هل يشكل مدح الزوجة لزوجها أمام الناس عُقدة نقص؟

يعتبر التواصل العاطفي والإحتواء الحميم بين الزوجين من أهم المؤشرات الدالة على صحة العلاقة الزوجية، لكن ماذا لو تم استخدام هذا التواصل الحميم لاسيما مديح الزوجة المفرط لزوجها في اللقاءات العائلة وأمام الناس في الأماكن العامة، فهل يفهمها الناس على انها عقدة نقص؟

 

تقول سوسن عباس- متزوجة: "في فترة الخطوبة كنت أتغزل بزوجي ومتلهفة عليه واتحدث عنه بكثرة أمام أهلي وصديقاتي، وكانت نظرات عينينا تفضح مشاعرنا الرومانسية، وتواصلنا أمام الناس لا يتعدى مسك الأيادي، ولكن بعد الزواج اختلف الأمر فأصبحنا كالأزواج العاديين، علاقتنا لا تتعدى الحديث العادي عن شؤون حياتنا، أما الكلام الرومانسي والنظرات الحميمة فتكون في المناسبات". ترى سوسن أن مديح الزوجة لزوجها أمام الناس في بعض الأحيان يعكس عقدة النقص والتمني التي تطلبها الزوجة من شريك حياتها، فعادة خيال الأنثى يتسع أحلامها أكثر من واقعها.

 

خيال الأنثى

تروي سميرة جاسم – متزوجة- حكاية صديقتها التي كانت تمدح زوجها بشكل مبالغ به، وتقول: "كانت صديقتي وهي الزوجة الثانية، تمدح زوجها وتتحدث عن حبه واهتمامه بها، في المقابل كانت صديقتي تعيش حياة صعبة ومن النادر ما ألمح اتصال زوجها بها أو حتى زيارته لها، وبمرور الأيام اكتشفت أن صديقتي تعيش حياة صعبة مع زوجها الذي لا يعيرها أي اهتمام، كما وانه بخيل معها في مصروف المنزل، وكونها لا تنجب فإن زوجها طلب منها الإنفصال، ولكنها رفضت وطلبت البقاء معه بشكل صوري حتى لا تنال لقب مطلقة!". وتشير سميرة أن العلاقة الصادقة الرومانسية بين الزوجين يجب أن لا تتعدى مظاهرها حدود المنزل.

 

وتقول أمل بسام- مخطوبة- "علاقتي بخطيبي مغلقة ولا أفضل الحديث عنها، فمشاعري واهتمام خطيبي بي هي لي وحدي، ولا أؤيد تلك العلاقات المكشوفة أمام الناس، لاسيما الصديقات اللاتي غالباً لا يبادلوني مشاعر الفرح إذا حدثتهم على سبيل المثال عن اهتمام خطيبي بي، ولكن بالمقابل والدتي هي صندوق اسراري أخبرها بكل شيء، فهي الوحيدة التي تفرح لفرحي والمهتمه بسعادتي".

 

دليل احترام وتقدير

ليس من الضرورة حينما تمدح الزوجة زوجها أمام الناس ويدل على عقدة النقص، فبحسب سارة خليل- متزوجة- ترى أنها تدل على احترام الزوج والرفع من قدرة ومكانته أمام الناس، وتقول: "السيدة العاقلة عليها أن تتحدث أمام الناس بالأمور الايجابية التي يتمتع بها زوجها، وأن تظهر له الشعور الايجابي أمام الناس، حتى في ظل المشكلات ومنغصات الحياة، فلا يوجد إنسان ملاك خالي من العيوب، وبهذا التصرف تستطيع كسر الكثير من الحواجز وإذابة المشكلات الزوجية".

 

وتشاركها الرأي نبيلة محمد- متزوجة- وتقول: "احياناً اميل نحو اتباع اسلوب مديح زوجي أمام الناس لاسيما أهلي، حتى أخفي حقيقة المشكلات واكسر حاجز البرود العاطفي، فلعل يعود زوجي إلى طبيعته، ويستشعر أهمية كلامي في حقة أمام الناس وخاصة أهلة، عدا عن ذلك اعتبر أن اخلاق زوجي من اخلاقي لذلك أحرص على إخفاء كل المشكلات والعيوب التي يمارسها زوجي بحقي وبحق أولادي". وتحبذ نبيلة التغزل بزوجها امام الناس ولكنها تكتفي بمديحة والتصرف معه بشكل طبيعي، وتقول: "نحرص على حل خلافاتنا الزوجية بالخفاء وبعيداً عن الأسرة والأبناء لضمان استمرار علاقتنا الزوجية".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button