هل توافقين قضاء شهر العسل برفقة أهل الزوج؟

بعد تحضيرات وتعب ، يأتي بمثابة مكافأة ودية للعروس والعريس، ليسطرا من خلالها ملامح مستقبل الحياة الزوجية، ليبدأ كل منهما بالإنفصال عن العالم الأسري ومحيط العمل في استراحة من المفترض أن تكون محفوفة بالحب وراحة البال. ولكن ماذا لو تمت مشاركة أهل الزوج سواء كانت الحماة أو الأخت في شهر العسل؟

تقول نسرين محمود- عازبة- " الأمر يتوقف على أهل الزوج والمكان الذي سوف نقضي به شهر العسل، فإذا ارتبط بأحد من أقاربي، لا أمانع أن يشاركوني شهر العسل، في حال تم اختيار موطني الأصلي (الأردن) لقضاء شهر العسل، ولكن في حال تزوجت من رجل بعيد عن العائلة، فبالتأكيد سيكون شهر العسل، بعيداً عن أهله وفي مكان يبعد عن الجميع".

 

 

وتروي منار سعيد – متزوجة- تجربتها مع أهل الزوج، وتقول: " مشكلات مستمرة وتدخل مزعج كاد أن يصل بنا إلى الطلاق، إنها شقيقة زوجي التي لا تستريح إلا بعد أن تجدني متذمرة من تصرفات زوجي التي هي سببها، كل يوم تجد لها بابا تدخل منه، إلى أن قاطعتها بالرغم من وجودها معي بنفس المنزل، ولكن دون فائدة فمازالت تتبعني بأسلوبها الاستفزازي". وتقول منار أنها قضت أسبوعاً واحداً من شهر العسل بعيداً عن أهل زوجها وكانت فترة مليئة بالحب والسعادة، وتقول: " كنت أعتقد بأن الزواج راحة ولكن للأسف اكتشفت أن المشكلات تأتي بعد الزواج، وخاصة بوجود أهل الزوج الذين لا يكفون عن التدخل بحياتي، ولو عادت بي الأيام للوراء، سأطالب بحقي في قضاء شهر العسل بعيداً عن أهل الزوج، ولن أقبل العيش في منزل يجمعني مع شقيقة زوجي!".

 

 

أما فاطمة عبدالقادر- متزوجة- لديها تجربة سيئة مع أهل زوجها، منذ لحظة ارتباطها، وتقول: "

لا يستطيع زوجي السفر إلا بوجود عائلته معنا، حتى أن شهر العسل كان برفقة أهله، والذي لم أجد فيه طعم الخصوصية كوني عروس ولي جوي الخاص، لقد كرهت السفر معهم، لذلك أصبح يسافر مع أهله من دوني. والآن بعد ولادتي الثانية وبعد أن قضيت فترة الأربعين يوماً في منزل أهلي، لم يأتي لزيارتي، وعدت إلى منزل الزوجية لوحدي حفاظا على الترابط الأسري".

 

 

فن التعامل مع أهل الزوج

 

إن العلاقة بين الزوجة وبين أهل الزوج تحتاج إلى الكثير من حسن الظن والاستعداد للتغاضي عن الأمور الصغيرة حتى ترسو الحياة الزوجية على بر الأمان، ودائما ينصح الزوجة بالتماس العذر لأهل الزوج في أي إجراء يقومون به لأن هذا السلوك يجعلهم آخر الأمر يوقنون بأنك جزء منهم لا دخيلة عليهم، ويكون ذلك بمحاولة نسيان ما يجعلك تنفرين من التعامل معهم في أسرع وقت، وذلك بأن تكون البسمة الحانية هي أول ما يروه على وجهك عند لقياك، واليك الإرشادات التالية في فن التعامل مع أهل الزوج، تقدمها المستشارة الأسرية وفاء اليافعي، وهي كالتالي:

 

  1. تأكدي من أن جانباً كبيراً من عوامل نجاح حياتك الزوجية يتوقف على حسن العلاقة بينكِ وبين أهل الزوج، حتى يتأكد زوجك من أنكِ أضفت جديداً إلى حياته بدلاً من الإحساس بأنك تحاولين القضاء على صلته الوثيقة بأهله.
  2. مهما صدر من زوجك من تصرفات لا ترضين عنها لا تحاولي الشكوى منه لأمه، فهي مهما كانت متعاطفة معكِ فإنها لا تنسى أنه ابنها وإنها هي المسؤولة عما وصلت إليه أخلاقه وتصرفاته ونظرته إلى الناس، فتعتقد إنكِ تنتقدينها بطريقة خفية وبذلك تخسرين عطفها عليكِ وشعورها الطيب نحوك، كما أنها قد تظن إنكِ إذا كنت تشكين زوجك إلى أمه، وهي من تكون بالنسبة إليه .
  3. اعلمي أن الخلافات بينك وبين أهل زوجك تظل عالقة بذهن زوجكِ مهما بذلت بعد ذلك من جهد لتصفية الأمور، لأنه عندما يشعر بأنك لست على وئام مع أهله ولو لفترة قصيرة يعتقد أن أي صفاء بينكِ وبينهما لا أساس له من الواقع، وإلا كان من الأفضل عدم حدوث مثل هذا الخلاف حتى ولو كان بسيطاً .
  4. اعلمي أن مجاملتك الصادقة لأهل زوجك، تعمل عمل السحر في علاقتك مع زوجك، بل يجب أن تحثيه على الاتصال بهم من حين لآخر، والسؤال عن المريض وزيارته إن أمكن، وعليكِ أن تسهمي في هذا الشأن حتى ولو بمكالمة تليفونية ومراقبة الأحداث التي تقع في محيطهم، فقدمي التهنئة في المسرات والمواساة في الملمات حتى يشعروا بأنك فرد أصيل من عائلتهم .
  5. اظهري لزوجك أن انتمائك له مرتبط بانتمائك لأسرته، وذلك بذكر حسناتهم وحسن معاملتهم لك واهتمامك بكل شؤونكم، كل ذلك دون مبالغة أو مغالاة حتى لا يظن إنك تظهرين غير ما تبطنين.
  6. لا تسيئي أبداً إلى أهل زوجك حتى لو كان زوجك نفسه متبرماً منهم وصدرت منه إساءة إليهم فلا تندفعي في إخراج كل ما يعتمل في نفسك تجاههم وتأخذي في تعديد مساوئهم، فإنه لا يلبث أن ينسى إساءته لأهله ولكنه لن ينسى أبداً إساءتك لهم فالزوجة العاقلة هي التي تفصل بين زوجها وبين تصرفات أهله، فهو ليس مسؤولاً عن هذه التصرفات فلا يجب معاقبته عليه .
  7. تجنبي أن تتطور المجاملات بينك وبين أهل زوجك إلى الحدث الذي تشعرين فيه أنها أصبحت تشكل عبئاً نفسياً عليك، يصعب الخلاص منه، واعملي منذ البداية على أن تكون العلاقة بينك وبين أهل زوجك علاقة متزنة ليست فاترة ولا بالمبالغ فيها.
  8. الزوجة العاقلة هي من تتجنب التمسك برأيها في توافه الأمور حتى لا تتسبب في إيجاد فجوة في التعامل مع الأطراف الأخرى بل تجعلهم يوقنون بأنها تحرص على راحة الجميع وتتجنب ما يمكن أن يسيء إليهم .
  9. حاولي أن تكون الخلافات مهما صغرت بينك وبين زوجك محصورة في نطاق بيتك ولا تتعدى شخصيتكما.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button