هل يتحول الحب إلى صداقة؟

كم هي جميلة علاقات الحب التي تكتب نهاية الارتباط الأبدي السعيد، ولكن في الحقيقة ليس كل علاقة حب تكتب لها النهاية السعيدة، وليس كل علاقة زواج قائمة على الحب والعاطفة مشروطه باستمرار الحب الدفيء مدى الحياه... فهل ممكن أن يتحول الحب يوماً ما إلى صداقة؟

 

أكد علماء نفس واجتماع أنه لا يمكن للمرأة أن تنهي العلاقة العاطفية اليوم، وأن تصبح صديقة لحبيبها غدا أو حتى بعد عدة أسابيع؛ إذ لا بد لها من متسع من الوقت لكي تحزن وتبكي وتحلل المواقف، وبعدها تقرر ما إذا كانت ستوافق على أن تجمعهما الصداقة أم لن توافق، فلن يصبحا صديقين إلا بعد تخطي هذه الفترة وقدرة كل طرف على العيش سعيدا بمعزل عن الطرف الآخر.

 

تقول ميس يعقوب- متزوجة- "عادة بعد الزواج يتحول الحب إلى حياة روتينية أقرب للصداقة، لقد زوجت بعد علاقة دامت لأكثر من ثلاثة سنوات، وبعد مرور عام وإنجابي أول طفل، تحولت علاقتنا إلى صداقة، أما العاطفة ازادت كثيراً ولكنها ليست عاطفة حب وعشق، بل عاطفة احترام وتقدير ليس أكثر". وتشير ميس أن علاقات الحب من المستحيل أن تتحول إلى صداقة بعيداً عن الزواج، وتشير إلى أن المرأة تتحكم بها عاطفتها أكثر من الرجل وبالتالي يستحيل عليها التعامل مع الرجل الذي احبته يوما ما باعتباره صديقها، أما الرجل فيستطيع نسيان الحب بسهوله والتحكم بعواطفه أكثر من المرأة.

 

أعداء الحب

أما سوسن محمد- عازبه- تقول: " من المستحيل أن تتحول عاطفة الحب إلى صداقة، ولكن من السهل تحول علاقة الصداقة إلى حب، وبالنسبة لي إذا احببت شخص وكتب لنا القدر الانفصال، فإني اتجنب التواصل معه أو حتى اللقاء به عن بعيد، لأن ذاكرة الحب بحلوها ومرها سوف استرجعها مباشرة، ولذلك إذا انفصلت عن شخص فإني أعيش العزلة وأمسح رقم هاتفه وكل ما يتعلق به، وكذلك أتجنب الذهاب للأماكن التي يتردد إليها، فذاكرة النسيان لدي ضعيفة للغاية".

ويشاركها الرأي، ماجد سمير- عازب- ويقول: " من السهل تحول مشاعر الحب إلى علاقة عدائية في حال وجود الخيانة من الطرف الآخر، ولكن في حال عدم وجود سبب قد تتحول علاقة الحب إلى "مقاطعة" بكل ما يتعلق بالطرف الآخر، وبالنسبة لي أحببت فتاة ولكن القدر لم يكتب لنا النصيب لإكمال قصة عشقتنا، وعانيت كثيراً في تلك الفترة ومازلت أعاني، وحتى هذه اللحظة اتجنب التواصل أو اللقاء بها، واتمنى أن لا تجمعني الصدفه بها، فمشاعر الحب لا تستطيع التغير إلا بالتجاهل والصبر".

 

من جهته يرى محسن جاسم- عازب- أن الحب ممكن أن يتحول إلى صداقة في الظاهر ولكن مشاعر الحب تبقى حبيسة الشخص، ويسرد لنا قصة صديقة، ويقول: " عاش صديقي قصة حب وغرام طويلة مع محبوبته، وبسبب العادات الاجتماعية أضطر صديقة للزواج من ابنه عمه، وبعلم حبيبته بخبر زواجه قررت الابتعاد عنه، ولكنهما لم يستطيعا البعد عن بعضهما فقررا تحويل علاقتهم من حب إلى صداقة، ولكن مازال الحب قائم بينهما وهما يعانيان كثيراً لأن عاطفة الحب أقوى من الصداقة".

 

الحب المستحيل

تشير أسماء إبراهيم، أخصائية العلاقات الاجتماعية والزوجية أن مشاعر الحب من المستحيل أن تتحول إلى صداقة، لأن المرأة بصفه عامه تغلب عليها المشاعر العاطفية التي خلقت لأول مره في نفسها، فعندما تحب المرأة بعاطفتها من المستحيل نسيان حبيبها أو التعامل معه كشخص عابر أو حتى صديق مقرب، فعاطفة الحب أقوى من الصداقة. وتقول موضحه: " الحب الأول هو الحب الأساسي والثابت في قلب كل فتاة أو سيدة، وهو الحب المستحيل تحويله إلى علاقة أخرى، في حين تستطيع المرأة المتزوجة تحويل علاقة الحب التي تجمعها بزوجها إلى صداقة جزئية ولكن تبقى علاقة الحب تحتل الجزء الأكبر من قلبها وعقلها، ويتمثل ذلك جلياً في مشاعر الغيره التي من النادر أن نجدها في علاقة الصداقة".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button