخيال والأحلام.

 

نبذة عن الفنانين

كايرو لومومبا

هو رسام مصري دفعه اشتياقه المستمر للتعبير عما في أعماقه إلى أن يسلك درب الفنون البصرية، لتكون طريقته في التعبير عما بداخله. ورغم أنه كان يرسم طيلة حياته إلا أن دراسته للرسم كطالب جامعي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة هي التي جعلته يدرك أهمية الرسم كرسالة ودوره في نشر الجمال. تعلم كايرو المعنى الحقيقي للتعبير عن النفس وقد جعله هذا يمحي الحدود التي كان يعرفها لما يمكن للرسم أن يفعله أو يكونه. أعجب كايرو بفناني مدرسة الحداثة في القرن العشرين وشغف بجرأتهم على التفرد في زمن كان أهم أركانه هو الرضوخ للمتعارف عليه. ومن إيمانه العميق بأن البساطة هي الجمال، نبع داخله حب للأشكال الفنية التي يمكن تفكيكها وتجميعها بشكل بسيط ويمكنها رغم ذلك أن تحتفظ بقدرتها على إيصال رسالتها المرئية. وكنتيجة لذلك، أصبح بيكاسو، وباسكيات، وورهول من أكثر الرسامين تأثيراً على كايرو خلال مسيرته الإبداعية. يعتبر كايرو لوحاته بمثابة مكان للعب بالنسبة لمشاهديها، فهو يسمح لهم باللعب بكل الأفكار التي يعبر عنها في لوحاته.

 

فادي يازجي

ولد في اللاذقية بسوريا في العام 1966، وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة في تخصص النحت من جامعة دمشق في عام 1988. ومن وقتها وفادي من أغزر الفنانين إنتاجاً في مجالي الرسم والنحت، وهو يعمل بانضباط شديد. قام فادي بمفرده بإقامة تسعة عشر معرضاً لأعماله في سوريا، ولبنان، والأردن، ومصر، والبحرين. وشارك في عدد كبير من المعارض في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد عرضت أعماله في العديد من المعارض الدولية الدورية، من بين هذه المعارض نذكر: آرت باريس، وآرت باريس أبو ظبي، وآرت دبي، وآرت بالم بيتش، ومعرض هونج كونج الدولي. فادي يعيش ويعمل في دمشق.

 

وليد طاهر

ولد في عام 1969 وتخرج من كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان عام 1992 بتخصص في الديكور والفنون التعبيرية. وقبل تخرجه عمل في العام 1990 في مجال الصحافة التعبيرية في العديد من الجرائد المصرية. صدر للفنان وليد طاهر سبعون كتاباً للأطفال من تأليفه ورسمه، وقام بنشر هذه الكتب بالتعاون مع العديد من دور النشر المصرية والشرق أوسطية والأوروبية. وحصل على العديد من الجوائز العالمية، ومن ضمنها: جائزة اتصالات لكتاب الطفل لعامي 2010 و2016، وجائزة لائحة الشرف من بولونجا بإيطاليا عام 2004، وجائزة محمد كحيل لعام 2018، وجائزة مهرجان الشارقة للكتاب عام 2014، وجائزة المركز الأولى لنقابة الصحفيين عامي 2004 و2006،، وجائزة المركز الأول من المجلس المصري لكتب الأطفال عام 2002، ووصل للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد عام 2016، ووصل للقائمة القصيرة في كارنت دي فوياج عام 2018. شغل "وليد" منصب المدير الفني لدار الشروق في الفترة من 2010 وحتى 2016، وهو حالياً عضو في اتحاد العاملين بالصحافة والفنون المرئية في مصر. عرض "وليد" أعماله في العديد من المعارض التي أقامها منفرداً أو مشتركاً مع غيره من الفنانين في إقامتها داخل وخارج مصر، وأقام في فرنسا منذ العام 2016 بدعوة من دار سيم للنشر. ويعمل حالياً على إصدار كتاب بالتعاون مع دار نشر "الميناء الأصفر" الفرنسية "لي بور إيه جوني”.

 

أميرة بهبهاني

هي فنانة علمت نفسها الفن بتفسها، كويتية المولد والجنسية، من مواليد عام 1969. بدأت "أميرة" الرسم في العام 2001 وشاركت في العديد من المعارض الفنية المحلية والدولية. وفي عام 2011 اشتركت مع منظمة دولية للسلام تدعى "سيعم السلام يوماً ما" وعملت الفنانة أميرة على أن تكون الكويت هي أول دولة عربية تحتفل بيوم للسلام في الحادي والعشرين من سبتمبر 2012. في العام 2013 تم اختيارها في منصب سفيرة السلام في "مشروع صانع السلام العالمي" في الكويت. وفي العام 2015 أصبحت عضواً في منظمة "أبوليش 153”. في العام 2013 أقامت "أميرة" معرضاً "لمعهد العالم العربي" الفرنسي بالمشاركة مع "Dar Al Funoon”. وأقامت العديد من المعارض الفنية المنفردة في المنطقة.

المزيد
back to top button