كلّما ارتفعنا عن سطح الأرض، اختلف الوقت، فالثواني تمر أسرع قليلاً على قمة الجبل مثلًا، مما تمرّ به في وديان الأرض، ولكن ذلك أمر لا يجب أن يثير القلق. وعلى سطح القمر، سيكون يوم الأرض الواحد أقصر بنحو 56 ميكروثانية من يومنا على كوكبنا الأم، وهو رقم ضئيل يمكن أن يؤدّي إلى تناقضات كبيرة بمرور الوقت، ما خلق لغزًا كبيرًا يتصارع العلماء على حلّه. فقد قالت شيريل غراملينج، رئيسة موقع القمر والملاحة والتوقيت والمعايير في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا في ماريلاند، إن العلماء لا يتطلّعون فقط إلى إنشاء «منطقة زمنية» جديدة على القمر، إنّما بدلاً من ذلك، تتطلع وكالة الفضاء وشركاءها إلى إنشاء «مقياس زمني» جديد تمامًا، أو نظام قياس يأخذ في الاعتبار حقيقة أن الثواني تمرّ بشكل أسرع على القمر، والذي سيتمّ إرساله إلى القمر.
تهدف وكالة ناسا من خلال هذه الخطّة، إلى العمل مع الشركاء الدوليّين لإنشاء طريقة جديدة لتتبّع الوقت، وخصّة على القمر، والتي توافق الدول التي تسافر إلى الفضاء على مراقبتها. وقد وجّهت مذكَّرة حديثة من البيت الأبيض، وكالة ناسا لوضع خططها لهذا المقياس الزمنيّ الجديد بحلول 31 ديسمبر، ووصفته بأنه أساسيّ للجهود الأميركية المتجدّدة لاستكشاف سطح القمر.
وتطلب المذكَّرة من وكالة ناسا تنفيذ مثل هذا النظام بحلول نهاية عام 2026، وهو نفس العام الذي تهدف فيه وكالة الفضاء إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ خمسة عقود.