هل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مرتع لصيد الأزواج؟

لوحظ في الآونة الأخيرة أن لمواقع التواصل الاجتماعي ذات تأثيراً كبيراً على العلاقة الزوجية، وخاصة حين أصبحت مدخلاً للتعارف بين الرجال والنساء، والمشكلة الأكبر حين تكون بين المتزوجين، ما ينتج عنها الخيانة الزوجية. فهل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي مترع لصيد الأزواج؟

 

أكدت زينب مختار (متزوجة)، إن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثير سلبي على العلاقات الزوجية المتمثله في الشك وتتابع الخلافات وتوضح قائلة: " لاشك أن كل زوجة تحرص على احتواء اسرتها وزوجها في المقام الأول، وكوني سيدة شرقية غيورة لا أحبذ ان يتحدث زوجي مع فتيات اخريات على الفيسبوك، ومن فترة كان زوجي يضيف إلى قائمة الصداقة كل من يرسل طلب في ذلك، مما زاد من معيار الخلافات والمشاحنات الزوجية بيننا، فاضطر إلى إغلاق حسابه عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي". وترى زينب أن الفضاء الرقمي يحمل الكثير من المشكلات وخاصة بان بعض المستخدمين بأسماء مستعارة ولا نعرف نواياهم.

 

من جانبها، ترى منار محمد (متزوجة) بأن السوشال ميديا هي أداة ذات حدين، فممكن الاستفادة منها في التواصل وتكوين العلاقات وتبادل الأفكار، وقد تكون هذه الوسائل هي أداة هالكة للأسرة، وتقول: " لا أعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تؤدي إلى سرقة الأزواج أو الخيانة الأسرة، إلا في حال كان العلاقات الزوجية متباعدة وتعاني من الفتور العاطفي، عندها سيجد الزوج المتنفس عن طريق هذه الوسائل لسد هذه الثغرة العاطفية.

 

تقول ناعمة الشامسي، المستشارة نفسية وتربوية- رئيس قسم الأسرة والشباب في هيئة تنمية المجتمع بدبي: " بالنظر إلى واقع الأسرة قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان العلاقات الأسرية وبالأخص الزوجية أكثر قرباً وتواصلاً، ولكن مع وجود الفضاء الرقمي والإدمان على التواصل والدردشات، أدى استخدامها إلى التباعد بين الأزواج ومنها ازادت من نسبه الفتور العاطفي والعزلة لكل منهما".

 

إن تواصل الرجل مع النساء عبر الفضاء الالكتروني هي البداية، ومع الوقت يتطور هذا التواصل إلى علاقة، وربما مقابلات وتبادل صور وفيديوهات شخصية، لاسيما أن محادثات الفيديو أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة.

 

توضح الشامسي: " تستطيع الزوجة كشف زوجها الخائن عبر هذه المواقع بكل سهولة من خلال عدة تصرفات تظهر على الزوج، ومنها؛ انشغاله بشكل مبالغ به، بحيث لا يوفر الوقت لمنزلة ولا يهتم بشؤون الزوجة والأولاد، مع محاولة لخلق المشكلات على اتفه الأسباب، وبعضهم يتحاشون وجود الزوجة ضمن قائمة اصدقائهم على هذه المواقع، ويحاولون تبرير تصرفاتهم بأسباب غير منطقية".

 

وتضيف: "بالنظر إلى الفئة الأقرب للخيانة الزوجية عبر هذه المواقع، نستطيع القول أنها الفئة التي تعاني من مشكلات زوجية، ويعاني الزوجين من الفراغ العاطفي، وبالتالي يستخدمون هذه المواقع في سبيل التسلية ومع الوقت تتطور هذه العلاقة إلى الخيانة، وعلى وجه التحديد الزوجة التي غالباً ما تستخدم هذه المواقع للتسلية وقد تقع فريسة في يد ضعفاء النفوس".

 

وبعيداً عن المشكلات الزوجية نستطيع استخدام هذه المواقع بأسلوب أكثر حكمة، فلابد من وجود الثقة المبنية على الصراحة بين الزوجين، وإذا توفر هذين العاملين بالتالي لن يؤثر استخدام المواقع التواصل على العلاقة الزوجية، وحتى وان تعرضت الزوجة للمضايقات عبر المواقع لن تؤثر على علاقتها بزوجها كونه يثق بها وفي تصرفاتها وردت فعلها.

 

وتنصح المستشارة النفسية والاسرية، وتقول: "على الإنسان أن يكون لديه رقابة دينية على كامل تصرفاته، وعلى الزوجة أن تدرك بأنها القدوة لأولادها وكذلك الزوج، وأن تصرفاتهما محسوبة عليهما، وأن يعي كلاهما أن الطلاق بسبب الخيانة له تأثير كبير على الإنسان على الناحية النفسية والشخصية والتي قد تصاحب الانسان وتبقى لصيقة به مدى الحياة."

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button