المتحف الوطني السعودي يستضيف معرض فان كليف أند آربلز

نص: أوديليا ماثيوز

 

تتحدّث ليلى الفدّاغ، مديرة المتحف الوطني للمملكة العربية السعودية، إلى ELLE Arabia قبيل المعرض الأول لدار Van Cleef & Arpels للمجوهرات الراقية في المملكة هذا الشهر.

 

هناك الكثير لنتعلّمه من التاريخ ويصبح اكتشاف الجوانب المثيرة للاهتمام من حقبة ماضية رحلة رائعة عندما نشاهدها من خلال حكايات الحبّ والرومانسية والقوة. بالنسبة لدار Van Cleef & Arpels الفرنسية، فإنّ مجوهراتها التي يعود تاريخها إلى عام ١٩٠٦، وهو العام الذي تمّ فيه افتتاحها، تخبرنا قصصاً من الماضي متجذّرة في التاريخ. "عندما أتيحت الفرصة للدخول في شراكة مع فان كليف أند آربلز، أدركنا على الفور أنّ هذا سيكون شيئاً فريداً ومميّزاً. وأعتقد أنّه يأتي مكمّلاً لصالات العرض في متحفنا بصورة مثاليّة، من خلال تقديمه استمرارية في الطريقة التي اخترناها لتزيين أنفسنا على مدى الزمن"، كما تقول ليلى الفدّاغ، متحدّثةً عن التعاون مع المتحف الوطني في المملكة العربية السعودية الذي يسعى إلى جعل محتواه وثيق الصلة بجمهوره. يضمّ المعرض أكثر من ٢٨٠ قطعة مجوهرات وساعات وأشياء ثمينة معروضة إلى جانب أكثر من تسعين وثيقة من الأرشيف ورسومات تخطيطية وتصميمات غواشي Gouache، وتشرف على المعرض، الأوّل من نوعه، Alba Cappellieri، أستاذة تصميم المجوهرات في جامعة Milano Polytechnic ورئيسة معهد ميلانو للأزياء. "تمّ تصميم كل قطعة ضمن هذا المعرض بعناية لتعكس مبادئ الجمال والأناقة الخالدة تحت شعار الزمن والطبيعة والحبّ. إنّه معرض يجتمع فيه التميّز في التصميم والخيال معاً لإنتاج شيءٍ فخمٍ وساحر".

 

إنّ دفع الجوانب الثقافية للتفسير والنمو والتعبير إلى الأمام، هو الدور الذي تلعبه المرأة العربية، باعتبارها من أكثر مستهلكات الرفاهية ثراءً وعلماً في العالم. تقول ليلى: "من المهم أن ننظر إلى الصورة الأكبر للثقافة هنا في المملكة. لطالما كانت المرأة قوة دافعة في مجال الثقافة. لقد حملنا العديد من التقاليد والحرف الثقافية عبر الزمن وسعينا باستمرار للتعبير عن تراثنا من خلال المساعي المبتكرة والإبداعية". وأوضحت نقطة قوية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ بعض القطع المعروضة قد ارتداها الملوك العرب مثل عقد الزمرد الأخضر الذي ارتدته صاحبة السمو الملكي المصري الأميرة فايزة عام ١٩٢٩.

 

المعرض الذي يستمرّ من ١٩ يناير إلى ١٥ أبريل ٢٠٢٣، مستوحى من كتاب Six Memos for the Next Millenium للكاتبة الإيطالية Italo Calvino، حيث تفسّر المنسّقة Alba Cappellieri إبداعات الدار في إطار مفاهيم رئيسية مقسّمة إلى ثلاثة موضوعات مميّزة.

 

وتقول الفدّاغ: "هناك تفسيرات متكاملة ومتناقضة للزمن والطبيعة والحبّ مقدّمة من خلال الروايات الدوليّة لدار فان كليف أند آربلز، بالإضافة إلى قصص أقرب إلى الوطن وربما مألوفة أكثر بالنسبة لنا"، كما تشرح ليلى، التي تحمل في جعبتها أكثر من عشر سنوات من كتابات دار فان كليف أند آربلز من صناعة الثقافة في دورها الذي اكتسبته مؤخراً كمديرة للمتحف الوطني السعودي. بالنسبة لها، تعتبر رؤية مزج الماضي مع الاتجاهات والأفكار الجديدة والناشئة ذات أهمية قصوى لأنها تحتفظ بإحساس بالهوية يتجاوز الحدود العالمية.

 

وماذا عن الفرص المتاحة للأجيال القادمة والرواية الثقافية التي تتكشف في السعودية؟ تقول ليلى: "أعتقد أنّ هذا المعرض يوفّر فرصة لفهم بعضنا البعض بشكل أفضل من خلال التصميم والإبداع والابتكار، وهو ما يعكس ما شرعنا في القيام به كمتحف وطني. فمن خلال هذا التعاون، لدينا الفرصة للتعلّم من بعضنا البعض ولخلق تقدير للثقافة السعودية على منصّة عالميّة من خلال معرض هو تجربة فريدة من نوعها".

خالقاً ثروة من الفرص للتواصل بين الثقافات وفتح الأبواب للتاريخ والفنّ، يبدو هذا المعرض كمصدر للإلهام والحوار للزوار المتحمسين لاكتشاف أثر الوقت والطبيعة والحبّ على الأشخاص والعلاقات في الماضي، من خلال التصاميم المذهلة وإبداعات المجوهرات الراقية. على سبيل المثال، تحت شعار الحبّ، ستكشف الدار الفرنسية عن أكثر من ثلاثين قطعة من المشابك والخواتم والأساور والأشياء، قدّمت كهدايا ثمينة وعربون حبّ بين أزواج أسطوريين بما فيهم إليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون. وتشرح ليلى: "يضمّ المعرض العديد من القطع التي ارتدتها شخصيات بارزة من جميع أنحاء العالم، مثل التاج الذي يخصّ الأميرة غريس أميرة موناكو، وصاحبة السمو الملكي الأميرة فايزة التي امتلكت عقداً مذهلاً من البلاتين والزمرّد والألماس. يرتكز تراثنا على سرد القصص، وأحد الأمور التي تجعل هذه الأشياء، وأشياء أخرى مماثلة لها، مميّزة جداً هو أنّنا نتعرّف على الأشخاص الذين يقفون وراء هذه القطع المميّزة للمجوهرات ـ بدءاً من أولئك الذين تصوّروا الإبداعات، وصولاً إلى أولئك الذين كانوا محظوظين بارتدائها".

 

يُقام معرض "فان كليف أند آربلز:الزمن والطبيعة والحبّ" بدعم من وزارة الثقافة السعوديّة في الفترة الممتدّة من ١٩ يناير إلى ١٥ أبريل ٢٠٢٣.

المزيد
back to top button