مراهقون متمردون على أسرهم

أبناء متمردون ثائرون على آبائهم وأمهاتهم، ساخطون على المجتمع لا يبالون لمصالحهم ولا لمصالح البيئة المحيطة بهم، همهم الوحيد حب " الأنا " واثبات الذات مستخدمين في ذلك أساليب وسلوكيات مختلفة تبدأ بالنظرات الحادة والاستخفاف بعقلية الوالدين وصولا إلى السهر ومرافقة أصدقاء السوء، والبعض منهم تتطور حالتهم للإدمان وتعاطي المخدرات وارتكاب الجرائم وربما الانتحار.

 

Elle عربية تلقي الضوء على واقع وأسباب تمرد المراهقين، وتبدأ من الاخصائية الاجتماعية، إيمان يوسف الرزوقي، التي تؤكد أن تمرد المراهقين تزداد في فترة الاجازات المدرسية وخاصة فترة الصيف المرتبطة بوقت الفراغ، وتقول: "عدم وجود أنشطة ورحلات وبرنامج محدده وهادفة من قبل الأسرة أو البيئة المحيطة بالمراهق، تؤدي بدورها إلى نوع من التخبط في السلوكيات، المتمثلة بالسهر لساعات طويلة، وانتشار بعض السلوكيات الغير مناسبة، بوجود أشخاص غير مناسبين أو غير مراقبين، فالمراهق هو طفل غير كامل الأهلية ليس لديه النضج العقلي الكامل، وبالتالي يجرب كل ما يتاح أمامه من باب اللهو ومن باب الفكاهة والتمر، وتتنوع الأسباب ولكنها في النهاية تولد سلوك يسبب مشكلات للمراهق ولأسرته ".

 

 

متى يبدأ التمرد؟

وتشير الرزوقي أن سن المراهقة يبدأ من عمر 11 سنة، وتقسم المراهقة إلى ثلاثة مراحل، وهي من 11 إلى 14 سنة، ومن 14 إلى 18 سنة، ومن 18 إلى 21 سنة، وتختلف نوعية التمرد على حسب البيئة التي يعيش فيها المراهقة والمحيطين به ولا يوجد معيار أو مؤشر نستطيع أن نثبت فيه بأن تمرد المراهقين يشاع في مرحلة معينه. و أيضاً المراهقة أنواع وهناك المراهقة التي فيها نوع من السكون والسكوت، وهي مراهقة غير واضحة، ومراهقة عدوانية وهي المتمردة ومراهقة أخرى انسحابيه، يكون فيها المراهق خجول ولا يوجد لديه ثقة بنفسه ، ويعتزل العالم ليلازم غرفته ، لذلك يكثر التمرد في المراهقة العدوانية وتكون واضحة .

 

أشكال التمرد

للتمرد أشكل مختلفة، توضح الرزوقي أشكال التمرد، وتقول: " تتنوع أشكال التمرد ومنها العصبية الزائدة، والتمرد على الأهل، حيث يرى المراهق نفسه أصبح رجلاً، الأمر الذي ينعكس على ردود أفعالة القوية والمتعجرفة على الأسرة، ويكون المراهق لصيق بالأقران سواء أكانوا زملاء في المدرسة، أو الجيران وغيرهم، بحيث يعطيهم زمام الأمور كاملة، وينقاد لهم بقوة بغض النظر عن شخصية المراهق إذا كانت تابع أو قيادي، وتكون آرائهم متحدهٔ وغالباً ما تكون عكس اتجاهات وآراء الأسرة، ويكون هدفهم فقط مخالفة الأسرة بدون سبب .

 

ولا يقتصر التمرد على المراهقين بل تشمل المراهقات من الإناث ، تقول الرزوقي : " يوجد حالات لتمرد للفتيات، ولكن في مجتمعاتنا ليست واضحة، لأن فرصة تمرد الأولاد تكون أكبر من الإناث، ولأن الولد مسموح له أن يسهر وأن يخرج من المنزل مع أصدقائه، وبالتالي فرصة دخوله في مشكلات تكون أكبر من البنت، لكن قد تتمرد الفتاة من داخل المنزل، كدخولها في علاقات غرامية عبر الهاتف أو الانترنت".

 

أسباب التمرد

 

ثمة أسباب جينية وأخرى مكتسبة وراء تمرد المراهقين، توضح الرزوقي، قائلة: " التمرد مرتبط بأسباب جينية كالعصبية التي يرثها المراهق من والديه، وأخرى بيئية مكتسبة، منها أن يعيش المراهق في بيئة غير مستقرة مشوشة مملوءة بالمشكلات، هنا ينعدم إحساس المراهق بالأمان، عدا عن أسباب أخرى ثانوية منها المشكلات الذاتية التي يعاني منها بعض المراهقين كأن يكون لدى المراهق مشكلة مع نفسه تولد الكبت أو تعرض لمشكلة ولم يتكلم ، أدت إلى انطواءه بعيدا عن العالم المحيط به، وما يزيد من المشكلة في تلك الحالة إهمال الوالدين والتصرف الخاطئ في التوصل لأسلوب صحيح لمعالجته، عدا عن التفرقة بين الأبناء، التي قد تؤدي إلى التمرد بقوة .

 

فتاة تتمرد على والدتها بالسهر والصراخ

فتاة متمردة على والدتها وترفض وجودها شكلا ومضمونا، الأسباب ترويها صديقتها مريم عبدالله ، وتقول : " لدي صديقة ترفض العيش مع والدتها المطلقة ووالدها يعيش مع زوجته الأخرى في مدينة مجاورة، ورغم أن الأب مقصر في حق الأم وفي حقها بالنفقة والاهتمام، وعلى الرغم أيضاً من أن والدتها تعمل وتصرف عليها، إلا أنها متحيزة لوالدها كونه من طبقة اجتماعية مرموقة، ومن أشكال تمردها الخروج لساعات متأخرة من الليل وفي حال طلبت منها والدها عدم الخروج، تصرخ في وجهها وتقول لها ( لست أنت المسؤولة عني لتحاسبيني )".

 

الغيرة دفعته لمحاولة الانتحار

تتحدث الأم (م،ن) عن محاولة انتحار ابنها بسبب غيرته من شقيقه الأصغر، وتقول: " اعترف بأني كنت منقادة لإبني الأصغر، وكان دلالي وهتمامي واضحين له، هذا الشيء منح ابني الأصغر الشعور بالأمان والثقة بالذات، في المقابل حول هذا الاسلوب ابني الأكبر إلى طفل مشاغب وعنيف، ما دفعه للتطاول على شقيقة، الذي بدوره الأخير خاف من التوبيخ كونه دائماً هو المتهم في نظري، ما دفعه لمحاولة الانتحار " .

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button