فاطمة لوتاه رسامة لا مثيل لها. من خلال عملها، تغوص في أعماق بلدها والتراث الإماراتي، وتعيد ابتكار نظرة الناس إلى الثقافة الغنية التي تحدها الأعراف المجتمعية.

 

هي اسم مشهور في المنطقة، تعيش وتتنفّس الفن في فيرونا، إيطاليا ـ موطنها منذ ١٩٨٤ والتي ما زالت تقيم فيه حتى يومنا هذا. بعد دراستها للفنون في كل من أكاديمية بغداد للفنون في العراق والجامعة الأميريكية في واشنطن العاصمة، كانت بدايتها المبكرة في عالم الفن بمعرض فنّي عام ١٩٨٥.

منذ ذلك الحين، حصلت على عروض فنية مختلفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نيويورك وأوروبا والمنطقة. "فني مثل أي فن آخر. إنّه يعكس الجمال والعواطف ويساهم في تغيير العالم، هذا العالم الذي أصبح الآن من الصعب جدًا فهمه والعيش فيه"، بحسب قول "لوتاه" المتواضعة جدًا. "إنّه أيضًا باب للتعمّق في داخلي".

 

وتنقب بعمق في تراثها الإماراتي، الذي تبث فيه الحياة من خلال مجموعة راقية من الألوان الزاهية أكانت أعمالها تجريدية أو"بورتريه"، لتجد الإلهام في نغمات الصمت الرقيقة، سواء كانت تحدّق في انعكاس الشمس على الكثبان الرملية الحمراء أو في لحظات السعادة الخالصة مثل الابتسامة البريئة لطفلة صغيرة. مثل العديد من الفنانين هذا العام، دفعها Covid-19 إلى النظر إلى ما وراء مصادر إلهامها المعتادة، وبالنسبة لـ"لوتاه" فقد وجدت مصدر إلهامها في الطبيعة. تشرح قائلة: "كان الحجر الصحي، تحديدًا في شهر مارس الماضي حيث لم يكن هناك شيء يتحرّك سوى الطبيعة، أفضل لحظة للإبداع". "كنت أنا والأرض فقط، نتطلّع إلى فهم بعضنا البعض. لقد كانت لحظة أدّى فيها الصمت إلى الخلق".

 

وخلقت فعلاً، وأنتجت مجموعة من اللوحات سمّتها Windows on Silent Cities خلال فترة وجودها في الحجر الصحي والتي تعكس الصمت الداخلي الذي كانت تعيشه في أعماقها والذي أعطاها الوقت لإعادة ضبط الأمور وهي تقضي حاليًا يومها في التأمل والرسم، وتنتظر... شيئاً يضربها على الوتر الحسّاس!

 

نص سواتي جاين

المزيد
back to top button