من هو الرجل المنتهي الصلاحية؟

" منتهي الصلاحية" هو مصطلح أو لقب تستخدمه بعض النساء على بعض الرجال في حياتهن، بقصد ترجمة واقع سلوك هؤلاء الرجال والذي يعني بأنهم لا فائدة منهم. فهل الرجل أصبح كالمأكولات المعلبة لديه تاريخ صلاحية وتاريخ انتهاء؟ من هو الرجل " المنتهي الصلاحية" في عيون المرأة الشرقية؟ وما هي مواصفات انتهاء الصلاحية؟

 

في البداية توضح أفراح هاشم – ممرضة- أن بعض الرجال تنتهي صلاحيتهم في السنة أكثر من مره، ولكنهم لا يذهبون إلى سلة المهملات بل تاريخ صلاحيتهم يجدد، وتقول: " بعض الرجال يسيئون معاملة زوجاتهن، ما يؤدي إلى حدوث أذى نفسي وربما جسدي يؤثر على نفسية المرأة ويتحول إلى كره عندها يصبح الرجل منتهي الصلاحية في نظر المرأة، لكن المرأة الذكية هي من تعيد تاريخ صلاحية زوجها، ويتحقق ذلك بالصبر على الزوج". ومن أكثر الصفات التي لا تطيقها أفراح في بعض الرجال هي اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية، فضلاً عن صفة الكذب التي لا تتناسب مع صفة الرجولة".

 

في المقابل ترى عائشة عبد الرحمن، إعلامية إماراتية، أن الرجل المنتهي الصلاحية، هو ذلك الأب أو الزوج أو الابن الذي لا يؤدي دوره ولا يقوم بواجباته المطلوبة منه، وتوضح: " الزوج الذي لا يهتم بشؤون أسرته ولا يقدم لزوجته الاحترام والتقدير هو رجل منتهي الصلاحية،  لأن المرأة تحتاج إلى معاملة خاصة وإحساس رقيق لا يفقهه معظم الرجال، كما أن الابن الذي لا يحترم والدية ولا يطيعهما هو أيضاً منتهي الصلاحية".

وتشاركها الرأي، منار محمد – موظفة- وتقول: " الرجل المنتهي الصلاحية ما هو إلا رجل لا يحترم المرأة ولا يقدس الحياة الزوجية، فالرجل الذي يتطاول على المرأة سواء باللفظ أو الضرب، لا يستحق لقب رجل من الأساس، كما وأن الرجل " اللعوب أو المغازلجي" لا يستحق الاحترام وهو منتهي الصلاحية وميت بالنسبة للمرأة".

 

من جانبها ترى الكاتبة الإماراتية شهناز بستكي، أن الرجل الذي لا يضع الاعتبارات الإنسانية في أولوياته اليومية وفي تعاملاته مع الآخرين لا يمكن أن يكون رجل متكامل في عيون المرأة، وتقول: " بعض الرجال يتعاملون مع الآخرين بمصالح ذاتية فقط وبالتالي من الصعب التعامل مع هذه الفئة المجردة من المشاعر الإنسانية والتي تعتبر الأخيرة المطلب الأساسي والمهم لكل أنثى، وبالتالي إذا فقد الرجل هذه الصفة سقط من عيني المرأة ".

تحدد جنى سعد- طالبة جامعية- مواصفات الرجال المنتهين الصلاحية وتقول: " أكثر ما أنزعج من الرجال الذين ينعتون زوجاتهم بألفاظ معيبة خاصة  أمام أبنائها  وهي لا تتوانى عن خدمته وخدمة أطفالها على أحسن وجه، ويكبرون وتبقى هذه الخصلة السيئة فيهم  حتى بعد زواج أبناءهم بل من الممكن الغلط أمام الأحفاد، كما لا أطيق الرجال الذين يسهرون مع أصدقائهم في المنزل ويتركون المنزل في حالة فوضى عارمة وكأن الزوجة هي جارية له ولأصدقائه".

 

تحذير نفسي واجتماعي

يقول علي الحرجان، استشاري الطب النفسي، "أن مصطلح منتهي الصلاحية قاسي وشديد بحق الرجال، وإطلاقه بسهولة غير صحيح وسليم من الناحية النفسية والاجتماعية والأسرية، فالرجل المنتهي صلاحيته هو غير مرجي من علاجه أو إصلاحه، وهذه النسب قليلة في المجتمع، ولا يمكن تعميم هذا السلوك الانفعالي أو الآني أو المؤقت الناتج عن مشكلة مادية أو سلوكية وتعميمها على جميع الرجال.

ولا يوجد شخص لا يخطئ وكل منهم قد يتعرض لظروف نفسية واضطرابات لأسباب وأخرى خارجة عن إرادته، والبعض منهم قد يواجهون صعوبات مادية نتيجة لظروف خارجية، وآخرين قد يتعرضون لعاهة أو حادث خارج عن إرادتهم، فلا يجب أن يعمم هذا المصطلح على كل من هب ودب وعلى كل فرد في المجتمع لآن في النهاية سوف يخلق مشاكل كبيرة في المجتمع، وتتزايد هذه المشاكل في الأسر، لآن المرء إذا استنفر لأقل الأسباب، كما يقول منتهي الصلاحية، معني ذلك أنه صعب التغير، وبالتالي سوف تتأثر هذه المرأة في عقلها الباطن بأن هذا الإنسان لا يصلح لها، وتشمئز منه وبالتالي تبدأ تتصرف بعاطفتها وتبدأ تزهوا بهذا الاتجاه السلبي وفي النهاية تصل للانفصال أو المشاحنات والمشاجرات ذات الآثار السلبية".

 

جدارة اللقب!

يرى الحرجان، أن هناك بعض من الرجال يستحقوا لقب " منتهي الصلاحية" ويوضح: " نحن نطرق أبواب العلاج في هذا الشأن، ونتبع أسلوب حل المشاكل، فعلى الزوجين اللجوء إلى طرف ثالث يتصف بالحيادية والنضوج، وإذا لم ينجح ذلك الطرف على الزوجين التوجه إلى الطبيب النفسي والمعالجة الأسرية، وفي بعض الأحيان هناك رجال لا يستجيبوا لكل تلك الطرق المعالجة ويستمرون في سلوكهم المعيب والمقزز للمرأة، عندها يستحقوا لقب " منتهي الصلاحية".

 

 رنا إبراهيم

 

 

المزيد
back to top button