أمين ألبير: الرمزية إلى صراع المجموعات

على الرغم من أنه وصل إلى بيروت عند الساعة الثالثة فجراً، إلا أن المخرج التركي أمين ألبير  Emin Alper "صحصح" جيّداً مستعدّاً للمقابلة الصحفيّة مع ELLE Arabia وللكلام عن فيلمه "ما وراء التلة" Beyond The Hill الذي أخرجه عام 2012 والذي يشارك في مهرجان طرابلس الدولي للسينما 2013. توقّعت ان أجد رجلاً أقرب إلى صورة أستاذ التاريخ التي علقت في ذهني منذ أيام الدراسة، لا سيّما وان المخرج التركي هو أولاً دكتور في التاريخ التركي المعاصر ومدرّس في جامعة اسطنبول التقنية. غير أني وقعت على شاب يافع أسمرٍ ذي عينين زرقاوين كتلك التي يتميّز بها العديد من الرجال الأتراك. وبالنسبة لمن شارك فيلمه في أكثر من 30 مهرجاناً سينمائيّاً معروفاً في العالم، ونال جوائز عديدة كجائزة "كاليغاري" Caligari في "البرلينال" وجائزة أفضل فيلم لمنطقة آسيا والمحيط الهادىء وغيرها، بدا أمين البير الشاب (38 عاماً) متواضعاً للغاية، فبحسب قوله: "لم أتوقّع ابداً هذا النجاح الكبير للفيلم. ولكني بالطبع مسرورٌ جداً لما أصبح الفيلم عليه من شهرة عالميّة، لا سيّما وانه يأخذني معه إلى بلدان جديدة ومهرجانات كنت أحلم بأن اشارك فيها." هنا المقابلة مع من يُقدّر له أن يصل فيلمه إلى الأوسكار.

 

ماذا هنالك "ما وراء التلّة"؟

لا شيء وراء التلة. هناك الوهم من شيء نهابه لأننا نجهله، من عدوّ ربما هو من نسج الخيال... في قصة الفيلم، ما وراء التلة رعيان الغجر الذين يقضّون مضجع الجدّ الحانق والذي يحذّر ابنه وأحفاده من مغبّة التعاطي معهم.

 

اذاً فيلمك رمزيّة إلى شيء محدد. ما هو؟

بالتأكيد. إنّ فيلمي هو رمزيّة مباشرة إلى الصراع ما بين المجموعات الذين يعيشون في بلد واحد ويتقاتلون فيما بينهم. وقد يصل الصراع إلى درجة تحويله نحو أنفسهم، فيصبح محور وجودهم، حتّى ولو انتفى وجود الآخر.

 

إلى اي حدّ ساعدك التاريخ كونك تدرّسه، في فيلمك؟

لم أحتج للجوء فعلاً إلى التاريخ، إذ أن الفيلم يحاكي واقعاً حالياً، وبيئة أعرفها شخصيّاً من خلال عائلتي وحياتي اليوميّة. ولكن بالطبع، معرفة التاريخ تساعد على الغوص عميقاً في هذه رمزيّة الصراع بالذات.

 

هل لك أن تعقب على ذلك؟

ما أعني بذلك أن صراع الأقليات وتصادم الشعوب والحضارات فيما بينهم كان منذ بدء التاريخ. يتوق الناس، في خطأٍ وجهل، إلى حقبة ذهبية من التعايش السلمي ولكني أجد في ذلك محاولة لتحويل التاريخ إلى قصة رومنطقية. فالاقتتال لطالما كان مهيمنا. في عصرنا الحديث، يّغذى هذا الصراع بشتّى الطرق فتنتج عنه القوميّة والتعصّبية لا سيما لدى الأقليات وهذه ردّة فعل طبيعية لدى كل من شعر بتهديد لوجوده.

 

إذاً، كيف ترى الحلّ ممكناً للحدّ من هذا الصراع، وبالتالي القوميّة والعصبيّة؟ هلى ترى الثقافة اداة لاحتواء ذلك؟

نعم، اعتقد ذلك. أرى بأن الثقافة والسينما والأدب والفن بشكل عام كفيل بأن يرسي قواعد التواصل ما بين الشعوب والمجموعات، للتوصل إلى تعايش فعلي اساسه النضوج والحوار المفتوح.

 

إذاً ات في لبنان لتؤكّد على أن الثقافة تقاوم من خلال قبولك المشاركة في مهرجان طرابلس الدولي للسينما؟

بدون شك. ولو لم أكن أؤمن بذلك، لما أخرجت فيلماً ك "ما رواء التلة" ولما كنت قبلت ان احط في لبنان عند الثالثة فجراً!

للمزيد من المعلومات عن فيلم "ما رواء التلة" Beyond the Hill، يمكنك زيارة الموقع التالي: www.culturalresistance.org 

المزيد
back to top button