هل أنتِ مع أو ضد وجود خادمة في منزلك؟

بات وجود مدبرات المنازل في مجتمعنا العربي عموماً والخليجي خصوصاً، ظاهرة متفشية لدى غالبية الأسر، لاسيما إذا كانت النساء موظفات ويحتجن إلى من يساعدهن في تدبير أمورهن المنزلية المختلفة، ليتفرغن في تربية أبنائهن والاهتمام بأزواجهن.

 

لكن في بعض الأحيان توكل إلى المدبرة المنزلية مهام تتعدى صلاحياتها التي من المفترض عليها عدم تخطيها، فتتكل ربة المنزل عليها في تدبير كل شؤون المنزل فيها كتربية الأطفال ورعايتهم.. الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مشكلات وارتكاب جرائم يمكن ملاحظتها بوضوح في مجتمعاتنا. فهل تؤيدين وجود مدبرة منزل في مملكتك الخاصة؟

 

"لا يمكن أن استغني عن مدبّرة منزلي"، بهذه العبارة صرحت فاطمة عدنان وهي موظفة وأم لطفلة لم تتجاوز الثلاثة أعوام، وتقول: "مدبّرة المنزل فرد مهم في حياتي، لا يمكن أن أستغني عنها، لاسيما بعد إنجابي لطفلتي الصغيرة "نورة"، وبحكم عملي في الفترة الصباحيّة، يصعب تحضير الطعام والعناية بطفلتي، وبالتالي مساعدتي هي من تقوم بكل هذه المهام، وأثق بها كثيراً كونها مربيتي منذ أن كنت طفله، وهي جزء من عائلتي وامنحها كامل حقوقها".

 

الطفل هو الضحيّة

تحذّر وفاء السعدي، من خطورة مدبّرات المنازل على الأطفال، وتقول : "تأتي مدبّرة المنزل من بلدها وهي محمّلة بمشكلات وهموم أسرتها، فتقوم بنقلها بصورة غير مباشرة إلى الأسرة القادمة للعمل لديها. والأكثر تأثّراً بهذه المشكلات هم الأطفال، كونهم الأقرب إليها وأنّهم يقضون معها وقتاً طويلاً، فضلاً عن مشكلة اللغة التي غالباً ما يتعلّمها الأطفال في السنوات الأولى من أعمارهم".

وترى السعدي أن الاضطرابات السلوكية التي تعاني منها بعض الفئات المساعدة مثل الميل إلى العنف والضرب، تؤثر على نمو الطفل فتنعكس سلباً على الأطفال في سن متقدم على شكل عقد نفسية.

 

حياة زوجيّة سعيدة

أما عنود الأحمدي، فتفضل اللجوء إلى المدبّرة المنزليّة عند الحاجة ووفق طريقة العمل بالساعة، وتبرّر وجهة نظرها هذه قائلة: «عندما تدخل المساعدة المنزليّة إلى البيت، تقوم بغالبيّة الواجبات، وبالتالي تلبّي كل طلبات الزوج من مأكل ومشرب وكي الملابس وغيرها، وعندما يجد الزوج أنها تقوم بمهام الزوجة تحل محلها، وتبدأ المشكلات بين الأزواج، إلى درجة أن بعض الرجال يتزوجون خادماتهم، وهذا حدث فعلاً في مجتمعنا، لكن الزوجات الواعيات يسعين نحو المحافظة على أسرهن، ولهذا أفضل البقاء دون مساعدة لتفادي المشكلات والشكوك".

 

بين الإيجابيات والسلبيات

ترى نبيلة محمد، أنّ مدبّرة المنزل نعمة ونقمة في الوقت نفسه، وهذا الأمر يتوقّف على ربّة الأسرة التي تحدّد لها المهام الموكلة إليها، وتقول: "على ربّة البيت أن تحدّد مهام مدبّرة المنزل وأن يقتصر دورها على المساعدة فحسب وألا يتعدّى ذلك، لأنها إذا أصبحت هي ربّة المنزل أصبح كل شيء بيدها، وبالتالي تكون هي الآمره الناهية ".

 

وتحدّد نبيلة بعض الأمور التي يمكن أن تقوم بها المدبّرة المنزليّة، ألا وهي تنظيف المنزل وغسيل الأواني، وما يتعلّق بالضيافة وغيرها. أما مسألة تحضير الطعام والعناية بالأطفال، فهي من واجبات الأم في الدرجة الأولى.

 

موضة سائدة

ترى بدرية محمود، إلى أنّ ظاهرة الفئات المساعدة أصبحت موضة في كل بيت إماراتي، لاسيما بعد دخول المرأة في عراك العمل ومساندتها للرجل في مصاريف المنزل، وتقول: " كوني زوجة عاملة لا استطيع الاستغناء عن الخادمة حتى في فترة الاجازات والسفر اصطحبها معي، حيث تساعدن في أمور الأطفال وترتيب الملابس وغيرها من المهام التي توكل لها". وترى بدرية أن مشكلات الخدم وارتكاب بعضهن للجرائم تعود إلى الأسر انفسهم الذين يستغلون الخادمة في القيام بأمور تفوق مقدرتهن البدنية، وكذلك عدم منحها ليوم من الراحة عدا عن عملها لساعات طويلة في منزل متعدد الغرف وبهذا يلجئن للهروب أو ارتكاب الجرائم.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button