"بيت كنز" ملتقى الثقافة والتراث والطهي بقلب بيروت

يتمتع لبنان العريق بتاريخه وحضارته ، بجملة ميزات يتغنى بها كل لبناني وكل زائر او سائح احب زيارة الربوع اللبنانية ، ولعل ابرز ما يعرف عن بلاد الارز هو سياحتها الخلابة وكرم ضيافة اهلها ومبانيها التراثية وتراث حرفها ومطبخها اللبناني المشهور باهم والذ الاكلات العربية.

 

كل هذه الميزات ستجدها في وسط العاصمة بيروت اذا ما قصدت "بيت كنز" الذي يشكل اليوم ملتقى ثقافيا يحتفي بتراث الحرف والطهي اللبناني، ويسمح للبنانيين بالتواصل مع تراثهم وتاريخهم.

 

بيت كنز جمال التراث والعمارة

يقع" بيت كنز "داخل مبنى تراثي،محاطاً بالأشجار والياسمين، وهو يطل على اعرق شارع في بيروت،شارع سرسق. وقد تم تشييد هذا المبنى على مراحل ما بين ١٨٨٠ و١٩٤٠. تجتمع في المبنى التراثي أساليب معمارية كثيرة تعكس تاريخ العمارة في بيروت، منها المحليّة، ومنها العثمانية، بالاضافة الى زخرفات خشبية متقنة،ومجموعة مميزة من التصاميم والرسومات. كما ايمثّل هذا البيت البيروتي روح "كنز"، بما فيها من اتصال بالماضي وتصميم على الإستمرارية في المستقبل.

 

ترميم المبنى بعد 4 اب

صحيح ان هذا المبنى نال نصيبه من انفجار الرابع من اب الكارثي، فتضرّر كثيرا،الا ان المؤسسة الأم، وهي بيت البركة، رفضت ابقاء المبنى مهدما، فعمدت الى ترميمه بعدما نجحت بجمع الأموال بهدف الحفاظ على هذا الارث الثقافي التاريخي، بمساعدة جهات مانحة تدعم الحفاظ على التراثا لمعماري، فتمكنت بيت البركة من جمع الموارد المالية والخبارات الفنية لترميم المبنى والحفاظ عليه، واتفقت مع المالكين من أجل الإبقاء على المساحة تحت تصرف "كنز" لمدة خمس سنوات بدون أي مقابل مادي.

واللافت هنا، ان كافة قطع الأثاث، الخشب، الرخام، ورق الحائط، البلاط، المرايا، الإضاءة، الرسومات، الأواني الزجاجية، وأدوات المائدة، تم التبرع بها بسخاء من قبل كثيرين، كما أن كل أواني المقهى من الفخار هي صناعة يدوية لحرفيين لبنانيين من ذوي الإحتياجات الخاصة من بيروت، الشوف، وطرابلس. وهذا ما يجعل "كنز" مؤثراً إيجابياً على الكثير من الناس.

يتميز "بيت كنز" بانه يضم كل ما يخطر ببيالك بدءا من الصناعات اليدوية الحِرفية المحلية، وصولا الى المونة اللبنانية، بالإضافة إلى مقهى ومطعم للترفيه وتذوق اشهى الاطباق اللبنانية.

 

بيت المونة

فكنز" يجمع بين الطعام، التقاليد، والمهارات التي نسجت ثقافتنا مع التركيز على المبادارت الصغيرة ذات التأثير الإجتماعي الكبير. وهو يقدّم مجموعة كبيرة من منتجات "كنز" المصنوعة يدوياً من قبل أكثر من ١٠٠٠ سيدة لبنانية في ٥٣ بلدة، بإتباع وصفات تجمع بين مهارات الأجداد في انتاج المونة، وإبداع الطهاة المتمرسين وإستخدام مكونات موسمية وطبيعية مزروعة محلياً.

 

منصة للحرفيين

كما يشكل بيت كنز منصة للحرفيين المحليين لتقديم مهاراتهم إلى العالم اذ انه يضم صانعي الفخار في الشوف، والنسّاجين ضِعاف البصر في بيروت، والمصممين والمطرّزين في بعلبك، والنحّاسين في طرابلس، ونافخي الزجاج في صور، وصانعي الصابون في صيدا، وعمّال الخشب في الحدث.

ويتم تقديم الحِرف اليدوية اللبنانية من خلال تشجيع المزيد من الحِرفيين والنساء على إنتاج المزيد من الحِرف والإبقاء عليها من خلال إستخدام تقنيات تتماشى مع توجهات الفن الحديث (بالتعاون مع بيروت بلومرز).

 

مقهى ومطعم

اما قائمة الطعام في كنز فهي أشبه برحلة عبر الزمن، اذ تأخذك بمغامرة في عالم المأكولات تحتفي بأغلى كنوز لبنان: أرضه. فمختلف الوصفات تعكس تاريخ الزراعة والطهي في لبنان، كما ان قائمة طعام بيت كنز تحتفي على طريقتها بتراث الطهي الليناني من خلال تقديم الخلفية التاريخية لكل طبق موسمي.

 

اهداف بيت كنز

وفي هذا السياق،اوضحت مايا إبراهيم شاه، مؤسسة "كنز" وبيت البركة، ان ابرز اهداف "بيت كنز " انه ملتقى ثقافي يتيح تكريم التراث اللبناني العريق، والإحتفال بالعادات اللبنانية المتعلقة بالطهي، كما تشارك المعارف الجماعية، واضفة اياه بفسحة للتراث، وفن الطهي، والتاريخ، والفنون في لبنان.

 

كما يهدف كنر الذي يفتح ابوابه للجميع كاافة أيام الاسبوع من الساعة الثامنة صباحًا حتى منتصف الليل،إلى تحقيق تغيير دائم وقابل للتجديد في المناطق الريفية اللبنانية وذلك من خلال توفير حلول مستدامة تستغل الفرص غير المحدودة في لبنان، وتنقل المهارات اللازمة للمستفيدين من بيت البركة ليصبحوا منتجين مكتفين ذاتيًا. وقالت مؤسسة "كنز" وبيت البركة : تم العمل على هذا المشروع تم من قبل ٢٤فردًا من المؤمنيين بضرورة الحفاظ على تراثنا الثقافي، ودعم نسائنا وحرفيينا في إنتاجاتهم المحلية.

 

ابعاد انسانية اجتماعية

يشار الى ان كل عائدات مؤسسة كنز يتم التبرع بها بالكامل لبيت البركة بهدف دعم٢٢٦٠٠٠ من الاسر اللبنانية المحتاجة من الأطفال والمتقاعدين، ما يعني عمليا بان بيت كنز ليس مجرد ملتقى بابعاد ثقافية تراثية انما تخطت ابعاده هذه الحدود لتتخذ بعدا انسانيا اجتماعياً، بات اللبنانيون اليوم بأمس الحاجة له.

المزيد
back to top button