العزّ للمسرح اللبناني، وندى حلقت شعرها!

حان وقت المقابلة، فكانت أمامي امرأة جميلة، ممثّلة مسرحيّة، يكمن سحرها في شخصيّتها وهالتها وفي نظرتها المباشرة... وهي حليقة الرأس!

من يشاهد ندى أبو فرحات تلعب دور "نهاد نون" المُعتقَلة في مسرحيّة "مجنون يحكي"، يفطن حقّاً إلى معنى الإحترافيّة في الأداء المسرحيّ، الجرأة، والوفاء التام للشخصيّة. فلم تعدّ ندى إلى العشرة قبل أن تعرض فكرة حلق شعرها على مُخرجة المسرحيّة، وهي أيضاً صديقتها، لينا خوري. "لينا ظنت أني مجنونة، ولكني أحسست أن عليّ أن أعطي كل ما لديّ كي ألعب الدور حقّاً. وانا لست بصدد أن أعمل "سكوب" ابداً. ما فعلته كان ما أملاه عليّ حسّي الإحترافي."

بهذا القرار الذي يميّزها عن نظيراتها من الممثّلات وصاحبات الشأن الفنّي، تنضمّ الممثّلة اللبنانيّة الصاعدة إلى مصافّ كلّ من نتالي بورتمان التي حلقت هي أيضاً شعرها لدورها في فيلم "في فور فينديتا" V for Vendetta، وشارليز ثيرون التي زادت وزنها وشوّهت وجهها ولعبت دور المجرمة في "مونستر"، وتوم هانكس الذي أنقص وزنه 11 كيلوغراماً لتمثيل دور المحامي المصاب بالأيدز في "فيلادلفيا". هؤلاء نالوا جوائز الأوسكار عن أدوارهم القويّة. ربّما تقاضوا المال أيضاً ثمن هذا التغيير الجذري في الشكل، أما ندى "ففعلتها لأجل الرضى الذاتي وليس لأجل المال. فناهدة نون بطلة عرضية وضعتها الظروف بمواجهة السلطة، وقررت أن تتنازل وتضحّي لأجل الحرية."

بدايات ندى أبو فرحات كانت مع سيّدة المسرح نضال الأشقر في مسرحيّة "ثلاث نساء طويلات" ومن ثمّ انتقلت إلى الشاشة الصغيرة في مسلسلي "العاصفة تهبّ مرتين" لشكري أنيس الفاخوري و"نساء في العاصفة". عام 2005، نالت أول دور لها في الفيلم الطويل "بوسطا" لفيليب عرقتنجي، الذي أعطاها دفعاً قويّاً في مهنة التمثيل. ترجع إلى خشبة المسرح مع "حكي نسوان" للينا خوري في عرض متواصل لسنتين متتاليتين، قبل أن تنال جائزة Murex d’Or عام 2006 كأفضل ممثّلة لبنانية. عام 2007، تلعب دور "زينة" في "تحت القصف" الذي جعلها تنال عدة جوائز في مهرجانات سينمائية في لبنان والخارج. عام 2013، Reasons to Be Pretty ومن ثمّ Dancing with the Stars و"لعبة الموت"، وصولاً إلى "مجنون يحكي". وعلى جدولها الحالي الفيلم المنتظر Revoltango لإيلي كمال الذي سيعرض في الصالات الشهر المقبل بالإضافة إلى عمل آخر مع المخرج نفسه، لم يُعلن عنه بعد، يتمّ تصويره في بيروت ومارسيليا.

 

هل شعرت بأن حلق شعرك قد يفقدك من أنوثتك، لا سيّما وأن في شَعر المرأة غوايتها؟
"ابداً"، تجيب بحزم. "على العكس تماماً. فالأنوثة لا تقتصر على الشعر الطويل. في نظري، أن تكوني امرأة جميلة، أمرٌ لا ينحصر بقصّة الشعر، ولا بالأوشام ولا بنفخ الشفاه! أن تستخدمي النظر، الذكاء، وإظهار ما يجول في فكرك، يجعلك تتألقين اكثر بكثير من الإرتكاز على المظهر المتعارف عليه فقط..."

وتكمل ندى حديثها كيف تأخذ وقتها بعيداً عن الجميع لكي تدخل في شخصيّة "ناهدة نون" كل مساء خميس، وكيف تخرج منه بعد إسدال الستار، وغيرها من التفاصيل الخاصّة بممثّلة ملّمة حقّاً بمتطلّبات مهنة، جوهرها الشغف. فرضت ندى ابو فرحات مكانتها إلى جانب الممثّلين القديرين زياد الرحباني (الطبيب النفسي) وغبريال يمّين (شريكها المجنون في الزنزانة)، ونالت عن حقّ تقدير الجمهور اللبناني الذي ملأ صالة المسرحية طوال الشهر الماضي ولغاية اليوم.

المزيد
back to top button