نساء يستمتعن بضرب أزواجهن!

أن تتعرض المرأة للضرب من زوجها، هي ظاهرة كانت في حسبان الماضي وباتت تتلاشي مع الزمن وخاصة في ظل تشريع القوانين التي تحفظ للمرأة كرامتها وتصونها بعيداً عن استبداد وسخط بعض الأزواج. لكن أن تنقلب الآية و تتجرأ المرأة على ضرب زوجها نتيجة جدل أو خلاف اسري بينهما، هنا تكمن المصيبة الأعظم. ماذا لو تحولت الأيادي الناعمة إلى مخالب جارحة تكسر كرامة ورجولة الأزواج؟

 

 

سجلت آخر الدراسات والأبحاث العلمية أن سيدات مصر أصبحن أصحاب و الرقم الأعلى في التصدي للأزواج متفوقات على كل سيدات العالم فيهن الأمريكيات اللاتي جئن في المرتبة الثانية بنسبة تبلغ 23% والبريطانيات اللاتي جئن في المرتبة الثالثة بنسبة تبلغ 17% ثم الهنديات المسكينات في المرتبة الرابعة بنسبة 11% فقط بينما المصريات جئن في المرتبة الأولى منذ عام 2003م بنسبة 23% ارتفعت بعد ذلك الآخر لتبلغ 28% في نهاية العام و تعددت بعد ذلك طرق ضرب الأزواج المساكين و التخلص من الأزواج وتعددت الوسائل من السكاكين إلى السم والأسلحة النارية .

 

ففي الهند تقدر نسبة الأزواج الذين يتعرضون للعنف على يد زوجاتهم " 11%, وفى بريطانيا 17%, وفى أمريكا 23%, وفى العالم العربي تراوحت النسبة ما بين 23% و 28%, وتبين أن النسب الأعلى تكون في الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلى أما في الأحياء الشعبية فالنسبة تصل إلى 18% فقط.

 

رجل ناقص وزوجة مسترجلة

 

يقول فؤاد طالب- متزوج-: " لا أحبذ هذا السلوك سواء من الرجل و المرأة، الآن توجد قوانين وتشريعات تحرم ضرب الأطفال، فكيف الزوجة تلك الانثى الرقيقة تضرب زوجها، واعتبر أن الرجل الذي يقبل بالضرب من زوجته، هو للاسف " رجل ناقص" والمرأة هي " مسترجلة". يوافقة الرأي أسامة جابر- متزوج- ويقول: " ان الله اعطى القوامه للرجل، وهو بالتالي الامر الناهي في الأسرة لكن فيما قسمة الله، ولكن هذا لا يمنحه أيضاً التعدي على زوجته بالضرب، كذلك الإسلام كرم المرأة والأم وهذا التكريم بعيداً عن التعدي، ولو تجرأت زوجتى على رفع صوتها فقط لكنت طلقتها ألف مره فكيف بالضرب؟".

 

 

ضربهم واهانتهم حلال!

 

يرى حسام فخر الدين- متزوج- أن ضرب المرأة لزوجها، يقف وراءة العديد من الاسباب، ويقول: " قد تتجرأ المرأة على رفع يدها وضرب زوجها، نتيجة كبت وظلم عانت منه بسبب ذلك الرجل، فثمة رجال مدمنين على شرب المواد الكحولية والمخدرات، ومنهم من يعتادون على ضرب زوجاتهم أو يتعمد اهانتهم واذيتهم، هنا اعتبر أن ضربهم واهانتهم " حلال"، إما إذا لم توجد الاسباب، فعلى الرجل صاحب الكرامة إذا تعرض لضرب زوجتة صفعها وتطليقها مباشرة!".

 

في المقابل يرى إبراهيم عمران- متزوج- ان ضرب المرأة يقف وراءه العديد من التساؤلات، منها طبيعة البيئة التي تربت عليها الزوجة، والضغوط النفسية ونوعية المعاملة التي تتلقاها الزوجة من شريك حياتها، ويقول: " لا يوجد دخان من غير نار، وضرب الزوجة لزوجها، بالتأكد وراءه العديد من الاسباب، لذلك لا نستطيع الحكم على تصرفاتها، قد تكون الزوجة تعاني من مرض نفسي أو حادثة معينة، أو أن تكون عانت سوء المعاملة من الزوج، ومن واقع الحياة التي عشتها أرى أن المرأة عنصر ضعيف في المجتمع، وتتحمل أكثر من الرجل، أما إذا لم يكن هناك مبرر لذلك، على الزوج تطليقها، وإذا سكت على أفعالها، فعليه تحملها وهو بالتأكيد رجل مريض أو فيه عيبُ ما".

 

 

لايجوز شرعاً

 

يوضح رامي كلاوي، الباحث الإسلامي، الحكم الشرعي، من تعدي الزوجة على المرأة على زوجها، بالضرب، ويقول: " ضرب الزوجة لزوجها لا يجوز شرعاً لأنه مناقض لمبدأ القوامة الذي قرره القرآن في قوله تعالى في سورة النساء ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ) كما أنه مناقض لعلاقة المودة والرحمة التي قررها القرآن في قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). ويرى أن ضرب المرأة لزوجها مناقض للفطرة السويه، فالبشرية قاطبة ترى هذا الفعل مستهجناً وغريباً، ولكن إذا حصل هذا الأمر، فينبغي معالجته والبحث عن أسبابه، وهي غالباً تكمن في فساد العلاقة بين الزوجين، فربما كان الرجل يضرب زوجته أولاً فتدافع عن نفسها، وهذا أيضاً يحتاج إلى تفصيل، لأن الشرع أعطى الزوج حق الضرب ضمن شروط محددة، وفي حالات معينة، فلو كان الزوج مراعياً لتلك الشروط فمن المستبعد جداً أن تحصل ردة فعل كهذه عند المرأة، وقد يكون هناك مشكلة نفسية عند الزوج أو عند الزوجة، فيحتاج الأمر لاستشارة اختصاصي نفسي.

 

لحياة زوجية متوازنة، يوضح كلاوي حقوق الرجل على المرأة، ويقول: " من حقوق الزوج على الزوجة أن تطيعه بالمعروف، أي ضمن حدود الشرع والعُرف، فلا يجوز أن تطيعه في معصية، كالجماع مثلاً وهي حائض أو أثناء صيام رمضان، كما لا يجب أن تطيعه في أمر لا تطيقه، كالجماع وهي مريضة، وغيرها..، ومن حقوقه عليها ألا تصوم نفلاً إلا بإذنه إلا إذا كان غائباً عنها في سفر مثلاً، وأن لا تأذن لأحد بدخول بيته إلا بإذنه، وهناك حقوق متبادلة تجب لكليهما على الآخر: فمنها حسن الصحبة والعشرة بالمعروف، وأن تتزين له ويتزين لها والعديد من الأمور".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button