مواقع التواصل الاجتماعي تحفز الفتيات على عمليات التجميل

في عصر التقنية الحديثة ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي زاد الاهتمام بالمظهر الخارجي الذي تبدوا عليه كل سيدة في الصورة التي تنشرها على وسيلة التواصل، وباتت مسألة تلقي التعليقات والاعجاب موضوع يشغل تفكير العديد من الفتيات، وليس هذا فحسب بل إن بعض الفتيات يتحدين بعضهن في أجمل إطلالة لمظهرن الخارجي عبر ما يسمى" صور السيلفي"، وبعضهن أصبحن مصابات بهوس التقليد الأعمى لنجوم الفن وهوليود.

 

حول ظاهرة تزايد الإقبال على عمليات التجميل مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، استطلعت مجلة Elle Arabia آراء عدد من السيدات، وكانت البداية مع لينا إبراهيم، 31 سنة، وقالت: " لاشك أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت سلباً وايجابياً علينا كفتيات، وتعرفنا عبرها على أساليب الموضة وأحدث تقنيات التجميل، ولاشك أن كل فتاة تحلم بأن تظهر بأجمل شكل أمام أصدقائها وأهلها، وان تحظى بأجمل التعليقات، وبالنسبة لي لا أهتم بعمليات التجميل ولكن أهتم بالتزين والتجمل، ولا أتخيل أن أنشر صورة لنفسي دون ماكياج على مواقع التواصل".

 

وتشير لينا إلى تزايد ظاهرة التقليد عبر الصور التي تنشرها الفتيات على مواقع التواصل، وتعلق قائلة: "اليوم أرى معظم الفتيات يظهرن بالشعر الأشقر والخدود المنتفخة، ربما هذه هي الموضة لهذا الموسم، وتشاع هذه الظاهرة بشكل لافت بين الإعلاميات والفنانات".

 

من جهة أخرى، تعشق مهدية مقري، 40 سنة، صور السيلفي، وتقول: " إذا سنحت لي الظروف سوف أقبل على عمليات التجميل، ولكن لدي قناعة بأن شكلي جميل ومناسب، ولكن أهتم بوضع الماكياج، وكذلك لدي فضول وأطلع عبر مواقع التواصل على صور بعض المشاهير وكيف غيرت عمليات التجميل أشكالهن، ولكن أعود وأقول أن لكل امرأة يجب أن تكون لديها بصمة خاصة في مظهرها وشكلها الخارجي، وعليها أن تكون لديها القناعة الكامله بشكلها".

 

مطلب رئيسي

فينيسيا مارك، 48 سنة، ترى أن عمليات التجميل باتت ضمن متطلبات العصر الأساسية، وتقول: " في السابق كانت عمليات التجميل موجودة ومحصورة ضمن فئة قليلة، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، زادت هذه الظاهرة، ربما لأن النساء بدأن يقلدن بعضهن ويتنافسن على لقب الجمال، وهذا الأمر لا يقتصر على النساء فحسب إنما يشمل أيضاً جمهور الرجال". هذا ولا تنوي فينسيا تقليد الغير أو الاقبال على عمليات التجميل معينة وتقول أنها مقتنعة بشكلها وتكتفي بما يسمى بالتجميل المؤقت الذي لا يتجاوز حد وضع الماكياج والزينة العادية.

 

وتشاركها إلينا ادورد، 23 سنة، التي ترى أن عمليات التجميل باتت من ضمن متطلبات العصر، وتقول: " الجمال يمنح المرأة الثقة بنفسها، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، زادت تحديات المرأة في سبيل الحصول على معيار الجمال، ففي كل يوم تظهر موضة معينة، وبات تغيير الشكل يشبه بموضة الملابس، ففي كل موسم موضة معينة، وأكثر فئة تلفت إلى هذه الموضة هن الفتيات في سن المراهقة، لذلك لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في اقبال الفتيات على عمليات التجميل بدافع التقليد والتغيير".

 

تعتبر سارة أحمد، 33 سنة، من عشاق فسيبوك وانستغرام، وعن مدى اقبال الفتيات على عمليات التجميل مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، تقول: " لاحظت أن بعض الفتيات أصبحن يقلدن المشاهير، وبات همهن وهاجسهن الأساسي هو تقليدهن، ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي زادت هذه الظاهرة، في المقابل أطباء التجميل لهم دور كبير في نشر هذه الظاهرة، فأصبحنا نرى العديد من الأطباء الذين يطلقون على أنفسهم لقب " أطباء تجميل المشاهير" وغيرها من الألقاب... والذين يسوقون لعملهم عبر هذه المواقع في سبيل الحصول على أكبر عدد من الزبائن".

 

أما الإعلامية رشا الزين 32 سنة، فهي مقتنعة بمظهرها الخارجي، وترفض فكرة التقليد وتقول أنه على كل فتاة أن تحتفظ بجمالها الرباني، وتنصح الفتيات من العبث والتغيير بمظهرهم، لان في النهاية الجمال هو جمال الروح والأخلاق، وتقول: " لاشك أن جميع النساء يحلمن بالجمال والمظهر المتكامل، وخاصة الإعلاميات منهن، ولكن الجمال الطبيعي يبقى هو الأهم، وبوجود مواقع التواصل الاجتماعي، والانفتاح على العالم بأسرة زادت ظاهرة عمليات التجميل، ورغبة كل فتاة تقليد شخصية مشهورة معينة، أو متابعة خطوط الجمال، ولكني أرفض فكرة عمليات التجميل والتقليد أيضاً".

 

7 أشخاص لديهم القابلية لإجراء عمليات التجميل

يشير د. نادر ياغي الاستشاري النفسي، أن مقياس الجمال في الوقت الحالي اختلف عن السابق أي بحوالي 10 سنوات، فأصبح مقياس الجمال مرتبط بمشاهير الفن ونجوم الشاشة، وكذلك الوسائل التجميلية التي كانت في السابق تعتمد على التغيير الخارجي الذي لا يتجاوز 50% أما اليوم فبإمكان الشخص التغيير من شكلة بنسبة 100%، وأكد ياغي أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير على شريحة كبيرة من المجتمع وهي التي يستهويها التغيير بالشكل الخارجي واجراء عمليات التجميل، ويحدد الفئات، وهي كالتالي:

 

1- الأشخاص الذين يرون أن الجمال يتمثل بالمشاهير ومن محبي ومتابعين مواقع التواصل وخاصة انستغرام من كلا الجنسين.

2- الذين يعانون من انعدام الثقة بشكلهم ومظهرهم الخارجي، ويلعب الجانب الفسيولوجي دور كبير في عملية شغف تقليد الغير.

3- المراهقون يتأثرون بنسب كبيرة بالنجوم، ولكن هذا التأثر لا يتعدى الملابس والاكسسوارات والماكياج بعيداً عن عمليات التجميل.

4- أزمة ما بعد سن 35، التي تمر بها معظم النساء حيث تظهر عليهن علامات التقدم بالعمر، والرجل بعد سن الأربعين وتسمى بـ " المراهقة المتأخرة".

5- عادة المرأة في بداية مرحلة الزواج "مرحلة الخطوبة" تكون مهتمة بشكلها الخارجي وتتابع الموضة عن كثب لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

6- تتأثر المرأة ويستهويها هاجس التغيير في مظهرها في فترة الحمل الأول وبعد الولادة.

7- عادةً، تشعر المرأة بالنقص إذا أصبحت مطلقة أو أرملة، وتسعى لمقارنة نفسها مع الغير، وبالتالي بعضهن يلجأن إلى عمليات التجميل من خلال متابعتهن لأخر صحيات الجمال عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

 

رنا إبراهيم

المزيد
back to top button