من المسؤول عن إدارة مصروف الأبناء؟

يعتبر المال هو عصب الحياة وبه نحقق رغباتنا واستمرارية المعيشة، ونظرًا لظروف الحياة العصرية المعقدة، غالبًا ما نجد دخل الأسرة لا يكفي لتمويل ذلك الصرح لتحقيق أهدافه وطموحاته، لذلك كان لازمًا وضع تصور بناء لإدارة المال في الأسر عمومًا، يسير بها في حد الاعتدال ولا تنجرف صوب الإفراط أو التفريط.

 

يقول الخبير الاقتصادي الإماراتي نايل فالح الجوابرة: " تبدأ التربية المالية للأبناء منذ الصغرعندنا يصبح الأبناء قارون على شراء الحاجيات إما لهم أو لأسرهم، فالتربية المالية مهمه جداً لدى الفرد منذ الصغر لا أننا نعوده على اتخاذ القرار، والتعامل مع المال، وتعليم الأبناء عادات مالية سليمة منذ الصغر يساعدهم على اكتساب هذه العادات وتأصلها، لأن ذلك له عظيم الأثر في تدريب الأبناء على تحمل المسؤولية فيشعرون بقوة الشخصية وانهم قد أصبحو لهم دخلهم الخاص وسوف يستطيعون تحقيق مشاريعهم التي يحلمون بها فتزداد ثقتهم بنفسهم، وتصبح عزيمتهم أقوى أمام التحديات، ولذا على الأب والأم تعليم أبنائهم أن لا يصرف أي مبلغ يحصل عليه مباشرة وكأن الأموال فقط للصرف على أي شيء بل عليه توفير المال لشراء الأشياء المهمة التي يحتاجها وذلك بغرس مبدأ الأولويات، فالأبناء الذين يكبرون دون أن يتعلموا هذه الدروس يدفعون نتائج ذلك مدى الحياة".

 

دور الأم

يشير الجوابر إلى أن للأم دور كبير في إدارة ميزانية الأسرة وخاصة في ظل غياب الأب، ويقول: " على الأم التفريق بين الحاجه والرغبة والأمنية، ويجب عليها انفاق المال بالشكل الصحيح على اساسيات الحياة أولاً لكي تستمر في هذة الحياة، فتحقيق الأمن الأسري واجب عليها، وعملية وضع الأهداف المالية من أهم الخطوات اللازمة لتحقيق الأمن الأسري، فوجود هدف يعني أن لدى الأسرة الحافز اللازم لإتباع إحدى خطط إدارة المال، أما الرغبة هي شعور عابر يدفعها إلى تحقيق شيء ما، وهذا الشعور قوته الدافعة ضعيفة وعمره قصير للغاية ويمكن تلبيته بأي بديل اساسي لديها، وأما الأمنية فهو شعور متكرر يلازم الإنسان من فترة لفترة، أي أنه غير متصل فهو يخمد تاره ويقوى تارةً أخرى ويمكنها استبداله بالأساسيات".

 

يقول الجوابرة أن الأسرة رغم صغرها إلى أنها من أهم المؤسسات في المجتمع، ويوضح أهمية مشاركة الأبناء في إدارة ميزانية الأسرة، ويقول: " من الواجب علينا إشراك الأبناء في إدارة ميزانية الأسرة لكي يتعلموا كيفية توزيع دخل الأسرة على أوجه الإنفاق المختلفة، وكيف يمكن اختصار بعض أوجه الإنفاق لتدبير ما يمكن إنفاقه على أحد أبواب الإنفاق التي تزدهر في بعض الشهور دون أخرى. هذا بالإضافة إلى أنهم يتعلمون مهارة حل الأزمات والتفكير في الخروج منها، وعدم اللجوء إلى الغير لحلها، ولا يصبح الاقتراض هو الطريق السهل أو التلقائي لحل أزماتهم المالية، وهذا التدريب يساعدهم عند الزواج، وعدم وجود ما يتفاجؤون به".

 

وحول خطورة إعطاء الأطفال المال دون فرض أي قواعد، يتحدث الجوابرة: "بكل تأكيد سوف تكون هنالك خطورة كبيرة في حل تم إعطاء الطفل المال دون قواعد معينه، سوف نبتعد عن التربية المالية للابناء ، وسوف يكون المال غاية وليس وسلية للعيش ، فلن يهتم بقيمة ما يملك، إذ إنه يحصل عليه كلما أراد ، وفي المستقبل عندما يكبرون المال يجعلهم أقل شأنا أمام أنفسهم، ثم لايلبث أن يتحول هذا الشعور إلى سلوك يدمر نفسياتهم، ويجعل علاقاتهم بالآخرين هشة مبنية على أساس مادي بحت".

 

مقومات الإدارة الناجحة

يقول الجوابرة إن من أهم المجالات التي يجب على كل أسرةٍ أن تأخذها بعين الاعتبار في عملية التدبير المنزلي هي الميزانية المالية للأسرة، فإذا كان للأسرة ميزانية مالية منظمة، فحينها سيسهل عليها إدارة المجالات الأخرى في المنزل. ومن بنودها الرئيسية: بند الدخل أو الإيرادات، وبند النفقات، وبند الادخار. فلابد لكل أسرة من الاهتمام بهذه الميزانية وحسن إدارتها ومحاولة تجنب ومعالجة المشاكل فيها ، وقد يكون هناك فائض في الميزانية، حيث تكون الإيرادات أكثر من النفقات، وهذا الفائض هو دليل على قوة المركز المالي للأسرة، ودليل على حسن تدبيرها وإدارتها لشؤون المنزل المختلفة، فهذا الفائض يريح الأسرة من الوقوع في الديون، ويهيأ لها فرصة الادخار والتوفير من تلك الإيرادات الفائضة والزائدة عن حاجاتها. إن من التدبير المنزلي أن تقوم الأسرة بالاقتصاد والتقشف في المعيشة قدر الإمكان في حالات ضعف المركز المالي للأسرة، فقد يكون هناك للأسرة حاجات ورغبات كثيرة بالإنفاق، ولكن أكثر تلك النفقات هي في الأمور الكمالية، ففي حالة الضيق المالي يتوجب على الأسرة الاستغناء عن تلك النفقات الكمالية، وإعادة عمل ميزانية جديدة يتم فيها مراعاة الأمور الضرورية والحاجات الأساسية للأسرة، فهذا التصرف هو من حسن التدبير المنزلي الناجح.

 

نصائح وارشادات لإدارة مالية ناجحة:

يقدم نايل الجوابرة مجموعة من النصائح والارشادات التي تعين الأم على إدارة ميزانية المنزل بجدارة، وهي:

  • أولاً: تحديد الدخل الشهري الثابت من دون الاعتماد على الدخل الاضافي.
  • ثانياً: إشراك أفراد الأسرة جميعاً في وضع الميزانية لتحمل المسؤولية.
  • ثالثاً: كتابة المصروفات الأساسية الشهرية للأسرة.
  • رابعاً: مراجعة المصروفات الشهرية، والتخلي عن الكماليات.
  • خامساً: الاستفادة من الخصومات والعروض الشهرية.
  • سادساً: شراء الكميات من السلع من سوق الجمله.

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button