نساء الخليج يقتحمن بلاط السلطة الرابعة!

يقال أن مهنة الصحافة هي مهنة المتاعب والبحث عن الحقائق، وتؤكد معظم الدراسات السيكولوجية أن المرأة الصحافية تواجه جمله من المشكلات اليومية جراء خروجها إلى ميادين العمل، لاسيما حالات الترقب، والانتظار، والتوقع، واليأس، والإحباط، والانتصار، والانكسار، التي تسبب التعب والإنهاك، يؤدي بالدرجة الأولى، إلى الإصابة بأمراض القلب وأمراض أخرى..

 

استطلعنا رأي عدد من النساء الصحافيات في الخليج حول أبرز المشكلات والتحديات التي تواجههن، بالإضافه إلى استعراض رأي عدد من الصحفيين العرب حول الموضوع.

 

كانت البداية مع الصحافية اليمنية وداد البدوي، وتقول: "من أبرز المشاكل التي تعاني منها الصحفيات في اليمن هي الفوارق الكبيرة بينها وبين زملاءها من الذكور، وتتلخص بعدم إتاحة المجال للمرأة لتقلد مناصب إدارية عليا في المؤسسات الإعلامية الحكومية والحزبية برغم أن الذكور الذين يتم تعيينهم أقل كفاءة وخبرة".

 

وتضيف: "حتى الآن لم يتم تعيين أي صحفية في مركز صنع القرار الإعلامي ولم نجد رئيسة تحرير في صحيفة حكومية أو حزبية ، كما أن المرأة دائماً ما يتم إبعادها عن الصفحات الأولى والزج بها في الصفحات التي عادةً ما تكون مرتبطة بدورها الإنجابي كصفحات الأسرة والمرأة والتجميل وغير ذلك". وتشير وداد إلى تدني مستوى الأجور بالنسبة للإناث مقارنة بالذكور ليس في المرتبات ولكن في المستحقات المالية والبدلات الأخرى والحوافز المعتمدة في المؤسسات الإعلامية وتذهب للزملاء الذكور ، فضلاً عن الفرص التدريبية والتأهيلية التي تستثنى منها الصحفيات وتكون حكراً على الرجال خاصة الفرص الخارجية . وتوجز أبرز المشاكل التي تواجه الصحفيات اليمنيات، وهي: استحداث "مجالس القات" في الصحف اليمنية أهلية وحزبية وحكومية ، والاعتماد على الدوام الليلي بدلاً من الدوام المعتاد وهنا تتخذ القرارات الإدارة في مجالس القات الذكورية بعيد عن تواجد المرأة التي يصعب عليها الحضور في مثل هذه الظروف . ليس هذا فحسب بل أن نقابة الصحفيين اليمنيين هي الأخرى تعمل على تهميش المرأة ولا تتيح لها فرض متكافئة مع الزملاء من الجنس الأخر .

 

 

عامل الوقت والجهد

من جهتها تقول الصحافية مهدية مقري:"بصفة عامة تواجه المرأة العديد من المشاكل مع المصادر، مثل عدد توفر الوقت لإجراء لقاء صحفي مع شخصية معينة، وإرسال الأسئلة بالإيميل ليس وسيله فعاله لنجاح أي لقاء صحفي. بالإضافه إلى عدم توفر المعلومات وتغيير المعلومة قبل النشر بفترة بسيطة".

 

وتضيف: " أنا أفضل الكتابة في قسم المحليات، ولا أجد أني أصلح للمنوعات وكنت من قبل أكتب في الرياضة، وهذا يعني أن المرأة تصلح في جميع المجالات والأمر يتوقف على قدراتها وميولها، وبالتالي لايمكن أن نقارن المرأة بالرجل في هذا المجال، لانها متساوية معه في جميع المجالات".

 

كما أكدت الإعلامية رشا الزين أن المرأة الصحفية حصلت على حقها في هذا المجال مهنياً كالرجل وهذا يجعلها تعاني من بعض المشاكل لأني أرى أن المرأة تتزاحم بين الرجال بشكل غير مقبول كي تحصل على خبر معين أو سبق صحفي لحدث معين أو أن تجبر الصحفية على العمل لساعات متأخرة من الليل وبعض الناس لاتعرف من أين أتت وهنا تكون نظرة المجتمع سيئة عن المرأة , وهو الإختلاط المفرط أو التزاحم والتأخير بشكل غير مقبول وهذا من سمات الرجال , وبالنسبة للأقسام والمجالات اللائقة بالمرأة لايوجد مجال معين ولا قسم معين فالمرأة الصحافية تستطيع العمل في أي مجال شرط أن يكون لديها خبرة وخلفية وثقافة عن هذا المجال.

 

نظرة المجتمع

يرى رئيس تحرير صحيفة "السلطة الرابعة" محمد صادق العديني‏ ان العديد من المجتمعات العربية و الاسلامية ما زالت وللاسف الشديد تنظرللمرأة نظرة قاصرة تصل في كثير من الاوقات الى الدونية وقولبة المرأة في قالب أقسى من السجن .. ويعبر قائلاً: "لكم أن تتخيلوا مجتمعا نظرته للمرأة على هذه الشاكلة غير السوية كيف ستكون معاملته للمرأة العاملة .. بل أن النظرة ستكون أكثر قسوة وأشد وطئة لو أن هذه المرأة تعمل في مجال الصحافة التي هي بالاساس مهنة مثخنة حد القرب بالكثيرين ممن تسيطر على أرواحهم وعقولهم أنا الذكورة !! .. معها مسيرة العديدات من زميلات المهنة مقصيات ومبعدات قسرا عن مواقع التأثير ومحرومات من فرص تتيح لهن التعبير العملي عن قدراتهن المهنية ومواهبهن التحريرية ".

ويضيف: "عندي قناعه كاملة بأن كافة مجالات المهنة الصحافية بمختلف أقسامها التحريرية مناسبة جميعها للمرأة الصحفية متى ما تم منحها الفرصة المتساوية والمساوية للرجل..بل أني على يقين بأن الكثيرات سيظهرن أكثر أبداعا وأفادة "..

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button