تبدو الأجواء الرمضانية في إمارة الشارقة استثنائية لهذا العام، كونها تتزامن مع اختيار الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، لتتكامل فيها روحانيات الشهر الفضيل التي يطغى عليها الطابع الديني والعادات الرمضانية المتوارثة، مع توليفة متكاملة من البرامج والفعاليات والأنشطة الثقافية التي نظمتها اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية، ضمن «رمضان الشارقة» الأول من نوعه في الإمارة. وقد أسدل الستار على الفعاليات المسرحية، أول من أمس، في مركز إكسبو الشارقة مع مسرحية «الحكواتي»، التي أمتعت الجمهور بقصصها الشيقة.
قام بإداء شخصية «الحكواتي» الفنان المصري أحمد يوسف، وهو أحد الممثلين النشيطين في الحركة المسرحية في الدولة وفي مجال التمثيل منذ أكثر من عشرين عاماً، وتخصص بشخصية «الحكواتي» منذ عشر سنوات، وقدم عروضه في جميع الإمارات. وارتدى «الحكواتي» ملابس تقليدية تحاكي تلك التي كان يرتديها أسلافه من الرواة الشعبيين، وحمل في يده كتاباً يقرأ منه، كما كانوا يفعلون عندما يحملون "ألف ليلة وليلة"، و"بدائع الزهور في واقع الدهور"، وحكايات الزير سالم وعنترة وسيف بن ذي يزن، وغيرها من المدونات الروائية الشعبية. وذلك وسط تصفيق الجمهور الذي بدا مستمتعاً ومتعطشاً لسماع المزيد من الحكايات، مما يعني أن فن «الحكواتي» لا يزال يلقى ترحيباً شعبياً، وأنه بقليل من التحوير والملاءمة مع الحياة المعاصرة وأساليبها الفنية، هو قادر على أن يتبوأ مكانة متقدمة بين فنون الأداء التمثيلية.