يحتفظ كل شخص منا بمواقف وذكريات منها السعيدة والحزينة، المؤلمة والمفرحه، تلك الذكريات التي يصعب وضعها في رف النسيان، لتبقى متلازمة مع المرء على مر السنين والأيام واحياناً الساعات.. فما هي الذكرى التي يصعب محوها من ذاكرتك؟
تقول إيمان محمد – عازبة- "الذاكرة دائماً ترفض نسيان المواقف المرتبطة بحوادث حزينة ومؤلمة، ففقدان الأحباء وخيانة الأصدقاء، والموت والدمار والتخريب، جميعها ذكريات راسخة في الذاكرة. وتقول: " بالنسبة لي لا أستطيع نسيان وفاة والدي الذي رحل عن الدنيا وأنا معه في نفس المكان، ولا استطيع نسيان حزن والدتي واخوتي، وجميع تفاصيل العزاء، لقد كانت حادثة راسخة ومازالت تراودني ليل نهار وذلك بعد مرور نحو 12 عاماً على رحيله".
الحرب والمرض
ذكريات الحرب والموت والدمار والتشتت مازالت تشغل ذاكرة سعاد القاسم- متزوجة- وتقول: " لا استطيع نسيان مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982، والدمار والموت ورائحة الدم والدخان في الشوارع، ومن الذكريات التي لا استطيع نسيانها، تأتي ذكرى رحيل والدتي التي رحلت عن الدنيا وأنا في الغربة". تشير القاسم أن الذاكرة تحتفظ بالذكريات الحزينة والمؤلمة بشكل أكبر، وايضاً تحتفظ بالذكريات السعيدة التي تحدثنا عنها، وتقول: " أذكر فرحتي بإنجاب أول طفلة، وكذلك لحظة تخرج إبني من الجامعة وحصوله على لقب مهندس، والقليل من مواقف الفرح في حياتي".
أما منار ممدوح- أرملة- فإن ذاكرتها لا تنسا لحظة اكتشاف اصابتها بسرطان الثدي، وتقول: " لقد كانت صدمة كبيرة لاسيما عندما أكتشفت اصابتي بالمرض بعد وفاة زوجي مباشرة، لقد كانت صدمه قاسية حيث لم أجد السند الذي يمنحني القوة والأمل، لقد امضيت أشهر من الحزن والانكسار، ولله الحمد تجاوزت كل ذلك بالإيمان والاعتماد على الذات".
الحب والخيانة
مازالت رشا مراد- متزوجة- تتذكر لحظة لقائها بفارس احلامها لأول مره، وتقول: " مازلت أتذكر المكان والزمان والظروف التي جمعتني بزوجي لأول مره، لأتعرف عليه ونمضي في أجمل قصة حب، ونكون أجمل أسرة، كذلك أتذكر جيداً لحظات إكتشاف حملي، وأني أحمل بين أحشائي طفلة مؤكد بأنها ستكون جميلة، وخلال شهرين سوف ترى الحياة وأنا متشوقه لهذه اللحظة التي سوف أسجلها في ذاكرتي".
وعلى عكس ذكريات الحب والفرح، تحتفظ مجد إبراهيم- مطلقة- بذكرى اكتشافها لخيانة زوجها لها، وتقول: " عقلي يرفض نسيان ما رأيت من خيانة، لم أكن أتوقع الخيانة ممن أحببت، ولم يخطر في بالي أن أكون مطلقة يوماً ما، هي ذكريات قاسية ولكني تعلمت الدرس جيداً"
تقول فاطمة محمد- متزوجة- أن لحظات الفرح معدودة في حياتها، ومن أجمل الذكريات الراسخة في ذاكرتها هي عندما أصبحت جدة لأول مره، وتقول: "لا استطيع نسيان تلك اللحظات التي احتضنت بها أول حفيد لي، لقد كانت لحظات من السعادة والفرح التي لطالما انتظرتها طويلاً"...وعن الذكريات الأخرى التي مازالت تحتفظ بها، تقول: " حياتي عبارة عن صراعات ومررت بتحديات كثيرة، ومن ضمن الأحداث التي لا استطيع نسيانها هي لحظة اكتشافي بأن ابنتي تعاني من الإعاقة الذهنية، وأتذكر ذلك اليوم جيداً بكل ما فيه من ألم وانكسار وحزن، وكذلك احتفظ بذكرى وفاة شقيقي الأكبر ووالدتي".
بين ذكريات الفرح والانكسار، تسرد غادة سعيد – عازبة- جزء من الذكريات التي تحتفظ بها، وتقول: " لا استطيع نسيان لحظة وفاة والدي، والأزمة القلبية التي تعرضت لها والدتي، وكذلك خيانة الأصدقاء والأحباء، ونكران وطعن الأقارب، أما ذكريات الفرح فهي معدوده، ومنها لحظة تخرجي من الجامعة والتحاقي بسوق العمل".
تحقيق رنا إبراهيم
