حان وقت القصّة!

تُعبّر الفنّانة السورية سناء معراوي عن مشاعرها من خلال التعاطف والفنّ. فنّانة ومصمّمة واقعية حائزة على جوائز، تروي من خلال فنّها قصصاً ذات مغزى عن أشخاص، وأماكن، وحيوانات، داعيةً الجمهور للتفاعل مع كلمات مكتومة.

سناء معراوي، فنّانة واقعية علّمت نفسها بنفسها، وأعمالها الفنّية غنية بالمشاعر والعواطف التي تعبّر عنها بالإحساس فقط وليس بالكلمات. تقول معراوي: "لطالما انجذبتُ إلى الفنّ وتفاصيل الحياة اليومية". يتجلّى هذا الشعور العميق بقوّة في تصويرها لطفلين في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن. تتذكّر سناء تلك اللحظة بأنّها مؤثّرة للغاية، إذ تسترجع عناق الأخت الكبرى الغامر، الحامي لأخيها الأصغر، ونظرة هذا الأخير الخائفة والمفعمة بالأمل ـ هو الذي يجد في أخته ملاذه الوحيد لإحساسه بالوطن. "لقد مثّل الطفلان بداية رحلتي الفنّية، بالتزامن مع وقت اضطررتُ فيه أنا أيضاً لمغادرة بلدي"، تطرق إلى الأرض مفتكرة. تذرف الدموع وهي تتحدّث عن المشاعر الرقيقة التي نسجتها في العمل الفنّي ـ حبّ الأخت وحمايتها، واليأس الصامت في عيني الصبي. وتقول: "أصبحت الواقعية طريقتي للتعبير عن حبّي للطبيعة، ملتقطةً اللحظات العابرة ومحوّلةً إياها إلى أعمال فنّية خالدة. على مرّ السنين، صقلتُ مهاراتي، مستخدمةً الفنّ لإعادة تجسيد ما أراه ولسرد قصص ذات مغزى".

 

تُصوّر إحدى هذه الأعمال، "نظرة الجمر"، نمراً بتفاصيل مذهلة، تعكس عظمته وهشاشته. تشير بعض التقديرات إلى أنّ ٤٥٠٠ نمر فقط لا يزال موجوداً في البرية اليوم. تقول، وقد بدا عليها التأثّر وهي تصف مصدر إلهام عملها هذا: "قد لا يتمكّن أولادنا أبداً من رؤية هذا الحيوان الرائع".

 

عرضت سناء معراوي مؤخّراً أعمالها الفنّية ضمن معرض "أصداء الهلال" في منطاد دبي، أتلانتس النخلة، إلى جانب الفنّانتين ماريا مونتيانو وحنين الرفاعي، حيث قدّمت منظوراً فريداً للتاريخ والثقافة العربية. "تضمّ مجموعتي لوحات فنّية فائقة الواقعية للخيول والصقور، وهي حيوانات تحظى بتبجيل عميق في ثقافة الإمارات العربية المتحدة. من خلال فنّي، سعيتُ إلى خلق تجربة غامرة، تتيح للمشاهدين الشعور بروح هذه المخلوقات وارتباطها العميق بالأرض".

 

تُجسّد كلّ قطعة من أعمال سناء مشاعر موضوعها ـ سواءً كان إنساناً أم حيواناً ـ في لحظة زمنيّة محدّدة. وحسب التقنيات المستخدمة، قد يستغرق إنجاز العمل الفنّي الواحد ما بين ٦٠ و٢٠٠ ساعة، سواءً أُنجز باستخدام الفحم وقلم الرصاص أو ألوان الأكريليك. ليس عمل سناء الفنّي مجرّد سعي فنّي، بل هو وسيلة فعّالة للتغيير. تُكرّس سناء موهبتها للدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان، وحماية الأنواع المهدّدة بالانقراض، وزيادة الوعي بجرائم الحياة البرية.

 

بدأ شغف سناء بالواقعية عام ٢٠١٢، على الرغم من أنّ جذورها الفنّية تعود إلى دراساتها المبكرة في الهندسة المعمارية. منذ ذلك الحين، دأبت على استخدام فنّها لدعم القضايا العزيزة على قلبها.

 
المزيد
back to top button