متى ستكون لسيدات الأعمال العرب قوة اقتصادية؟

في السنوات الأخيرة اتسعت دائرة سيدات الأعمال العرب، وبتن اليوم يمثلن قوة اقتصادية في العديد من المشاريع الحيوية المتنوعة، فكيف تشكلت هذه القوة الاقتصادية لسيدات الأعمال العرب، وما هي هويتهن الاقتصادية في أعمالهن، وهل مازالت سيدة الأعمال العربية مرتبطة بالرأس مال الشركات العائلية، وهل مازالت تخشى المخاطرة في المشاريع الخاصة؟

 

أكدت الدكتورة فاطمة العقاربة، وهي ممثلة الأردن في معهد القيادات النسائية، ومستشارة مجتمعية ومنسق عام مؤتمر الهوية الاقتصادية لسيدات الإعمال في العالم العربي، أن الأندية النسائية الاقتصادية لها دور كبير في دعم المشاريع النسوية، وتقول: " تعمل الأندية النسائية على احتواء أكبر عدد من السيدات العاملات، سواء كن سيدات معروفات أو من وراء الكواليس وهن المنتجات، وبالتالي يتم طرح أسمائهن على الساحة الاقتصادية، وتسعى الأندية الاقتصادية للفت الانتباه لهذه الفئة، وتلعب النساء اللاتي لديهن مكانة اجتماعية أو مالية أو لوجستيه، دوراً كبيراً على احتواء سيدات الأعمال الناشئات لتوسعة أعمالهن". تضيف العقاربة: " كذلك مجالس سيدات الأعمال لها دور في دعم القوة الاقتصادية للمرأة، حيث تجمع القوى النسائية في هذه المجالس، وبالتالي لها دور كبير في دعم القوة الاقتصادية النسائية، سواء أكانت مالية أو فكرية أو لوجستية، وتجمعها في هذه المجالس، التي تدعم هذه القوة، وتتم عن طريق المنتديات والملتقيات وعن طريق تشبيك أعمالهن مع بعض، لإبراز الهوية الاقتصادية لكل منهن". وتشير العقاربة إلى أن الهوية الاقتصادية، هي التي تثبت مدى قوة المرأة في الاقتصاد، لذلك يجب أن يكون لكل مشروع اقتصادي هوية معينة، وبناء الهوية يبدأ من خلال آلية الإدارة و الإنتاج، للحصول على المخرجات التي يجب أن تطرح على الساحة بطريقة ملفته للجميع.

 

المرأة تتفوق على الرجل

حول تطور القوة الاقتصادية للمرأة العربية، تعلق العقاربة: " في الاقتصاد إذا ساندت المرأة المرأة فهي قوية، وفي المنطقة العربية على وجه العموم، المرأة العربية حصلت على كافة الصلاحيات في إدارة المشاريع الاقتصادية، وبالتالي هي قادرة على القيام بالمشاريع بكافة المعايير والمقاييس، وأثبتت قدرتها على إدارة الكثير من الأنشطة والمشاريع، فهناك الوزيرات والبرلمانيات وصاحبات مشاريع كبرى على مستوى العالم، ذلك النجاح الذي حققته المرأة هو ناتج عن قدرة المرأة على التحمل، وفي طرح الانجازات بطريقة مبتكرة تفوقت بها  ربما عن الرجل، و أصبح للمرأة العربية مسامع ايجابية على مستوى العالم، كذلك القدرة التي تتمتع بها المرأة على السير بخطط طويلة الأمد، متفوقة كثيراً على الرجل الذي يميل نحو الربح السريع الذي عادةً يكلل بالفشل.

 

المرأة البحرينية تساند الرجل

سيدة الأعمال البحرينية، ندى علوي، المدير الفني لشركة الندى، وهي ماركة بحرينية تعمل بالفن، وتشارك العالم فيه، حيث تعمل على أخذ حقوق فنانين معروفين ومختلفين في الوطن العربي، وتحول أعمالهم بطريقة فنية على أوشحة بألوان رومانسية زاهية، وكذلك تعمل الشركة مع نحاتين وتحول أعمالهم إلى قطع مجوهرات وإكسسوارات. توضح بدورها علوي واقع قطاع أعمال سيدات البحرين، وتقول: " يتجه قطاع الأعمال النسوي في البحرين، إلى تكوين قوي على المستوى العالمي، ولدى سيدة الأعمال البحرينية تحدي لخلق شركات ومؤسسات تخدم المبادئ التي تؤمن بها المرأة البحرينية، وعلى سبيل المثال؛ شركة الندى، لديها هدف وهو أن نقل صورة ايجابية للعالم عن الوطن العربي أنه وطن يتميز بالجمال والحضارة والرقي".

 

تشير علوي إلى أن مملكة البحرين لديها أندية نسائية تدعم المرأة، وهناك أندية ومجالس تشارك النساء فيها الرجل بالتساوي، ويوجد كذلك مجالس القيادة التي تشارك فيها المرأة بقوة، ووصل عد السجلات التجارية المسجلة بأسماء نسوية إلى 47% . وعن نوعية المشاريع النسائية في البحرين، تقول علوي: " سيدة الأعمال البحرينية حاضرة في جميع المشاريع، كالتدريب والتعليم والصناعة والأزياء والتصميم الداخلي، والعلاقات العامة، والطب والهندسة، والبيئة وفي البنوك والمصارف، ونحن لا نعتبر أن المرأة تنافس الرجل، على العكس هما يعملان مع بعض يد بيد". من جهة أخرى تصف علوي الهوية الاقتصادية لسيدة الأعمال البحرينية، وتقول: " هويتنا واضحة، والمرأة البحرينية هي مكافحة وتعمل بجد واجتهاد وتنظر للحياة بتفاؤل، وتعشق التحدي، وتحاول جاهده إلى أن تصل لهدفها". تقول علوي أن رائدات سيدات أعمال البحرين، يعملن في الشركات العائلية و في المشاريع الخاصة، وتقول: "يوجد نساء جدد في مجال الأعمال، وأخريات في مجالس الإدارة ، وهن صاحبات خبرة ولديهن دور وواجب لا يمكن التغاضي عنه، وهو احتضان سيدات الأعمال الجدد، بحيث يتبادلوا الخبرات، وفي البحرين تشكل الشركات العائلية بواقع 98% من المشاريع، وبالتالي المرأة البحرينية هي قيادية في شركتها العائلية بصفه أكبر".

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

 

 

المزيد
back to top button