أعلن متحف اللوفر أبوظبي عن معرضه العالمي الأول للعام 2019 تحت عنوان "رامبرانت وفيرمير والعصر الذهبي الهولندي: روائع فنيّة من مجموعتي لايدن ومتحف اللوفر"، والذي سيقدّم لزواره لوحات ورسومات للفنانين الهولنديين الكبيرين رمبرانت فان راين ويوهانس فيرمير، إلى جانب فناني عصرهم. ويفتح المعرض أبوابه أمام الزوار في 14 فبراير 2019، ليسلط الضوء على مسيرة رامبرانت الفنّية في مدينتيّ لايدن وأمستردام في هولندا وعلى علاقته بخصومه وأصدقائه، بمن فيهم يوهانس فيرمير، ويان ليفنز، وفرديناند بول، وكاريل فبريتيوس، وجيرار دو، وفرانس فان مييرس، وفرانس هالس.

 

أثبتت جمهورية هولندا، في خلال عصرها الذهبي، ريادتها على مستوى العالم في مجال التجارة والعلوم والفنون. بالتالي فإن المعرض ينطلق من هذه التبادلات الثقافية والاستكشافية ليسلّط الضوء على التقاليد الفنية التي ازدهرت في لايدن بشكل خاص وفي هولندا على نطاق أوسع في تلك الفترة. كما يبيّن نشأة المدرسة الجديدة من الفنانين في لايدن والذين عُرفوا بفناني العصر الذهبي الهولندي (fijnschilders)، والذين يتميّز أسلوبهم بتجسيد رائع لمشاهد من الحياة اليومية.

 

يقدّم المعرض للزوار 22 لوحة ورسمة تصوّر مسيرة رامبرانت والعمل الذي تم في مرسمه، وذلك انطلاقاً من سلسلة اللوحات المشهورة التي تصوّر الحواس والتي والتي تظهر براعة الفنان الشاب ومهارته في رسم الملامح والتعابير وتجسيد الألوان في الأيام التي عاشها في لايدن، وصولاً إلى أعمال لاحقة ابتكرها في أمستردام، بما في ذلك لوحته الذاتية المشهورة والمرسومة بدقّة عالية، "صورة شخصية ذاتية بعينين مظللتين"، و" مينرفا في حجرة الدراسة" وهي لوحته الشهيرة للإلهة مينرفا (اللوحتان من مجموعة لايدن). وتُعرض هذه اللوحات إلى جاني لوحات أخرى لبعض كبار الفنانين من دائرة رامبرانت الفنّية، وهي تبيّن تأثير فناني هذه المجموعة على أعمال بعضهم البعض.

 

لا بد من الإشارة إلى أنه سيتسنى لزوار اللوفر أبوظبي رؤية لوحتيّ يوهانس فيرمير، صانعة الدانتيل (متحف اللوفر باريس) وامرأة شابة جالسة إلى آلة موسيقية قديمة (مجموعة لايدن) المرسومتين على نفس القماش، إلى جانب بعضهما البعض للمرة الأولى منذ 300 عام.

 

إن اللوحات والرسومات والقطع المعروضة، والتي يبلغ عددها 94 قطعة فنيّة، تعود بشكل رئيس إلى مجموعة لايدن، وهي أكبر مجموعة خاصة تضم لوحات من العصر الذهبي الهولندي، ومجموعة متحف اللوفر باريس المذهلة، إلى جانب متحف ريكس في هولندا والمكتبة الوطنية الفرنسية. يستمر المعرض حتى 18 مايو 2019، وقد عمل على تنسيقه كل من بليز دوكو، المنسق العام لقسم الفن الهولندي والفلمنكي في متحف اللوفر باريس، ولارا ييغير- كراسلت، منسقة مجموعة لايدن ومتخصصة في الفن الهولندي والفلمنكي في القرن السابع عشر.

 

في هذا السياق، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "لقد قام متحف اللوفر أبوظبي على علاقات الصداقة المتينة التي تجمعنا بفرنسا وشراكتنا مع العديد من المتاحف والمؤسسات الفنيّة الفرنسية والعالمية، بما يندرج مع قيم التسامح التي نشأت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه الروابط هي التي ساهمت في النجاح المبهر الذي حققه اللوفر أبوظبي منذ افتتاحه. ولا يسعني هنا سوى أن أدرج هذا التعاون في إطار عام التسامح الذي تحتفي به دولتنا هذا العام، وذلك عبر إبراز تراثنا الغني المبني على التبادل الثقافي والانفتاح على حضارات العالم. واستكمالاً لبرامج اللوفر أبوظبي المبني على هذه القيم، نقدم معرض رامبرانت وفيرمير والعصر الذهبي الهولندي، الذي يسلّط الضوء على أهمية التعاون الثقافي الذي يتخطى الحدود الجغرافية، ويبرز في الوقت عينه دور الابتكار الفنّي في قلب التاريخ النابض".

 

وعلّق مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، قائلاً: "نفتتح عام 2019 بهذا المعرض العالمي الجديد الذي يأتي في إطار موسم فعاليات 2018-2019 الثقافي تحت عنوان تبادُل فتفاعُل. فالقطع الفنية الرائعة التي سيقدمها هذا المعرض تسلط الضوء على الروابط التي تجمع الفنانين ببعضهم البعض والتي ساهمت بلا شك في جعل ذلك العصر يُعرف بالعصر الذهبي. لا بد لي من الإشارة إلى أنها المرة الأولى الذي يُقام فيها معرض كبير حول كبار الفنانين الهولنديين في الإمارات العربية المتحدة، وأن هذا المعرض مميز جداً لأنه يقدّم للزوار فرصة رؤية لوحتين لفيرمير مرسومتين على نفس القماش جنباً إلى جنب للمرة الأولى منذ 300 عام. وأود هنا أن أتوجه بجزيل الشكر لشركائنا في هذا المعرض، متحف اللوفر باريس ومجموعة لايدن."

 

من جهته، علّق جان لوك مرتينيز، رئيس متحف اللوفر باريس ومديره، قائلاً: "إن تنوّع زوار اللوفر أبوظبي من حيث الزوار الذين يأتون من الإمارات وأوروبا والهند والعديد من الدول الأخرى، والدهشة التي نراها على وجوههم في خلال تجوّلهم في المتحف تؤكدان على التزام اللوفر أبوظبي بتقديم تاريخ الفن العالمي. فالمتحف يقدّم في هذا المعرض، وهو الخامس منذ افتتاحه، أروع الأعمال الفنيّة من مجموعة لايدن المدهشة إلى جانب لوحات هولندية بارزة من مجموعة متحف اللوفر باريس، بما في ذلك لوحة صانعة الدانتيل ليوهانس فيرمير. إن مجموعة لايدن، والتي عمل على تجميعها توماس كابلان وزوجته دافني ريكاناتي كابلان، هي مجموعة استثنائية، فقد عُرضت في مختلف أنحاء العالم، من باريس إلى أبوظبي وشنغهاي وسانت بيترسبرغ. أما في أبوظبي، فسيتمكّن الزوار من تأمّل العديد من أعمال رامبرانت والمجموعة الفنيّة التي عاصرته، فضلاً عن العديد من الأمثلة عن الفنون الجميلة لمدرسة لايدن، ولوحتين لفيرمير، مما يسمح لهم بالاطلاع على مدى مساهمة الثقافة الهولندية في تاريخ اللوحات الفنيّة على الصعيدين الأوروبي والعالمي.

 

كما اعتبرت لارا ييغير- كراسلت، منسقة مجموعة لايدن، نيويورك أن المعرض: "يأخذ المعرض زواره في رحلة على محورين: مسيرة رامبرانت الفنيّة من خلال 15 عملاً له من مجموعة لايدن من جهة، وتطوّر فن الرسم الذي يشدد على تعابير الوجه والشخصية في هولندا في القرن السابع عشر من خلال أعمال الفنانين الرائدين من مجموعة لايدن من جهة أخرى. تقدّم هذه القطع الفنيّة، عند عرضها إلى جانب القطع المختارة من مجموعة متحف اللوفر، لمحة استثنائية عن ديناميكية التبادل الفني التي شكلت ملامح الفن في العصر الذهبي الهولندي، وذلك وهي ترافق الزوار لتتبع رامبرانت في مسيرته الفنيّة، منذ أيامه الأولى في لايدن وصولاً إلى مجده في أمستردام، حيث حفّز تلاميذه وزملاءه على الابتكار الفني".

 

يُذكر أن أبرز القطع الفنيّة المعروضة من مجموعة متحف اللوفر باريس تشمل: "صانعة الدانتيل" ليوهانس فيرمير (نحو 1669-1670)، و" صورة شخصية ذاتية" لجيرار داو (نحو 1660-1665)، و"إليعازر وريبيكا عند البئر" لفرديناند بول (نحو 1645-1646) وهي هدية قدمتها مجموعة لايدن إلى متحف اللوفر في العام 2017، وصدفة منقوشة (نحو 1660-1680)،أما أبرز القطع الفنيّة المعروضة من مجموعة لايدن فتضم: "امرأة شابة جالسة إلى آلة موسيقية قديمة" ليوهانس فيرمير (نحو 1670-1672)، و"صورة شخصية ذاتية بعينين مظللتين" لرمبرانت فان راين (1634)، و"عالم يُقاطَع أثناء كتابته" لجيرار دو (نحو 1635)، و"صبي يرتدي قبعة وعمامة (صورة شخصية للأمير روبرت من بالاتينات)" ليان ليفنز (نحو 1631)، و"شبل في حالة استرخاء لرامبرانت" فان راين (نحو 1638-1642). كما ويشمل المعرض نموذجاً مصغّراً نادراً لسفينة حربية هولندية من القرن السابع عشر من متحف ريكس في هولندا، وهي المرة الأولى التي تصل فيها قطعة مماثلة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة..

 

أما بالنسبة إلى بليز دوكو، المنسق العام لقسم الفن الهولندي والفلمنكي في متحف اللوفر باريس، فقد صرّح قائلاً: "في خلال القرن السابع عشر سمحت الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الاستثنائية لجمهورية هولندا، بأن تصبح قوة اقتصادية رائدة علمياً. فقد عاش الهولنديون عصراً ذهبياً شهد بروز كبار الفنانين مثل رامبرانت وفيرمير. يروي هذا المعرض، من خلال الجمع بين القطع الفنّية من متحف اللوفر ومجموعة لايدن، قصة تأسر القلوب. فالمعرض لا يهدف إلى تقديم مشهد متكامل يصوّر فن الرسم الهولندي في القرن السابع عشر، إلا أنه ومن خلال تقديم لمحات متعددة، في المقام الأول من لايدن، يرمي إلى تسليط الضوء على جو التبادل الفني الذي عمل فيرمير في إطاره".

 

يُذكر أن المعرض يتضمن 6 أقسام:

  1. في قلب العصر الذهبي الهولندي
  2. بدايات استثنائية: رامبرانت فان راين في لايدن
  3. قلب العصر الذهبي: رامبرانت فان راين في أمستردام
  4. صديقان ومنافسان عبقريان: رامبرانت فان راين ويان ليفنز
  5. الرسوم الدقيقة في لايدن : جيرار دو وفرانز فان ميريس والفنانين المعاصرين لهم
  6. تصوير الحياة اليومية في الجمهورية الهولندية
  7. دروس تاريخية وحكايات أخلاقية

 

من جهته، قال توماس كابلان، مؤسس مجموعة لايدن: "تعتبر عائلتي أن متحف اللوفر أبوظبي يمثل المبادرة الثقافية الأهم في أيامنا هذه، لذا فإننا نتطلع بشغف إلى هذا المعرض الذي يقدّم العصر الذهبي الهولندي. إننا، ومن خلال عرض مجموعة لايدن في أبوظبي في هذا المعرض الذي يُقام بالتعاون مع متحف اللوفر، نشدد على فخرنا بالعلاقة المتينة التي تربطنا بفرنسا وبالشراكة القيّمة التي تجمعنا بدولة الإمارات. فنحن جميعاً نعمل على تجسيد قيم مشتركة تقوم على الحفاظ على الحياة البرّية والتراث الثقافي المعرّض للخطر. كما ونكرّم من خلال هذا المعرض الموهبة الاستثنائية لرامبرانت وفيرمير، اللذين يلهمان الفنانين والجمهور من جميع أنحاء العالم حتى الوقت الحاضر. فنحن نرى أن قدرة لوحات رامبرانت على ملامسة الروح تمثّل أكثر من أي فنان آخر هذا المشروع الفرنسي الإماراتي الذي يهدف إلى تعزيز مبدأ التسامح والحضارة البشرية المشتركة".

 

هذا وسيطلق المتحف، بالتزامن مع المعرض، برنامجاً ثقافياً مثيراً للاهتمام، يشمل عروض أفلام عملت على تنسيقها الفنانة الإماراتية هند مزينة، وعروضاً حيّة في قاعات العرض، فضلاً عن الجلسات الحوارية وورش العمل، بما في ذلك محاضرة يلقيها المنسقان من متحف اللوفر ومجموعة لايدن يوم افتتاح المعرض.

يستمر المعرض من 14 فبراير إلى 18 مايو 2019.

المزيد
back to top button