متى يصبح الطلاق هو الحل المناسب؟

يعتبر الطلاق هو الخيار الأخير في كل علاقة زوجية، ودائماً ما تلوم مجتمعاتنا المرأة عند إصرارها على طلب الطلاق، وتعتبرها بأنها زوجة آثمة وفاشلة لم تتحمل ضغوط الحياة ولا تجيد إدارة حياتها الزوجية، وليس هذا فحسب ولكن تحملها عقبات هذه الخطوة، دون أن النظر بعين الواقع إلى الأسباب التي دفعتها لهذه الخطوة التي يكون فيها الطلاق أحيانا هو طوق النجاة الأخير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فمتي يكون الطلاق هو خيار لا بد منه؟

 

 

ترى مجد عبدالله- متزوجة- أن الله لم يحرم الطلاق، فلماذا تلوم مجتمعاتنا المرأة المطلقة، وتقول: " يحق للمرأة طلب الطلاق، عندما تصل إلى حلقة مغلقة مع زوجها، وعندما تتحول حياتها لجحيم بسبب الشك والغيرة، وكذلك بسبب الخيانة الزوجية، عندها عليها طلب الطلاق، وليس هذا فحسب يحق لها أيضاً خلع زوجها لتنال جزءاً من الكرامة التي فقدتها".

وتشاركها الرأي سوسن خالد- عازبة- وتقول: "أرى أن المرأة المطلقة هي امرأة قوية وصاحبة موقف، لأنها اختارت الحرية والكرامة عن العيش مع رجل لا يقدر قيمتها كأنثى، فبالنسبة لي أرى أن الطلاق يكون هو الحل في حال تعدي الزوج على المرأة بالشتيمة والإهانة اللفظية، فضلاً عن التعدي بالضرب الذي يستحق فيه الرجل الخلع دون تفكير، فالله خلقنا احراراً، وعلى المرأة التي تريد الطلاق أن لا تبالي بكلام الناس، وأن تضع مصلحتها وكرامتها فوق الجميع".

 

 

استغلال مادي

تروي صابرين فوزي- مطلقة- قصتها، وتقول: " اخترت قرار الطلاق، عندما اكتشفت أن طليقي يستغلني مادياً، ويعتمد علي في مصرف المنزل والصرف على الأبناء، وليس هذا فحسب ولكنه بدأ يعتمد علي في كل شؤون المنزل والقيام بالمهام التي من المفترض أن يقوم بها، عندها اكتشفت بأني أقوم بدور الأم والأب، وتراكمت علي الديون، في حين كان يعيش حياته الطبيعية وكأنه رجل أعزب، يأتي للمنزل من أجل النوم وتناول الطعام، ويخرج مع اصدقائه، فوصلت إلى باب مغلق، وطلبت الطلاق بعد مشكلات متتالية لا حل منها".

 

تؤكد صابرين أن بعد حصولها على الطلاق لم تتغير حياتها، فهي اليوم تعمل وتعيش حياتها الطبيعية، في المقابل أمرت المحكمة الزوج بالإنفاق على الأبناء وحصلت على كامل حقوقها، وتقول: " لم يعد لدي ديون ولا منغصات ويكفي بأني أعيش الحرية مع أطفالي بدون مشكلات".

 

 

الخيانة لا حل فيها

تشير حياة إبراهيم- متزوجة- أن الطلاق يكون القرار المناسب عند الخيانة، وتقول موضحه: " لكل مشكلة يوجد حل، وتستطيع المرأة أن تصبر على كافة الزلات، ولكن عند الخيانة لا يوجد حل سوى الإنفصال، فالرجل الخائن يسقط من عين المرأة، ومن المستحيل أن تعود حياتهما كما بالسابق، لانها ستكون محفوفة بالشك والخوف من الآخر".

وتشاركها الرأي فرح عبدالله- متزوجة- التي ترى بأن الخيانة الزوجية هي الطريق المسدود في الحياة الزوجية، ولا رجعه فيه سوى بقرار الطلاق، وتقول: " من الممكن أن تصبر المرأة وتتغاظى عن الكثير من أمور الحياة، ولكن الخيانة تكسر قلب المرأة وتجرح كرامتها، وحتى في حال اعتذر الزوج عن فعلته، يبقى هناك ألم لا شفاء منه، يجعل المرأة تعيش في حالة من الحزن وعدم الثقة بشريك حياتها مدى الحياة".

 

 

راحة البال!

تتعجب خديجة عوض- متزوجة- من بعض النساء اللاتي يصبرن على ظلم أزواجهم بداعِ وجود الأطفال، تقول: " سنعيش في هذه الحياة مره واحدة، لذلك علينا أن نعيش الفرح وراحة البال الذي لا يقدر بثمن ولا يرتبط بإنسان، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يسخر الأمور ويقدرها لنا. فإذا أحست المرأة أن علاقتها الزوجية خاليه من المشاعر والحب، عليها بطلب الطلاق لتكمل حياتها بسعادة وحريه".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button