اختار مطعم «لا كانتين دو فوبور»، المطعم الباريسي الذي يستقبل ضيوفه بتجربة فريدة متعددة الأبعاد تجمع بين الطعام والأضواء والموسيقى والصورة في أجواء راقية ويستضيف في الوقت نفسه أعمال نخبة من أبرز المصورين والرسامين والنحاتين والفنانين البصريين، الفنان اللبناني الواعد علي شعبان لاستضافة معرضه في مستهل هذا العام. ويُقام المعرض الفردي الأول للفنان في «لا كانتين دو فوبور» في الفترة من 15 يناير حتى 15 فبراير 2017.

 

وُلد ونشأ الفنان اللبناني علي شعبان وترعرع في الكويت، ويرصد بعين متفحصة الثقافة والتقاليد التي تُرى في أعماله. درس علي شعبان الأنثروبولوجيا، ويرى بعض النقاد والمتابعين لأعماله إنه يحلّل الثقافة الشعبية، أو ثقافة البوب. تتمحور أعماله حول مفهوم الشوق والحنين "نوستالجيا" وهو ما يتجسّد بشكل معقد في تلك الأعمال التي ترصد قضايا اجتماعية-سياسية مثل الهوية العربية والواقع المرير.

 

وهنا يقول شعبان: "لعل الفائدة الوحيدة للجنسية العربية شعورنا بأننا غرباء أينما كنّا، وأينما ذهبنا، فنحن غرباء حتى في أوطاننا، يتملكنا شوقٌ وحنينٌ إلى الوطن، وطن لا يمكننا أن نعود إلى أحضانه، أو ربما وطن لم يكن في الأصل. نحن في حالة حنين وشوق دائم للوطن، وتوق لأماكن من ماضينا، والذي يمكن أن يكون مجرد شطحة من خيال".  

 

واختير لهذا المعرض عنوان «تكنيكولور»، وهو اسم سلسلة من الأعمال الفنية من صور الأفلام الملونة، تعود النسخة الأولى منها إلى عام 1916، وتلتها على مدار العقود اللاحقة نسخ محسَّنة. واعتُمدت تقنية تكنيكولور في تلوين الأفلام وأفلام الكرتون في بداية حقبة الأفلام الملونة حيث أضفت جمالية أولية بالاستعانة بألوان مشبعة ونقلت التلفاز إلى عهد جديد.

 

وهنا يقول شعبان: "هذه الجمالية تروق لنا، ونجدُ أنفسنا فيها، منذ بداية تسعينيات القرن العشرين، وبدأنا نشعر بشيء من النوستالجيا إزاءها. فجيلنا شاهد أفلام كرتون مدبلجة باللغة العربية مثل "غرندايزر"، وشاهد الأخبار ووعد بلفور المشؤوم، وأوبريت "الحلم العربي" الذي بدأ كثيرون منا يشعرون بالنفور منه؛ كل هذه الأشياء ستظل في ذاكرتي وذهني بتلك الألوان، ألوان تكنيكولور".

 

وتابع قائلاً: "الثقافة كانت على الدوام مبعث الشعوب ومماتها. وفي العالم العربي تتعدَّى الثقافة حدود اللغة والدين والجنسية والأعراق؛ ونحن ننظر إلى الجمالية كجزء بارز من ثقافتنا. فتركيزنا على الأنماط الجديدة التي تأقلمنا معها قد أعمانا على تراثنا وعاداتنا؛ ووجود أفكار مسبقة عن الفضيلة والرذيلة ينعكس سلباً على رؤيتنا لأنفسنا لأننا قد نخفق في التناغم مع نطاقات عامة معينة بسبب عدم إخلاصنا لتراثنا وإرثنا".

 

يُذكر أن أعمال شعبان عُرضت في صالات ومعارض مرموقة مثل «أيام» (جدة) و«مارك هاشم» (بيروت) و«غاليري نكي ديانا مارغاردت» (باريس)، وهو أيضاً أحد المؤسسين للمجموعة الفنية التجريبية "لايف ديمو" التي تعرض أعمالاً مبدعة خالدة ضمن مساحات لا تتقيَّد بالحدود الفاصلة بين قطاعات مختلفة.

 

ويتميز مطعم «لا كانتين دو فوبور» بمفهوم يتجاوز حدود تجربة ارتياد المطاعم الراقية فضيوفه يعيشون تجربة فنية متعددة الحواس والآفاق. وسيشاهد مرتادو المطعم أعمال علي شعبان المتاحة للراغبين بشرائها واقتنائها.

المزيد
back to top button