هل تدعم المجلات النسائية المرأة؟

تعتبر جمهورية مصر العربية هي ولادة للمجلات النسائية المتخصصة في الشرق الأوسط حيث أصدرت في نوفمبر سنه 1892 م بالإسكندرية أول مجلة نسائية عربية وهي مجلة "الفتاة". وتبعتها لبنان عام 1909 بإصدارها مجلة " الحسناء "، و سوريا التي أصدرت سنه 1910 مجلة " العروس " وبعدها مجلة "ليلى " في العراق عام 1923، وبنفس الاسم أصدرت تونس عام 1936 أول مجلة نسائية، بعدها مجلة " بنت الوادي" السودانية عام 1946، والأردن لمجلة " فتاة الغد" 1950. أما باقي الدول العربية فعرفت الصحافة النسائية في فترة متأخرة، مع بداية الستينيات، وخاصة دول الخليج التي انتعشت فيها الصحافة مع تدفق عائدات البترول، وتتالت إصدارات المجلات المتخصصة للمرأة بكم هائل حتى هذا اليوم. فهل أدت المجلات النسائية الدور المأمول منها؟

 

 

ترى مريم المجر النعيمي، مستشارة إعلامية في مكتب وزير تطوير البنية التحتية، أن المجلات النسائية تشكل عنصرا مهما في تثقيف المرأة، سواء من حيث تقدم الرشد والنصائح الهامة لكل قضيه أو موضوع يعتبر حديث الشارع أو الموسم إن صح التعبير...خاصة انه توجد مجلات مختصة بمخاطبة فكر المرأة ولا تعتمد الإثارة في تناول الموضوعات أو مجرد مخاطبة الغرائز والتجميل والموضة، وتوجد على الساحة الإعلامية العديد من المجلات الرائدة سواء في دولة الإمارات أو الدول العربية والخليجية. تقول النعيمي: "استفدت كثيراً من المجلات النسائية، التي زودتني بالمعلومات الثقافية والعلمية والحياتية التي أنا بحاجه إليها، واستفدت من التحقيقات التي تطرح المواضيع الشائكة التي تواجهها المرأة في الدولة، حيث أن طرح آراء مختلفة من شخص لآخر يضيف لي الفائدة المرجوة في التعرف على مختلف الآراء المطروحة في " القضية أو المشكلة" ، أما أبرز الموضوعات التي تستهويني قراءتها المشكلات والقضايا الاجتماعية المطروحة على الساحة المحلية و العربية، كذلك الموضوعات الصحة والديكور، بالإضافة إلى المقالات والأعمدة التي اعتبرها "زبدة" ومختصر القضايا والقصص".

 

من منظور إيجابي أيضاً يرى بندر بن أحمد الرشودي، مدير المركز الإعلامي لجامعة القصيم في المملكة العربية السعودية، أن مشاركة المرأة في مجال الإعلام يمنحها حرية التعبير عن قضاياها وانجازاتها ولاشك فيه أن عمل المرأة في مجلة نسائية يعطيها مساحة لإبراز قدراتها الصحفية، يقول: " أنا مع تخصيص صفحات داخل المجلة تديرها نساء لأنها أقدر على التماس احتياجاتها ومعاناتها، فالمرأة أولى بالحديث عن نفسها، وليس بالضرورة أن تكون جميع مواضيعها خاصة بالمرأة، لأنها بحاجة إلى مواضيع خاصة بالحياة الزوجية وأخرى تلامس الأسرة".

 

 

المنظور الاستهلاكي

الإعلامي المخضرم المذيع والمؤلف والمخرج المسرحي جمال مطر، يرى أن المجلات النسائية إلى حد ما تدعم المرأة، في المقابل تهمل تلك المجلات تسليط الضوء على النساء اللاتي لديهن تجارب حياتية مميزة، وتكتفي بتسليط الضوء على النساء المتميزات والرائدات في مجالهن، يقول: " المرأة لا تهتم فقط بالماكياج والموضة لان هذا فيه إجحاف بحقها، المرأة نصف المجتمع إذا لم تكن كل المجتمع وهم الأرض الخصبة، والسؤال هو كيف نجعل المرأة في بيئة مناسبة سواء في الإمارات أو الوطن العربي؟ كيف نغير فكر الرجل حول المرأة؟ وحتى هذا اليوم مازالت بعض المجلات تتاجر بالمرأة وتستخدمها كسلعة لاسيما على أغلفتها".

 

 

مجرد تجارة

مجرد الفصل بين المرأة والرجل في مجال الإعلام والصحافة هو خطأ إعلامي كبير، هكذا ينظر الدكتور عبد العالي رزاقي أستاذ مقياس فنيات التحرير الصحفي بكلية العلوم السياسية والإعلام جامعة الجزائر، المجلات النسائية المتخصصة، ويقول: " الإعلام هو فكر موحدة والفصل في بالموضوعات خطأ كبير، وعندما نصدر مطبوعات خاصة بالأنوثة، هنا نساهم في أبعاد الخصوصية المشتركة، لذلك يجب أن نفكر في إعلام موحد بين المرأة والرجل، في المقابل، يجب التفريق بين المطبوعات المتخصصة وأخرى التي تهتم بشؤون المرأة ، أما وجود مجلة تتاجر بالمرأة والرجل، اعتقد ان هذا ليس تخصص هو مجرد عملية تجارة بجسد معين إما رجلاً أو امرأة، وان يقول البعض ان هذه المطبوعة متخصصة بالمرأة فيها نوع من التلاعب بالقارئ، بمعني ان نقول هذه المطبوعة متخصصة بالمرأة يقرؤها الرجل، والعكس صحيح، إذاً هناك نوع من التحايل والتلاعب، ومن المفترض عمل إعلام يقرب بين مختلف الأطراف، بمعني ان نقول مجلات متخصصة بالشأن النسائي، فالتخصص بالموضوعات يختلف عن الشأن، والمجلات النسائية تمس بشأن المرأة، بمعني ان يسمح للرجل النظر للمرأة كجسد". أما عن وضع المجلات النسائية في الوطن العربي يقول: " ثمة مجلات تعتمد على الدراسات الخاصة بالمرأة، هذه المجلات تدرس وضع المرأة في العالم، وهي غالباً تكون نتاج مؤسسات دراسية، ومؤسسات للدراسات المتخصصة، في هذه الحالة تقدم بحوث حول الرجل والمرأة، وهي موجودة كالمجلات العلمية المتخصصة بالمرأة، أما الاستهلاك اليومي والأسبوعي هي خارج عن التخصص المطلوب".

 

المزيد
back to top button