متى تقول لزوجتك آسف؟

اعتبرها البعض ضعفاً ووصفها آخرين احتراماً

متى تقول لزوجتك آسف؟

لا تخلو الحياة الزوجية من مشاحنات ومشاكل طبيعية بين الزوجين، ولا تحل هذه المشاكل إلا بموازنة لتوائم بين كل هذه المتناقضات، ليبدأ الطرف المخطئ بالاعتذار، ويقول " آسف"... لكن ماذا لو كانت المخطئ هو الرجل ونخص بالذكر الزوج العربي، عندها سيقف أمام دوامة " أعتذر أو لا أعتذر". وبصفة عامة ووفقاً لدراسة أعدها مؤخراً المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة، والتي تشير إلى أن %80 من الرجال لا يعترفون بخطئهم، ولا يعتذرون من زوجاتهم ، من باب العِند والأنانية والكبرياء، وفي الغالب خوفا من فقد الهيبة، أو الظهور بمظهر الضعف والانهزام.

استطلعت ELLEعربية آراء الرجال العرب، وسألتهم هل تعتذر من زوجتك وتقول لها " آسف"؟

قسوة قلب أبو راغب الغندور، جعلت منه إنسان يرفض مبدأ الاعتذار من زوجته بكافة الأشكال والطرق، حتى وصل به الأمر للندم على ما فات، وليس هذا فحسب بل أصبحت كلمة "آسف" بمثابة روتين يومي ينطق به لسانه ليل نهار، من أجل أن تعفو عنه زوجته على ما فات، التفاصيل يرويها لنا، ويقول: " في حقيقة الأمر منذ أن تزوجت من حوالي 25 سنة، كنت عنيد ومتسلط على زوجتي، وكانت كلمتي و أوامري لا نقاش فيها، إلى أن طلبت زوجتي في ذات يوم الذهاب لمنزل والدتها المريضة، ورفضت ذلك بشدة، خوفاً في أن تعتاد على الذهاب لأهلها يومياً، وفي ذات اليوم جاءنا نبأ وفاة حماتي، عندها أصابني حالة ندم وتأنيبا للضمير، ولم أجد أمامي سوى كلمة آسف حتى أرضى زوجتي، وإلى يومنا هذا وأنا اعتذر منها، كما وتغيرت معاملتي معها بشكل كامل".

أما ماجد محمد، فلسطيني ومتزوج من امرأة دنمركية منذ حوالي العام، حين طرحنا عليه السؤال، أجاب بعفوية، وقال: " آسف، كلمة طبيعية أقولها لزوجتي في حال أخطأت بحقها، ولم أفكر يوماً أنها كلمة قد تهين الرجل أو تقلل من قيمته، فالتسامح بين الأزواج هو أحد أسرار السعادة الزوجية، واعتقد أن ثقافة الاعتذار مازالت تشكل عائقاً في استمرار الحياة الزوجية بين العرب، أما في أوروبا ونتيجة تحضر الزوجين وتفهم طبيعة الحقوق والواجبات بين الزوجين، هي كلمة طبيعية، ولهذا اخترت الزواج من امرأة غربية، لأنها تدرك معني كلمة " آسف" جيداً، وهي أن الزوج نادم على ما فات ولن يكرر خطأه مجدداً، لكن بين بعض العرب، ربما يقول الزوج " آسف" مئة مرة باليوم وهو يعلم جيداً أنه سيعيد الخطأ، لذلك لا داعي للاعتذار". في المقابل يقول منار الأحمد وهو أيضاً متزوج من امرأة غربية، أن ثقافة الاعتذار موجودة في ثقافة الغرب، لذلك يستخدمها بشكل دائم ومستمر مع زوجته.

يرى أحمد متولي أن كلمة " أسف" باتت أمراً طبيعياً في حياتنا الزوجية، نظراً لكثرة المشاكل والأخطاء العفوية التي يرتكبها الزوجين في ظل المتغيرات والضغوط الحياتية، لذلك اعتذر دائماً لزوجتي، واذكر آخر مره اعتذرت منها من أسبوعين حين أخذت تنتظرني أكثر من ساعتين في منزل أختها، وأنا في حقيقة الأمر كنت ناسي أمرها، واذكر من فترة أقفلت هاتفي النقال حين كنت في رحلة بحرية مع الأصدقاء، ما أدى إلى قلقها حتى وصلت إلى مرحلة الهذيان، لذلك قلت لها أنا أسف وقبلتها على رأسها واعترفت لها بخطئي و وعدتها بعدم تكرار ذلك".

*نرفضها وبشدة!

لا داعي للاعتذار، وكلمة آسف أصبحت من زمن الماضي ولا تليق بالزوجة، لأنها كلمة تثير غريزتها الكيدية التي خلقت عليها المرأة، فباتت تتلذذ بسماعها دون أن تسامحني، هكذا هي رؤية زهدي محمد لمبدأ الاعتذار، ويقول: " لن اعتذر منها بعد اليوم، فهي إذا أخطأت أو حتى أخطأت واعتذرت سوف تتمادي وهذا ما لاحظته عليها خلال سنوات العمر التي عشتها مع زوجتي، كما وأن هذا الأمر يشمل بناتي أيضاً، لا أدري لماذا المرأة العربية إذا أعتذر منها، لا تتوقف أو تصمت بل تتمادى في جبروتها على الرجل؟"

يقول معين عبد الله، الاعتذار ليس بالضروري أن أقول لزوجتي " أنا أسف " قد اعبر عن اعتذاري بابتسامة أو بقبلة أو بعاملة إيجابية، عندها ستتفهم زوجتي بندمي على ما فات، و المرأة الشرقية بصفه عامة تتمتع بدهاء كبير كما وأنها متفهمة وصبورة لذلك إرضائها لا يشكل إشكالية أو معاناة للرجل،، وكما يقال: الحصول على رضا المرأة سهل وبسيط". لا يتذكر معين آخر مره قال لزوجته أنا أسف، ولكنه وبحسب تعبيره يقول أن الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل، والإنسان خطاء وعلى الزوجين تفهم بعضهما من اجل أن تستمر الحياة.

من جهته يعتبر حسن أيوب أن الاعتذار من الزوجة مسالة صعبة ولربما تكون معجزة في مجتمعنا، ويعلل ذلك قائلاً: أرفض مبدأ الاعتذار وإذا أخطأت بحق زوجتي لابد أن ثمة سبب دفعني لذلك وبالتأكيد الزوجة هي السبب، لذلك لا داعي للاعتذار فالحياة مستمرة بحلوها ومرها".

تحقيق رنا إبراهيم

 

 

المزيد
back to top button