كيف نستقبل شهر رمضان؟

هو ضيف مبارك وكريم يحل علينا مره واحدة في العام، ليطفي بركاته على جميع أمة المسلمين فيتباركوا فيه، ويهللون له يسارعون لاستقباله. فالبعض يباشر القيام بحملات تسويقية تشمل شراء المواد الغذائية وما يتبعها من أواني طبخ وضيافة استعداداً للقيام بموائد الإفطار، من أجل جني الحسنات المضاعفة في شهر الخير، ولكن البعض من يبالغ في الاستعداد متناسياً الحكمة الرئيسية من الصوم، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)). إذا ما هو التخطيط الناجح لإستقبال شهر رمضان؟

 

 

Elle العربية التقت عدد من الأسر أثناء استعدادهم لشهر رمضان المبارك، وكانت البداية مع عبد الرحمن محمد – متقاعد، وقال: " نهتم بشراء جميع الاحتياجات الاستهلاكية قبل الدخول في شهر رمضان، كالزيوت والمعلبات ومكونات الحلويات، فرمضان له احتياجات كثيرة تختلف عن باقي الأشهر، بالإضافة إلى العزائم التي نقيمها بين الأهل والأصدقاء، وما هو أهم من ذلك الاستعداد النفسي، المتمثل في صفاء النية وتهيئة النفس على مضاعفة العبادة، من هنا عاهدت نفسي على مضاعفة الصلاة وقراءة القرآن حتى ساعات متأخرة من الليل وأتمنى أن يوفقني الله لما نويت له".

 

أمنة الشاعر- موظفة- ترى أن رمضان هذا العام سيكون مختلفاً عن السنوات السابقة، لاسيما وأنها تعمل في الاسواق الليلة، وتقول: " أهم شيء أن عملي في الفترة المسائية، لذلك سوف أكون متفرغة في فترة الإمساك بين العبادة وقراءة القرآن ومساعدة والدتي في أمور المطبخ، أما بالنسبة للاستعدادات الشرائية، نحن في رمضان نتردد إلى السوبر ماركت كل أسبوع من الشهر، وقبل الشهر لا نملأ ثلاجتنا بالمأكولات والمخزونات الغذائية كما يفعل البعض".

 

يعتبر محمد عبد الله – موظف- أن شهر رمضان، خاص بالعبادات والعلاقات العائلية وصلة الأرحام، يقول: " أهم ما يميز رمضان العلاقات الاجتماعية وصلة الأرحام، دائماً أصطحب أطفالي لزيارة أرحامهم كما وتغيب عادة السهر برفقة الأصدقاء في شهر رمضان، أما بالنسبة للاستعدادات الشرائية هي مهمة الزوجة، و تجهيزات العيد فقد مسبقاً تجاوزاً للزحمة، لآن شهر رمضان خلق للعبادة لا للتسوق".

 

من جانبها تشير نورة الهاملي إلى العادات الرمضانية ومنها العزائم والولائم والتي مازالت متأصلة في المجتمع الاماراتي، " على الرغم من الإنفتاح والتطور الذي يشهده المجتمع الاماراتي إلا انه مازال مرتبط بعاداته الاصيلة، فشهر رمضان يعني علاقات عائلية، دائما نشهد زيارات عائلية تأتينا بشكل مفاجئ، من هذا المنطلق نلجأ إلى طبخ كميات متنوعة وكبيرة من الطعام لا يمكن أن تقول بأن زيادة نسبة الطبخ وتعدد الأطباق خاصة في مثل هذه الحالات هو إسراف وتبذير، بل احتياطات يتم أخذها مسبقاً حتى لا يفاجأ أحد بزيارة غير متوقعة".

 

 

التخطيط الناجح

يوضح الداعية الاسلامي صفوان وحيد شعبان، ماجستير في الفقه الإسلامي وأصوله، كيف يكون التخطيط الناجح لإستقال شهر رمضان " على المسلم أن يستقبل شهر رمضان يتوبة صادقة ، ومن أبرز الأعمال التي يستقبل بها هذا الشهر، قراءة القرآن والمحافظة على صلاة الجماعة وصلة الأرحام، والصدقة على الفقراء والمساكين والمحتاجين، والمحافظة على قيام الليل وأعمال البر وكذلك الصفح والتسامح مع إخوانه". وينوه إلى فئة من المسلمين يستغلون شهر الخير في التسوق والشراء " الإسلام دين اعتدال واتزان في جميع أموره في المأكل والمشرب والملبس فيجب على المسلم أن يحافظ على سلامته وسعادته وصحته ، فلا يصل حد الإسراف ولا ينزل إلى حد التقتير، قال تعالى: (( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)). ويضيف : " على المسلم في رمضان أن يمد يد العون إلى الفقراء واليتامى والأرامل والمنكوبين والمشردين، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم( المسلم في ظل صدقته يوم القيامة) فهذه فرصة لايضيعها المسلم فرمضان شهر المواساة والإنفاق والجود".

 

يوجه الداعية الاسلامي رسالة إلى الشباب، " على المسلم أن يستثمر كل دقيقة في رمضان بالطاعة حتى لو كان من محبي الإنترنت، هناك من البرامج ما هو مفيد أما أن يجلس لساعات أمام الدردشة التي لا طائل منها فهذا لا ينبغي فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يكره السهر بعد العشاء إلا لحاجة. وهذا ربما ضيع عليه صلاة الفجر أو بركة السحور".

 

 

تحقيق رنا إبراهيم

المزيد
back to top button