يقدّم الفنّانون العرب الذين يمثّلون التنوّع الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط وجهات نظر جديدة لمعرض آرت باريس ٢٠٢٥ هذا العام. ومن خلال التقاط التحوّلات الاجتماعية والثقافية بواسطة الفنّ، والصور الفوتوغرافية، والمنشآت، والرسوم المتحرّكة التجريبية، فإنّ الحوار الناتج جاهز للتسبّب بصحوة مثيرة، أو بالأحرى، صحوة جديدة مطلوبة بشدّة.
من المقرّر أن تعود النسخة السابعة والعشرون من "آرت باريس" في أبريل من هذا العام، للاحتفال بالفنّ الحديث والمعاصر، وجذب أكثر من ١٧٠ عارضاً من ٢٥ دولة. وباعتبارها إحدى أكثر المعارض الفنّية المرتقبة في أوروبا، فإنّ هذه النسخة تجلب معها الضوء المناسب لتلقيه على المحادثات الناشئة المنبثقة من العالم العربي. يتذكّر Guillaume Piens، مدير آرت باريس: "عام ٢٠١٨، كان هذا المعرض أحد أولى المعارض الفنّية في أوروبا التي تستضيف منصّة مخصّصة للمشهد الفنّي السعودي، بالتعاون مع مؤسّسة مسك. نتطلّع هذا العام إلى الترحيب بالمشاركين اللبنانيين مثل تانيت وصالح بركات، بالإضافة إلى معرض Hunna Art في الكويت، والذي يعرض حصريّاً المواهب النسائية من المنطقة". يتضمّن البرنامج موضوعين رئيسيين: الخلود: التركيز على الرسم التصويري في فرنسا، بإشراف Amelie Adamo و Noma Hambursin، وخارج الحدود، بإشراف Simon Lamuniere، والذي يضمّ أعمالًا تسلّط الضوء على تقاطع الثقافة، والتراث، والذاكرة الشخصية، والتاريخ الجماعي.
يعرض لأولّ مرّة خارج المملكة العربية السعودية، التركيب المذهل "نيوما: الحفل المنسي" للفنّانة السعودية الأميركية سارة إبراهيم والفنّان الفرنسي أوغو سكيافي. وقد تمّ الكشف عنه لأولّ مرّة في العلا كجزء من برنامج إعداد فيلا الحجر، وهو يكرّم طقوس القبائل ما قبل الإسلام، ومستوحى من أساطير العلا وتراثها وآثارها. ومن بين السمات البارزة الأخرى "خارج الحدود" الذي يقدّم مجموعة مختارة من ١٨ فنّاناً عالمياً، بما فيهم الفنّانات العربيات اللاتي يجرؤن على دفع حدود الفهم، وتقديم منظور جديد للهوية والقوّة والانتماء. ويضيف Piens: "سيتمّ تمثيل العديد من الفنّانين أيضاً من قبل صالات العرض الأوروبية، بما في ذلك الفنّان السعودي محمد الفراج من معرض "منور"، والفنّانة اللبنانية زينة عاصي من معرض "تانيت"، والفنّانة العراقية الأصل سما الشيبي من معرض Esther Woerdehoff، والتي تتحدّى أعمالها الصور النمطية للمرأة العربية". إنّ معرض هذا العام، الذي يسلّط الضوء على أهمية التعدّد العرقي والتأثيرات الثقافية المتبادلة والتهجين الثقافي، هو دعوة للتفكير بشكلٍ أعمق في القبول الثقافي والوعي به.
في معرض "خارج الحدود"، يتولّى Simon Lamuniere تنظيم أعمال فنّية تتناول موضوعات الأصول، والجنس، والتاريخ، والجغرافيا. ومن الكويت، تستكشف الفنّانات رايا قسيسية ورزان الصراف ونور البسوني الاختلافات الاجتماعية والثقافية، بينما تسلّط زينة عاصي من بيروت الضوء على التجارب الإنسانية المشتركة. وتقول: "من خلال الرسم والنحت والرسوم المتحرّكة والتركيب، يتعمّق عملي في موضوعات الهجرة، والحرب، والجنس، والهوية، والتغيير الاجتماعي. ومن خلال توثيق وتأمّل التحوّلات الثقافية والاجتماعية في العالم العربي ـ وخاصةً في بيروت ـ مع الاستفادة من رحلتي الخاصة، أسعى إلى تعزيز التفاهم والتقدير بين الشرق والغرب، والمناقشات بين الجماهير المتنوّعة، ومدّ الجسور الثقافية تفادياً للإنقسامات".
في هذه الأثناء، تستخدم الفنّانة العراقية سما الشيبي الصور الفوتوغرافية لدفع وإيصال رسالتها الجريئة وتقول: "أنا مهتمة بالتأثير المجتمعي لعلاقات القوّة غير المتكافئة بين الغرب والشرق الأوسط، وكيف يتمّ التعبير عن هذه الهيمنة من خلال الصور الفوتوغرافية". من المؤكّد أنّ هذا التمثيل الجماعي للفنّانات العربيات من الشرق الأوسط سيترك أثراً دائماً يدعو إلى إيقاظ الحساسيات التي تعمل على تعزيز السلام والوحدة والاستعادة.
سيُعرض معرض آرت باريس ٢٠٢٥ في Grand Palais من ٣ إلى ٦ أبريل ٢٠٢٥. لمزيد من المعلومات، قومي بزيارة: www.artparis.com