من يتحمل مسؤولية اختلاف العادات والطباع بين الزوجين؟

إن الاختلاف بين الزوجين من الممكن أن يكون على عدة مستويات، منها المستوى الفكري والشخصي أو الطباع والأخلاق أو الخلفية الثقافية، وجميع تلك المستويات قد تؤدي إلى إحداث فجوة بين الزوجين، وهذا يؤكد أهمية وجود التفاهم والتقارب والتكافؤ بين الزوجين قبل الزواج، فمن يتحمل مسؤولية اختلاف العادات والطباع بين الزوجين؟

 

يتحدث (م، د) عن معاناته مع زوجته المنفتحة التي أثرت سلباً على حياته الأسرية، ويقول: "تزوجت من فتاه من خارج العائلة باحثاً عن الاستقرار الأسري والسعادة الزوجية وبعد زواجي منها فوجئت أن زوجتي تختلف تماماً عني من حيث العادات والتقاليد التي تربت عليها، حيث أني من أسرة محافظه جداً وهي من أسرة متفتحة جداً مما أثر سلباً على حياتنا الأسرية".

 

وأكمل حديثه وقال: أنا إنسان أعالج الأمور بإيجابية ولكن أحيانا أجد نفسي لا أتحمل كأنها ضربات متتالية تقصم لي ظهري، وخاصة بعد أن أصبح لدي أطفال وأخاف أن يصعب عليها تربيتهم بشكل صحيح وذلك بسبب التناقض بين العائلتين في نمط التربية. وعلى الرغم من التزامها بالعادات والتقاليد عند زيارة أهلي، في المقابل عند زيارة أهلها تصبح امرأة أخرى وهذا ما يؤجج الغيرة في صدري، فأنا لا أتحمل أن تصافح فلان وتضحك مع فلان من عائلتها أمامي.

 

قرر الزوج اللجوء إلى إحدى مراكز الاستشارات الاسرية، وعندها نجح في وضع استراتيجية في التعامل مع زوجته بحيث يستطيع موازنة الأمور ووضع خطوط حمراء لا يتم تجاوزها حتى تمر سفينة الحياة بسلام دون عواصف، وتم توجيهه بأنه هو القدوة الحسنة في تربية الأبناء وفي حياتهم، وما تربيهم عليه سوف تجد ثماره كما أحببت، وتم نصحه بضرورة أن يتفق مع زوجته على نمط تربيه لا يتم فيه أي نوع من التناقضات في التوجيهات حتى لا يحتار الأبناء في تنفيذه، كما يجب عليه اصطحاب أبنائه دائما معه وخاصة الأولاد حتى يعتادوا على نمط القيم السلوكية الصحيحة وبالتالي يعرفون التمييز بين ما هو الصحيح فيفعلونه وما هو الخطأ فيتجنبونه.

 

 

مسؤولية مشتركة تعالج بالتقارب

أكد المستشار الأسري محمد عبدالخالق، أن موضوع المحافظة أو الانفتاح هما من أهم الأمور المتعلقة بطريقة تفكير الإنسان في تعاملاته على اختلافها، فمن المؤكد أنه لابد أن يكون هناك تقارب قدر المستطاع في المحافظة والتفاهم بين الزوجين على هذه الأمور، فإذا حدث الاختلاف فإن ذلك سيتسبب في إحداث فجوة بينهما يصعب حالها.

 

وفي مجتمعنا الأمور المتعلقة بالمحافظة والعادات والتقاليد تعد من الأمور الجوهرية التي من الصعب تخطيها في الحياة، وأن عدم وجود تفاهم بين الزوجين فيما يتعلق بالعادات قد ينتج عنها عدم التقاء بين الطرفين؛ إلا أنه مهما كان الاختلاف بين الزوجين فإن غالباً ما تشعر المرأة على وجه الخصوص بأنها مسؤولة عن إيجاد هذا الاختلاف الفكري ومحاولة الوصول للتوافق، لأنها أمام المجتمع المتهم الأول في إحداث الفشل، ولذلك فكثيراً ما تحاول الزوجة أن تتنازل مع إصرار الزوج، وربما يحدث العكس.

 

ويؤكد عبدالخالق على أنه من الصعب أن يحدث الحب أو يكون أقوى من الاختلاف الفكري بين الزوجين. ويرى أن الحل الأمثل أن لا يحدث هذا الاختلاف قبل الزواج، ولكن إذا حدث وتزوجا فلابد من تقديم التنازلات من قبل كلا الطرفين ومحاولة تقليل الفجوة بين الطرفين، ومحاولة إيجاد التفاهم من خلال الوسيط، وتقول أنه كلما اجتهد كلا الطرفين في عدم وجود فجوات فكرية بين الزوجين كان أفضل، إلا أنه إذا حدث الارتباط فهنا المسؤولية تكون مشتركة بين الطرفين بأن يضمنا على الأقل سير الحياة.

 

مقتطفات... لحياة زوجية سعيدة:

  • بعض من الأزواج تأخذهم الحكمة والصبر حتى يعتاد كل منهما على طباع الأخر، والبعض الأخر لا يستطيع تحمل تلك الطباع التي قد تتطور إلى حدوث مشاكل كبيرة تنتهي بالطلاق أحيانا.
  • حتى وإن بقيا الزوجين مع بعضهما فسوف يعيشان بمشكلات ونكد ربما لسنوات عديدة إلى أن يتأقلم كل من الطرفين أو بالأصح يتعايشا مع طباع كل منهما سواء رضيا أو لا.
  • في النهاية إذا أردنا المحافظة على عش الزوجية فلا بد من التنازل وقبول الطرف الآخرعلى علاته كي تستمر الحياة .

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button