كيف ننمي الحس القيادي لدى الأبناء؟

تعد مهمه تربيه وإعداد طفل متوازن، ناجح، سعيد، نافع لنفسه ومجتمعه تحدياً كبيراً يواجه الرعاية الاجتماعية بمختلف اطيافها. وتزداد صعوبة ذلك في ظل وجود عدة مؤثرات خارجية لا يمكن التحكم به أحياناً، قد تؤثر بصوره او بأخرى على شخصيه الطفل ونموه. فكيف ننمي الحس القيادي لدى الأبناء؟

 

 

يقول الدكتور تركي فهد المساعيد، أخصائي الإرشاد الأكاديمي، في وزارة التربية والتعليم، أن الشخصية القيادية يحلم الجميع بامتلاكها، ولكن ليس بمقدور كل شخص أن يكون قيادياً، فالقيادة تحتاج نوعاً من التأهيل العلمي والنفسي والاجتماعي، ففي القيادة أنت تقود العديد من الأشخاص خلفك وتتخذ العديد من القرارات عنهم لذا تعد من الصفات الحساسة لكونها تعلّق أشخاص بيد شخص، فيكون مسؤول عن إتخاذ القرارات وإعطاء الأوامر سواء الشخصية أو العملية، فجميعها تؤثر على الأشخاص، كما أن هناك العديد من الصفات التي يتميز الشخص القيادي بها في هذه الحياة، وهذه الصفات مكتسبة وبإمكانك تطوير نفسك لتتمكن من امتلاكها.

 

 

دور الأسرة

إن تعليم الطفل مهارات القيادة منذ الصغر ليس بالأمر المستحيل كما يظن البعض، فالطفل منذ الصغر يكون قادر على التعلم وتلقي المعلومات والتوجيهات، يقول المساعيد: " يمكن للأسرة أن تستغل ذلك في تعليم الطفل مهارات القيادة، وذلك لزيادة ثقته بنفسه، وليكون قادر على تكوين صداقات مع رفاقه بالمدرسة أو النادي بسهولة، بالإضافة إلى قوة الشخصية وتحمل المسئولية والقدرة على مواجهة الأزمات وإدارة الأمور، فضلا عن أن الشخصية القيادية دوما ما تكون شخصية طموحة ذو عقلية راجحة. ولعل هذا يتحقق من خلال تعزيز حــــاجة الطفل إلى تأكيد الذات، حيث تبدأ هذه الحاجة في الظهور لدى الطفل منذ الصغر؛ حيث يحتاج الطفل إلى الشعور بتأكيد ذاته وأنه كفء يستطيع تحقيق ذاته، والتعبير عن نفسه في حدود قدراته وإمكاناته؛ لذا فهو يسعى دائماً في الحصول على المكانة المرموقة التي تعزز ذاته وتؤكد أهميته. هذا مهم جدا لتعزيز امتلاك حس وشخصية قيادية. ويضاف إلى ذلك أنه على الاسرة ملاحظة السمات القيادية لدة الطفل وتقويتها وتمكينه منها، وهنا يمكننا أن نذكر بعض هذه الخصائص:

 

  1. يرغب بالقيام في الأعمال الخاصة به بنفسه وبشكل مستقل.
  2. يميل إلى مصاحبة طفل أو طفلين.
  3. يرغب باللعب بشكل منفرد أحيانًا.
  4. ينظم نشاطات اللعب ويقودها.
  5. يتعامل مع من هم أكبر منه سنًا بيسر ومودة.
  6. يشعر مع الآخرين.
  7. حسّاس لمشاعر الآخرين نحوه.

 

وتأسيساً عليه يجب على الآباء إعطاء دور لأبنائهم في البيت وأثناء خروجهم، لشراء الأشياء، أو في السفر، كي يتعلموا كيف يتصرفون، فتفويض الآباء للأبناء للقيام بدور يسهم في بناء الشخصية القيادية وتحملها المسؤولية.

 

 

ويحدد المساعيد العوامل التي تساعد في التدريب على القيادة، وهي التالي:

  • التدريب العملي على القيادة في جماعات حيث يتم مناقشة أهداف الجماعة ومعرفة اتجاهاتها وإدراك أسس العمل الجماعي فللجماعة أثر كبير في تحديد وتعديل سلوك الفرد وأحكامه واتجاهاته ومعاييره، وهذا يتيح أيضاً اكتساب الخبرة في كل من القيادة والتبعية.
  • بناء جماعة التدريب بحيث تقبل التغير وتكون مستعدة للنمو مما يسمح تبادل الاتصال وتبادل الآراء وتدارس المشكلات والحلول بين المدربين والمتدربين في حرية ووضوح، وتقارب الإطار المرجعي عند كل من الطرفين.
  • التدريب والتعلم القائم على الخبرة والممارسة في وجود ديموقراطي وملاحظة المدرب في قيادته للجماعة وملاحظة باقي أعضاء الجماعة.
  • التدريب على وضوح التفكير واتخاذ القرارات وسرعة البت في الأمور وخاصة الطارئة والمفاجئة.
  • التدريب على النقد البناء والنقد الذاتي وتقبل النقد بما يضمن القدرة على تعديل السلوك إلى أفضل.
  • إعطاء المسؤولية لكل شخص راغب فيها وقادر عليها ومستعد لتحملها، بما يحقق الاندماج الحقيقي الكامل في برامج التدريب بما يضمن تغير سلوك المتدرب بعد انتهاء فترة التدريب.
  • المشاركة الايجابية العملية من جانب المتدربين والتحمس لعملية التدريب، وهذا يتحقق بتوافر المدرب الكفؤ الدارس الذي يزود المتدربين بالعلم والخبرة والذي يكون قدوة حسنة.
  • دراسة علم النفس وخاصة علم النفس الاجتماعي للإحاطة بالسلوك الاجتماعي ودوافعه وللتفاعل الاجتماعي... إلخ.
  • المرونة في برامج التدريب بحيث يمكن الأخذ بمنهج أو بآخر، بطريقة أو بأخرى حسب طبيعة الموقف ومتطلباته.
  • القيادة صفة مكتسبة
  • يقول الملازم أول محمد أحمد بن شفيا، رئيس قسم الأداء المؤسسي بالقيادة العامة لشرطة دبي، أن للأسرة والمدرسة دور مهم في تأهيل الابناء من الناحيه العلمية والنفسيه والاجتماعيه، يمثل في تقديم الشرح الوافي لهم بمفهوم القياده وتقويه شخصيتهم وأن لا فرق بينهم وبين الأطفال الآخرين، ويقول: " إن الأسرة هي المسؤول الأول عن تنميه الحس القيادي لدى الابناء، الذي يجب أن تكون لديه الثقافه والعلم الكافيين بأن يعلم الابن باكتساب هذه الصفه ( الصفه القياديه) بأن يكون محبوب وذكي ولديه طرق عديده في حل المشكلات وإعطاء القرار الانسب له وبأن يكون محترم بين زملاءه واصدقاءه ويتربى على حسن المعامله والطيبه، أما المجتمعات والمؤسسات العامه والخاصه لها دور في تقديم الدعم والتخفيز الابناء، من خلال نشر ثقافه القراءة والاطلاع وتقوية الوازغ الديني والحث على الصلاة والايمان بقضاء الله وقدرة، وتوضيح فكرة الاقناع لان القناعه كنز لا يفنى وغرسها في نفوس هذه الفئة من الاطفال، وتشجيعهم بالاعتماد على انفسهم".

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button