هل تقبلين بوجود ضرة؟

تسعى كل فتاة إلى تكوين أسرة تجمعها ب شريك حياتها ويكون ثمرتها أطفال يغمرونها بال سعادة تحتضنهم في مملكتها الخا صة التي لا تقبل أن يشاركها بها أحد. لكن قد يشوب فرحتها هذه وجود «دخيلة » تؤثّر في هذا الترابط فتتزعزع أواصر اللُّحمة، ما ينعكس سلباً على جميع أفرادها. فهل تتقبّلين أن تشاركك زوجة ثانية في مملكتك؟ وكيف ستتصرّفين؟

 

مهرة العيسى (معلّمة) ترفض مبدأ ال ضرّة من الأسا س، وتقول: «من المستحيل أن أتصور أنّ امرأة أخرى تشاركني زوجي مهما كانت لأساب ، أنني أقدّم لزوجي كل ما يحتاج إليه. لقد رزقنا الله أطفالاً وصحّتي جيدة، وبالتالي لا يوجد ما يدفع زوجي إلى الارتباط بأخرى، وإن حدث هذا الأمر سوف أرفضه وأنسحب وأنهي حياتي الزوجية. إنها ليست مسألة استبداد، لكن الغيرة وحب التملك المعتدل من صفات كل امرأة، وإذا فكر بالزواج من أخرى، أعتقد أن الطلاق والانفصال أفضل الأمرين وأقل شدة علي، وأتمنى الا يحدث هذا الأمر ما دمت على قيد الحياة، لكن إذا وافتني المنية قبله، عندها يستطيع أن يتصرف بما يمليه عليه ضميره، فإذا أراد أن يتزوج فليوفقه الله".

 

وتؤيدها الرأي منار عبدالقادر (موظفه) وترى أن الضرة مرة، وتتحدث عن مخاطر وجود الزوجة الثانية، قائلة: " لا يوجد سبب يجبر الرجل على الزواج من أخرى، أنا الآن مخطوبة وأتمنى ألا يشاركني أحد بخطيبي، فكيف بعد الزواج سأرضى بذلك؟ لاسيما بعد أن نرزق أطفالاً، اعتقد أنه لا يوجد عذر لقيام بعض الرجال بالزواج من أخريات، لكنهم للأسف يميلون إلى الزواج بأكثر من امرأة في مجتمعاتنا ويعتبرونها مسألة عادية، مستندين إلى رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، تزوج أكثر من مره، وأن الدين الإسلامي حلل تعدد الزواجات، لكنهم لا يريدرون تبعات هذا الزواج، على الزوجة والأبناء في آن، وحتى على الزوج نفسه. لماذا لا يقتنع الرجل بأن الله وهبه زوجة عليه الإهتمام بها؟ وإذا ما قصرت في حقه، يستطيع وقتها محاسبتها؟

 

نقبل ولكن بشرط!

تؤيد فاطمة محمد (ربة منزل) فكرة الضرة، ولكن لأسباب تتعلق بالصحة، مثل عدم قدرة الزوجة على الانجاب أو معاناتها من مرض ما، هنا يحق للزوج الإرتباط بزوجة أخرى، وعلى الزوجة الصالحة الموافقة على هذا الأمر، وتقول: " حلل الإسلام مبدأ تعدد الزوجات، وبعض علماء الدين برروا هذا الأمر لأسباب يمكن أن تتعلق بمرض ما تعاني منه الزوجة، أو خوفاً من وقوع الزوج في المحضورات فيكون الزواج هو الحل، لكن للأسف بعض الرجال يأخذون المبدأ الأخير كمبرر لأفعالهم، ومنهم من يكون زواجه الثاني مجرد نزوة قد تنتهي سريعاً. وهنا أطالب الرجل بالالتزام بالعقلانية والتفكير بالزوجة الأولى ومستقبل الأولاد قبل الإقدام على الزواج ثانية".

 

 

أم ياسين تختار ضرتها

أم ياسين، امريكية متخصصة في العلوم الحيوية اعتنقت الدين الإسلامي خلال دراستها الجامعية بعدما دعاها مهاجرون من السعودية، دفعت زوجها إلى الارتباط بأخرى واختارت له زوجته بنفسها، هاجرت أم ياسين إلى ألمانيا للعمل في إحدى شركات الهندسة حيث التقت بشريك حياتها، فتزوجا وانجبت صبيا وثلاث بنات، وبعد سبع سنوات، انتقلا للعيش في مصر، هناك التقت باحدى صديقاتها وكانت مطلقة ولديها طفل من زوجها السابق، فقررت تزويجها لزوجها لأنها رأت أن العنوسة في ازدياد.

 

وبسؤالنا أم محمد خليفة بهل تقبلين بوجود ضرة؟ قالت: " من ترضى بأن تتزوج زوجي فهو حلالها، فالتأخذه وأنا سأقدمه لها وفوقه هذا كله سأقدم لها هدية". وتقول ممازحه: " زوجي صعب المزاج وهو لا يهتم بتقدير المرأة ولا حتى بالعلاقات الاجتماعية، وفوق هذا كله هو شايب ولديه الكثير من الأمراض، اعتقد بأن الزواج به هو عقوبه في حد ذاتها".. وترى أم خليفة أن الشرع حلل للرجل أربع زوجات ولكن ضمن شروط وأهمها العدل وتأمين حياة الزوجات وكفايتهم من المأكل والمشرب والمسكن، وتعتقد أن توفر هذا الرجل في الوقت الحالي هو مستحيل، وتوجه سؤال للمرأة وتقول :" هل تقبلين أن تتزوجين رجل متزوج وله عائلة؟ هل تقبلين أن تكوني دخيل ضمن أسرة؟ كيف لكِ أن تقسمين الحب والسعادة مع رجل عقله وقلبه بين اثنتين".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button